أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - بلقيس حميد حسن - -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس














المزيد.....

-قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1000 - 2004 / 10 / 28 - 09:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل الحديث عن (مملكة الاستبداد المقنن في سوريا) , هذا الكتاب الصادر عن دار بافت للطباعة والنشر في ألمانيا والذي يعتبر بحثا ثريا وقيما بتقصي مستور الحقائق في ( مملكة الصمت) كما أسمى سورية أحد الكتاب العرب, قبل هذا وددت أن أهنيء هذا الشاب السبعيني والأب المناضل والمثابر على الدخول في الزوايا والخبايا بحثا عن حقيقة ضائعة أو تمزيقا لقناع لازال يبرقع بعض الضمائر المشوهة, هذا المحامي السبعيني الذي تخرج من كلية الحقوق بدمشق مدافعا لعشرات السنين عن حقوق الإنسان السوري , حيث ناضل كعضو في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري, واشترك بعدة تمردات وإزعاجات للسلطة منذ اغتصاب العسكر لها في أول انقلاب لهم.
يطالعك في الصفحة الأولى من الكتاب سؤال مرير أجابت عنه دماء الضحايا وآهات السجناء تحت ارض يعرف العالم عراقة حضارتها ويعلم أن فيها اقدم سجين سياسي على وجه الأرض في زمن تتهاوى به القيود وأجهزة المخابرات بعصر الاتصالات والتكنلوجيا الحرة.
ماذا في سوريا؟
سؤال طالما تاق إليه الرازحون الآن في هذا البلد من اجل قوله بوحا مليا .
سؤال وضع بعده جريس الهامس إهداءا شفيفا إلى جميع الشهداء ومعتقلي الرأي والضمير في السجون والمنافي.إلى كل من قال : لا لنظام القتلة واللصوص في سورية.
في مقدمة الطبعة الثانية هذه, يسرد الكاتب بعد عشر سنوات عجاف ما تراكم من عبودية وفقر وإذلال مارسه النظام السوري ضد أبناء الشعب من الطبقات غير المنتفعة بالسلطة, تحدث فيه عن مواضيع هامة عن القوانين والمحاكم الاستثنائية, حيث افرد لها فصولا تصف السجون والمعتقلات التي ما عادت بفضل أمثاله مجهولة لدينا , فالكاتب يضع ملحقا للنصوص الأصلية للقوانين والمحاكم القرقوشية التي تعتبر استثناء للمتعارف عليه بالقوانين وأصول المحاكمات.
لقد وضعت البشرية قوانينها منذ آلاف السنين لتنظم حياة الناس ولتكن الحقوق مصانة للجميع كي يرتقي الإنسان بها إلى مراتب أعلى من عصر المشاعية أو التعصب القبلي للخروج من ظلمة الجهل , فكانت القوانين الوضعية قد تجاوزت الأديان باهتمامها بالفرد والدوافع التي تحيق به وتوقعه بإعمال العنف وغمط الحقوق رغبة في إبعاد شبح الظلم والوصول بعض الشيء إلى العدالة التي يحلم بها كل مفكر متطلع إلى مجتمع القانون والعدالة , لكن السلطة في سورية عطلت عمل القوانين لعشرات السنين تحت ظل الأحكام العرفية وقانون الطوارئ الذي يعرقل ويشوه تطبيق القوانين مهما كانت عادلة ومكتوبة بشكل منطقي, محطمة الرقم القياسي في العالم بطول مدة سريان هذا القانون المجحف بحق جميع أبناء سورية.

يتحدث الهامس في كتابه عن مقابر جماعية للمعارضين في اغلب المدن السورية ويذكر في القسم الثاني من الكتاب موجزا عن السجون والمعتقلات في سورية ويحدثنا عن رقم قياسي عالمي ما سبق سورية إليه من أحد, فمدينة دمشق وحدها تحوي عشرات السجون اذ تنتشر على مدى مساحات واسعة , بل أن لكل مدينة وقصبة سجنها الرهيب الذي يمكن أن يذهب أليه المرء دونما عودة كما قال أحد السجناء عن سجن تدمر , هذه المدينة التاريخية العريقة , والتي تعتبر من أهم حواضر سورية ووجهها العريق, يقول هذا السجين" الحياة في تدمر أشبه بالسير في حقل الغام, فقد يفاجئك الموت في أية لحظة , أما بسبب التعذيب أو وحشية السجانين أو المرض أو الإعدام"
ثم يتحدث الهامس عن الموازنات الكبيرة التي تصرف على أجهزة المخابرات والتي تشكل ثلث الموازنة العامة , وذلك من خلال عرضه أرقام الموازنة العامة لعام 1988 والتي تتسع اكثر فاكثر لتبلغ عام 1994أعلى نسبة في العالم تخصص لأجهزة القمع المعادية للإنسان والوطن,
ثم ينتقل الكاتب في القسم الثالث من الكتاب للحديث عن المعارضة السورية والأخطاء التي أبقت على النظام الشمولي , ودعمته بالصمت والتسليم بحجة الإصلاح ثم يؤكد المناضل الهامس الذي أنهى اكثر من عشرة أعوام من عمره في سجون سورية على أهمية أن ندرك جميعا أخطاءنا ولا نعلقها على مشجب الإمبريالية والصهيونية كالعادة , فالأنظمة الاستبدادية لم تهبط من السماء , إنما ثمرة طبيعية لأخطائنا جميعا والتي يجب أن نواجهها ببسالة ومسؤولية وصدق للخروج من المآزق وصولا إلى الحياة الحرة الكريمة التي نستحق كبقية شعوب العالم .ثم يختتم الكاتب هذا البحث الجريء باقتراح برنامج الحد الأدنى للإنقاذ الوطني في سوريا على أسس ومبادئ بناء الجمهورية السورية الديمقراطية الثالثة ويطرحه للحوار والمناقشة بأسلوب محام ٍ متمرس بحقوق الجميع .
هذا الكاتب الشجاع يقول بكتابه الجدير بالقراءة :
في النهاية أقول للذين يبشرون بإصلاح النظام الفاشي في سوريا والمصالحة معه في الوقت الحاضر, انهم كمن يكتب مذكراته على رمال الشاطئ , أو كمن ينتظر من شجرة العليق والعوسج أن تحملا له تفاحا وعنبا .
صدقت أيها الأب السوري الطيب فتجربتنا مع بعث العراق مريرة , دفعنا ولازلنا ندفع ثمنها غاليا , وها أنت مصر على المضي بطريق ذات الشوكة الذي بدأت من اجل الوطن والشعب نتمنى لك العمر المديد , وليحمك الرب من كل مكروه بسبب كتاباتك الصريحة الحقة .

ألف تحية للمناضل جريس الهامس حين يوظـّف سني راحته لمباديء الحق والعدالة , وتحية لكل بطل يحمل روحه على كفه من اجل قول كلمة تهدف الوقوف مع المقهورين وعشاق الحرية المصادرة ببلدان السجون والخوف.

لاهاي
25-10-2004



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع الثقافي والمتطرفون
- العربيات وجائزة نوبل
- منذ متى عرف المجد القيود؟
- من أين جاءت الفوضى في العراق؟ وعن اية مقاومة يتحدثون؟
- إشكالية رجال الدين والسياسة
- آل العراق واختلاف الأديان*
- حلبجة*
- العراق والحزن العميق
- تهاوين قبل الأوان
- لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
- الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق
- أولويات الحكومة العراقية الجديدة
- بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟
- الأكراد في المنفى
- طوبى لك يا إبرا هيمنا المصري ولديوانك العراقي
- سوق الشيوخ
- سجونهم وسجوننا
- العودة لرموز الجمهورية العراقية
- لنا نحن الملايين بالخارج صوتـنا, ولا بد أن يـُسمع
- الشاعر سعدي يوسف والعيد السبعين


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - بلقيس حميد حسن - -قراءة في مملكة الاستبداد المقنن في سورية لمؤلفه جريس الهامس