أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - فؤاد ابو لبدة - عاش الاول من ايار















المزيد.....

عاش الاول من ايار


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 08:04
المحور: ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
    


يأتي الاحتفال بعيد الأول من أيار هذا العام بمذاق خاص وربيع متميز تفوح منه شذا الانتصارات وعبير الحريات والتحرر من الدكتاتوريات وكسر لجدار الصمت الرهيب الذي استمر لعقود طويلة , ليعلو صوت العامل ويتحول الأنين المحتجز بين أركان المعامل والمصانع لبركان ثائر يدوي في الشوارع والطرقات , وتمتزج معا أنشودة فلاح وتنهيدة عامل ليعزفان أجمل وأروع سيمفونية النصر للطبقة العاملة التي حتما ستنتصر ولترتفع في هلال الخصب كل المناجل ويجلل الصوت العمالي المقهور ويعلو علي صوت نعيق البوم والغربان التي تحوم لسنوات وعقود فوق القصور الرئاسية ومؤسساتها البرجوازية وسجونها التي التصقت رطوبتها بأجساد العمال والفلاحين والمعذبين وعشاق الحريات والديمقراطية .
ثورات وربيع مثمر في الوطن العربي وان كان اجتهد البعض في التوصيف الحقيقي لها فهناك من صنفها بأنها ثورات عفوية شبابية اقتضت الحاجة أن تاخد الشكل المنظم وهناك من وصفها بأنها ثورة مثقفين نظرا لأنها استخدمت وسائل التكنولوجيا العلمية في التواصل والاتصال وهناك من أوعز توصيفه لعامل المحاكاة والتقليد للنموذج التونسي الذي ابهر العالم بالتصميم والإرادة علي دحر الدكتاتورية التي جثمت علي صدور الجماهير , وهناك من أضفي التحليل العلمي لها بان ما يجري ما هو الا ترجمة حقيقية للقانون الجدلي الديالكتيكي القائل " التراكمات الكمية تؤدي لتغيرات نوعية " وفقا لحالة الكبت والقمع ومصادرة الحقوق الفردية والجماعية وتكميم الأفواه وإطلاق العنان للأجهزة الأمنية لتصول وتجول بطول البلاد وعرضها دون رقابة او محاسبة لتأخد الدول العربية بشكل عام الشكل البوليسي المطلق في الحكم وفقا لأحكام الطوارئ التي فرضتها معظم الدول العربية علي مواطنيها وتستمر لسنوات .
أيا كانت الاجتهادات والتوصيفات علي شكل الثورات وطبيعة سيرها وظروف كل منها لا نخفي أن الشرارة كانت من تونس , أشعلها الثائر علي الظلم والاضطهاد " محمد البوعزيزي " لتترجم علي ارض الواقع وبشكل واضح وجلي احد مقولات لينين حين أشار " إن حادثة قتل فردية من الممكن أن تشعل ثورة " إلي زمن قريب كان كل من يقرا تلك المقولة يساوره الشك أنها لا تتعدي مقولة نظرية واحد أشكال الطوباوية الخيالية , ولكن تلك الحادثة جاءت لتعزز الواقعية لتلك المقولة , وما أوقعته جماعة كلنا " خالد سعيد " الذي قتل علي أيدي قوات الأمن في مصر من صدي متميز في قلوب الملايين عززت تلك القناعة الراسخة وجاءت ترجمة فعلية وواقعية علي تلك المقولة , وما كان لتلك الثورات في كل من مصر وتونس أن يكتب لها النجاح إلا بفعل شموليتها ومشاركة الطبقة العاملة التي ساهمت بشكل كبير في إنجاح تلك الثورات من خلال المشاركة الفعالة في المواجهات الجماهيرية وتنظيم الإضرابات العمالية في المصانع الكبرى كخطوة أولي لتنفيذ العصيان المدني الشامل الذي كان له الدور الأبرز والهام في خلق نوع من الشلل التام في الأداء الحكومي وكان بمثابة الضربة الأولي التي كان من الصعب علي حكومتي مصر وتونس امتصاصها وهذا ما جعل كل من النظامين يترنحا وفي حالة كبيرة من التخبط أثرت بشكل كبير علي التسريع في إنهاء راسي الحكم في كلا النظامين وأفضت بهروب الأول وتنحي الثاني .
وما تقوم به الطبقة العاملة في اليمن من دور متميز سواء كان بالمشاركة في الاعتصام ومشاركة جميع فئات الشعب اليمني الذي تغلب عليه الطبيعة القبلية او بتنفيذ الإضرابات والالتحام مع باقي فئات الشعب المناهضة للدكتاتورية في اليمن وتلتحف من سماء ميدان السبعين غطاء لها وتفترش ارض الميدان التي امتزجت بدماء الشهداء وعرق العمال والطلبة والمثقفين والبدء بالعصيان المدني الذي طال معظم محافظات اليمن ليعطي الثورة اليمنية طابع الشمولية والاتساع والمشاركة الفعالة والناجحة , كون الطبقة العاملة هي الأكثر إيمانا بالثورة ومن اجلها تبذل الغالي والنفيس بوصفها الطبقة الأكثر سحقا والأكثر اضطهادا والأكثر حلما بغد مشرق يمحو ظلمة الليل الحالك وهذا ما جعل النظام باليمن يلهث وراء المبادرات الخليجية لتضمن له الرحيل المشرف دون الملاحقة القانونية والجنائية له ولأسرته .
وفي النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال كان للطبقة العاملة الفلسطينية دورا هاما في النضال الوطني ضد الاحتلال وقدمت الطبقة العاملة العديد من الشهداء والأسري والجرحى , وكذلك النضال الطبقي عبر نقابة العمال التي كانت تتحدي محاولات الاحتلال من طمس الهوية الفلسطينية والقضاء عليها فوقفت صلبة ومتينة تتحدي كل الأساليب التي تحاول ثني عزيمة العامل الفلسطيني وعملت علي فتح أوسع أبواب التنسيق مع النقابات العمالية العالمية والعربية وأوجدت لها مكانة رغما عن كل المحاولات الاحتلالية التي كانت تلاحق الكادرات العمالية بالاعتقال والاغتيال وإغلاق النقابات .
وان كان الأمر مختلف تماما في كل من سوريا ولبيبا حيث يدعي كل منها الاشتراكية وكان من المتوقع من كلا الطرفين أن يمعنا قمعا وبطشا بشعبيهما , ففي الأولي بعد أن انتفضت مدينة درعا لتشكل الشرارة بعد أكثر من نصف قرن من الدكتاتورية التي انتهجها حزب البعث في عهد حافظ الأسد واستكملها نجله من بعده بمسرحية برلمانية هزلية أفضت لتفصيل دستور جديد يحدد السن القانوني للرئيس بما يتناسب وسن نجله بشار في خطوة عززت نظام التوريث وباتت الجمهوريات أشبه بالنظام الملكي , وكان وما يزال للطبقة العاملة في ليبيا النصيب الأكبر في الثورة الليبية التي حكم عليها نظام القذافي الموتور والمتهور أن يفقدها طابعها الشعبي والجماهيري لتتحول لثورة مسلحة غير متوازنة وغير متكافئة تميل فيها القوة العسكرية لنظام القذافي المدعم بقوات من المرتزقة الأفارقة وغيرهم ليجعل من ثوار ليبيا وعمالها تمتشق السلاح وتدافع عن نفسها وعن بيوتها وعرضها وشرفها وتقبل بحلف الناتو أن يخلصها من ويلات الدمار والعذاب لتكون " كما الام التي تحمل كرها وتضع كرها طفلا غير مرغوب فيه " .
في يوم الأول من أيار يوم العمال العالمي نبرق بالتحية لجميع العمال البواسل أينما تواجدوا فهم عماد البناء في مؤسسات الدولة وهم من يصنعون البسمة علي شفاه الأطفال مع اشراقة كل يوم جديد وهم الأمل المتجدد دوما مع كل يوم جديد , فهم من اختاروا أن يكونوا أهلا لحمل راية الحرية والاستقلال والتحرر من نير الذل والعبودية والاضطهاد والاستغلال والاحتلال الوطني والقومي والطبقي ونتمنى للطبقة العاملة في الوطن العربي ووفقا لهذا الربيع المزهر أن توسع من التواصل مع النقابات العربية من اجل ازدهار وغد مشرق وكل عام وعمالنا البواسل بألف خير .
عاش الأول من أيار



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس والتهدئة الالكترونية
- الحراك الشعبي الشبابي الفلسطيني واسباب المراوحة
- بذكري يوم الأرض لا سلام ولا مقاومة
- تنافر التجاذبات الاقليمية
- المؤسسات الحقوقية الفلسطينية بوصلتها الي اين ؟؟؟
- حكومة حماس الجديدة تفتتح اعمالها بقمع منظم
- المرأة في يوم عيدها كيف نقيم دورها
- حكومة غزة والهروب الي الامام
- تكتيك ناجح وتوصيف سيئ
- الفيس بوك وحده ليس بديلا عن الشارع
- حكومتي غزة ورام الله من لم يأتي منكم بخطيئة فليرمي الأخر بحج ...
- اليسار الفلسطيني وتعميم التجربة المصرية
- سيناريو امريكي غير مستبعد
- سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة
- الاخوان المسلمين بمصر من السلفية الدينية الي العلمانية
- الثورة المصرية دروس وعبر
- الثورة ومبارك وسياسة عض الاصبع
- سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك
- يا شيخ امام جاءوك بالبشارة
- بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية / التضامن من اجل بديل اشتراكي
- الثورة العربية- بيان التيار الماركسي الأممي، الجزء الثاني: ا ... / بيان الدفاع عن الماركسية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - فؤاد ابو لبدة - عاش الاول من ايار