دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 20:57
المحور:
الصحافة والاعلام
حينما يكون المدٌ يساراً يصبح الوعي الجمعي في أوج قوته ، لالتحامه بهموم الفقراء، وحينما يكون الوعي الجمعي يسارا فان المشترك الإنساني يبرز من خلال امتزاج الوعي بوزن القصيدة لشعراء مسلحين بقافية الخنادق، موحدين لاختلاف هوياتنا، مٌبشرين بولادة الإنسان الجديد في زمن تعدد الالهات وتماثيل لصور تم تحميضها في مختبر تاريخي يكرر نفسه ليشوه مدننا وعواصمنا التي استيقظت بعد الليلة التي تلت الألف، من جرائم قتل النساء في أسطورة مازالت تتحكم بالبعض.
كنا في زمن الوعي العراقي حينما كان اليسار في صحوة، نقتسم رغيف الفكرة، وزمن الحديث ، كي نؤشر للجميلات ، فكانت حينها روزا وتانيا وجميلة وليلى الفلسطينية والكوردية ليلى ونوال السعداوي وأخريات . كنا نرى فيهن حلقة الوصل ما بين حافات المشاعة التي جعلت من الأنثى آلهة وحدود ملامسة الحلم المؤجل لحين الإعلان عن حضارة الأنوثة التي تحررنا من الذكورةً .
كيف يفكر الشباب في زمن تراجع الوعي وظهوره من جديد وبشكل مختلف في ساحاتهم التي تمثل المسيرة الكبرى في التاريخ ؟ عن من يتحدثون من الحالمات بغد أفضل والشاعرات بقصيدة خارج النص الرسمي وكاتبات لهن خصوصية بنكهة الوطن.
تبقى روزا و نوال والحِواريات في الحوار المتمدن حديث الشباب . ولكن هناك دوما ضفاف أخرى وأخريات ، ومنهن الكاتبة المبدعة ميس الكريدي التي تطل من خلال صحيفة ثرى السورية المهتمة بشؤون النساء كل نهاية أسبوع، تطل بلغة يمكن أن نسميها لغة ميس ، لأنها مختلفة في كل شيء . ولأنها مختلفة فإنها تحتاج لأكثر من قراءة كما كنا نفعل في السنوات الأولى حينما كنا طلاب جامعيين في عاصم التاريخ " بغداد". كنا نشاهد الفلم المُختَلِف لأكثر من مرة، مرة كي نفهم القصة ومرة كي نعيش الموسيقى التصويرية ومرة كي نتمتع بقوة التمثيل ومرة كي ندرك الإبداع في الإخراج.
ميس كريدي كاتبة مختلفة، ولأنها تجعل من الكلمة هندسة ومن النص مملكة للحلم المتحقق ، ولأنها تملك سحر الكيمياء أو لغزها ، فتمزج الفكرة بعبق الوطن وحلم الإنسان المجرد، ولأنها تجعل من الألغام وسط الحقل دلالة كي تنطلق صوب عوالم مختلفة تبرز ضرورة الاختلاف في قراءتنا لها كي نكتشفها أكثر من مرة ، مرة كفكرة تضم في سماءها ألف فكرة ، ومرة أخرى كقصيدة منثورة بنرجس الوطن الذي نراه مختلفا عن حدوده وتفاصيل أزقته حينما تكتب عن الوطن .
ولأنها مختلفة حينما تكتب، فان حدود الفكرة معها تبدأ رمزا لتنتهي وطناً. وان سألتم عن وطن ميس فهو اصغر من أحلامها الإنسانية رغم امتداده مسافةً تمتد مابين القطبين.
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟