|
أرضية لجناح نقابي لحركة 20فبراير(قطاع التعليم)
نبيل حواصلي
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 20:01
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
تعيش شعوب شمال افريقيا و المشرق العربي هذه الايام لحظة فاصلة و حاسمة في تاريخ هذه المنطقة، اذ تبصم على بداية مرحلة جديدة عنوانها تحقيق الحرية و الكرامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال الحراك السياسي الذي اطلق شرارته الشهيد محمد البوعزيزي بتونس المناضلة، وبالنظر إلى هذا التطلع الذي تعبر عنه هذه الشعوب للحرية بإرادة من حديد وصمود غير مسبوق، تأتي ضرورة العمل في المغرب على مواكبة الحركية السياسية التي بعثتها المطالب المشروعة لحركة 20 فبراير في المستنقع السياسي الآسن والذي تحكمت فيه البيروقراطيتين السياسية والنقابية وساومت على عرق الشغيلة وحقوقها وكبلت نضالاتها وارتزقت على مطالبها بتكريس الفئوية والنظرة النقابية الضيقة لمطالب الشغيلة التي لا تنفصل عن المطالب السياسية المتعلقة بالديمقراطية والحرية والكرامة. ومواكبة لهذه الحركية السياسية الشبابية ذات المطالب المعقولة والمشروعة، تأتي ضرورة طرح نقاش عمومي على شبكة الانترنيت(الفايسبوك) يفضي إلى صياغة ملف مطلبي شامل ومركز للمطالب الأساسية للشغيلة التعليمية، يتم على أساسه تأسيس مجلس وطني يسطر برنامجا نضاليا وحدويا للموسم القادم يضم ثلاث ملفات لثلاثة فئات للشغيلة التعليمية ( الإبتدائي، الإعدادي، الثانوي ) كما نأمل أن تكون هذه المبادرة المرتبطة بتوحيد مطالب الشغيلة التعليمية لبنة أولى من أجل تأسيس إطار نقابي وحدوي كفاحي، ينتشل الطبقة العاملة المغربية من حالة الشرود التي تعيشها في ظل وضع مأزوم ومائع كرس نوعا من الانتهازية والأنانية في الأوساط العمالية، وضع أصبح فيه الإضراب يوم عطلة عند الكثيرين بل المشاركة أحيانا في الإضراب بدون أدنى معرفة بالمطالب المرفوعة من طرف الجهة الداعية للإضراب. لقد ارتهن مصير الشغيلة التعليمية لعقود من الزمن بحسابات سياسية ضيقة ميزت السلوك السياسي لبعض التنظيمات السياسية التي تتحمل مسؤولية الوضع المأزوم، هذا الارتهان إذ يدل على جدلية النقابي والسياسي فإنه يؤكد أنه لا بديل للطبقة العاملة المغربية عن إطارها السياسي الذي يمكن أن يعبر على وضعها وطموحها ودورها التاريخي كفئة منتجة وفاعلة في الصيرورة التاريخية. لقد تحول السلوك النقابي لدى الفاعل النقابي في المغرب إلى تكريس نوع من النقابية التقنية الضيقة، كمعالجة بعض الجزئيات المرتبطة بتخبط المسؤولين عن القطاع، كسد الخصاص- المسؤولة عنه الإدارة -هنا أو تبني ملف إنساني لمنخرط هناك أو القبول بمحاصصة تكليفات داخل نيابة جديدة هنالك والغائب الأكبر هو فعل نضالي قائم على برنامج يتضمن تحصين المكاسب وتعميق المطالب ،بل أكثر من ذلك، لقد ساومت البيروقراطية النقابية في المغرب على بعض المكتسبات التي أصبحت موضوع إحتجاج مجموعة من التنسيقات "الترقية بالشواهد" على سبيل المثال. إننا لا ننكر وجود مناضلين شرفاء من داخل هذه التنظيمات النقابية يمتلكون تصورا كفاحيا للعمل النقابي قادرين على النهوض به والإنخراط الجاد والمسؤول من أجل الدفاع عن حقوقهم، غير أنهم مكبلون من طرف لوبيات ( وطنية وجهوية وإقليمية ) تفرمل نضاليتهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة لا تهدف إلى تفريخ نقابة جديدة - إذ يكفينا من القلادة ما يحيط بالعنق – بل تهدف إلى تجميع الطاقات النضالية المهدورة داخل هذه التنظيمات المهترئة وتعبئة الفئة الصامتة والمتحفظة والتواقة إلى إطار ديمقراطي يعبر عن حقوقها وطموحاتها التحررية. لقد برهنت القوى المناضلة داخل حركة 20 فبراير عن رقي الوعي السياسي المتجسد في ضرورة التغيير الجذري بهذا البلد وستظل هذه الحركية السياسية في حاجة إلى جناح نقابي مستوحى من "دستورها" المطلبي. إننا نحس بالتقزز بالفعل من جراء هذا التفييء والتجزيء الذي يطال الملف المطلبي الموحد للشغيلة التعليمية غير أننا نتفهم الفعل ( الإضراب، الإحتجاج، التصعيد ) من حيث المبدأ باعتباره يمثل تجاوزا لانتظارية هذه البيروقراطية الجاثمة على صدور الشغيلة التعليمية. إن إطارا وحدويا لا يمكن أن يعكس مطالب وطموحات الشغيلة ما لم يراعي المحددات التالي: 1- الدفاع عن المدرسة العمومية، وتحسين الشروط المهنية والاجتماعية و المادية للشغيلة التعليمية. 2- تجميد النظام الأساسي للوظيفة العمومية، في أفق وضع نص تشريعي يخدم مصالح الشغيلة الوطنية. وذلك من خلال الضغط من أجل دستور ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعب المغربي. 3- مراجعة الخيارات السياسية في القطاع التي ترضي الدوائر الاقتصادية للامبريالية و لا تراعي الحاجات المجتمعية. 4 – ضمان الحق في التعليم لكل أبناء الشعب المغربي.
ولقد أردنا لهذه المبادرة أن تكون قاعدية وذلك من خلال فتح نقاش على مستوى كل مؤسسة تعليمية. نأمل أن يتوج بتشكيل مجلس محلي للشغيلة على مستوى كل مؤسسة في أفق انتخاب مجلس إقليمي ينتخب مجلسا جهويا الذي سينتخب بدوره أعضاء المجلس الوطني وستكون المكاتب الإقليمية والجهوية والوطنية ممثلة للمستويات الثلاث (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي).
#نبيل_حواصلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادرة من أجل جناح نقابي لحركة20 فبراير(قطاع التعليم)
-
قصة حب من المغرب-قصة قصيرة
-
درس امريكي في صحيفة مغربية
-
دفاعا عن استاذ مادة الفلسفة
-
الحسناء الوفية-قصة قصيرة
-
كفي من المزايدات
-
قصة قصيرة
المزيد.....
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
-
السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث
...
-
Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
-
25 November, International Day for the Elimination of Violen
...
-
25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
-
استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين
...
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|