|
عمال مصر بين الصمت والانفجار
سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 17:00
المحور:
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
الثورات تعنى تحولات اجتماعية، وتلك التحولات هدفها العدل.. وفى العقود الماضية استهدف النظام الحاكم إضعاف التنظيمات النقابية من خلال تجريم الإضراب، حتى في مصر بعد الثورة صدر قانون ضد الحق في إضراب العمال عن العمل.. وهو قانون يعتبر نكسة لثورة وليدة.. ثورة قامت ضد مثل هذه القوانين المقيدة للحريات والعدل . وقد استمرت السياسة ، طول عقود ، في إضعاف العمال، بعدم المساواة في توزيع الدخل القومي، مقابل زيادة أسعار السلع، مما تسبب في تدهور أوضاعهم المعيشية.. بالمقابل فإن الإعفاءات الضريبية، والإغراءات والمساعدات المالية، كلها وجهت لأصحاب الثروة ، دون مردود مالي يعود على العمال، أو تخفيض معدل البطالة .. فتراكمت الثروة على الثروة وتراكم الفقر على الفقر، والعجز على العجز . وقد ساهم الفكر الليبرالي، في زيادة الفقر وإضعاف التنظيمات النقابية، بمحاولته تطبيق قواعد واحدة على مصر مثل ما يطبقها على باقي الدول متجاهلا خصائصها وثقافتها وقد وقفت النقابات العمالية عاجزة دون أن تمارس ضغطا ، وفى القليل النادر تتحرك بلا حركة!! وتوعد دون وعود !! ويعود ذلك لضعف القيادات في هذه التنظيمات.. أو موالاه هذه القيادات للنظام الديكتاتوري من أجل الحصول على الرضاء السامي. وبلا قيادات مخلصة حقيقية أنسحب الخوف المقرون بالسخط الصامت على العمال، أمام القوة الساحقة للنظام الديكتاتوري التي سحق شعبه حتى العظم .. وقد ظل الصمت يطغى طوال عقود حتى انفجر في ثورة يوليو ..لكنه لم ينفجر معها مباشرة .. بل بعدها بقليل كما أن الانفجار العمالي أول مابدأ بدأ بعيدا عن التنظيمات العمالية بتلقائية وبدون قياداتها .وكانت قيادات إتحاد النقابات بمصر، تبدو في المشهد المنير بعظمته غائمة، وبعيدة عن الشارع، كأنها مدفونة في قبور صنعتها لنفسها .. دون أن تحمل معها أي نسمة واحدة من الحرية !! أن التنظيمات النقابية أمامها فرصة الآن في حركة التحولات التي تشهدها مصر، والبدء في اتخاذ إجراءات تستهدف حماية قوية للسوق المحلية، من خلال إعادة القيود للسوق الحرة، وتقيد الانفتاح لدعم الصناعات الوطنية.. وإعادة النظر في عقود بيع وتصفية القطاع العام . والنقابات أن لم تعمل لتحقيق نفع لعمالها لا تكون نقابات.. ليس مقصودا بالنفع إعانة زواج أو إعانة وفاة أو إصدار صحيفة هزيلة .. أو توزيع المشروبات في بوفيه النقابات .!! بل العمل فعلا لتقويم الانحراف الحاد في السياسة الاقتصادية، ليس من خلال نظريات، بل من خلال دراسات فعالة لخصائص وثقافة مصر بأقاليمها المختلفة والمتشعبة.. مصر تلك الدولة التي يعيش فيها ثمانون مليونا من البشر . ------------
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارثة انفصال السودان
-
الحرب على عرش مصر
المزيد.....
-
السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون
...
-
القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
-
إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا
...
-
شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
...
-
كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
-
سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
-
انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
-
ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
-
يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار-
...
-
قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا
المزيد.....
-
في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية
/ التضامن من اجل بديل اشتراكي
-
الثورة العربية- بيان التيار الماركسي الأممي، الجزء الثاني: ا
...
/ بيان الدفاع عن الماركسية
المزيد.....
|