أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزمي إبراهيم - أخي السلفي














المزيد.....

أخي السلفي


عزمي إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 20:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخي السلـَفي
مهندس عزمي إبراهيم
أخي السلفي. أدعوك أخي مجازاً، فأنت بتصرفاتك ودعاواتك لست بأخي. ودعني أبدأ قضيتي معك:
عَلـَّمني ديني أن أحب جميع الناس حتى أعدائي. فقد قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءَكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصَلـُّوا من أجل الذين يسيئون إليكم" كما قال أيضاً: "إذا كنتم تحبون من يحبونكم فأي فضل لكم؟". وهذا هو جوهر المسيحية وصُلب الإيمان المسيحي، وهو عكس "العين بالعين والسن بالسن" و "وقاتلوهم واقتلوهم حيثما تجدوهم".وما شابه ذلك كثير. وأنا هنا لا أقارن العقائد، فكلٌ يحاسب نفسه أمام ضميره، وكلٌ يحمل وزرَه أمام خالقه، إنما أنا هنا أضع عقيدتي أمام عينيك قبل أن أدخل في قضيتي معك.
فأول فرض عليًّ هو ألا أعتبرك عدواً. ولا أعتبر أي طائفة من المسلمين أو غير المسلمين، أو حتى الملحدين أعداءاً. ولكنك تستفزني بجرأة وصفاقة وتجرح احساساتي وتتغاضى عن إنسانيتي وسماحتي وسماحة ديني. في حين أني كنت أتوقع منك أن تتبع مقولات كتابك ورسولك: "ولا إكراه في الدين" و "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "لكم دينكم ولي الدين" ومثلها كثير، لو تقرأ، ولو تستوعب، ولو تتبع، ولو تعدل!!
منذ أسابيع قليلة نشرت في جريدة "اليوم السابع" قصيدتي بعنوان: "أخي المسلم أحبك حتى لو لم تحبني" صادقاً فيما كتبت، ولم يكن ذلك عن خوف أو محاباة أو تقِيـَّة، وقد حازت إعجاباً وقبولا واسعاً من إخوتي المسلمين، ونقلت بعديد من المواقع الإسلامية منها مواقع سعودية وبحرينية وسورية علاوة على المواقع المصرية والمسيحية.
وأعلنها هنا عالية وصارخة، لا خوفاً ولا محاباة ولا "تقيـَّة"، بل تنفيذاً لإيماني وعقيدتي: أحب جميع أخوتي المسلمين، المعتدلين العاقلين المتحضرين الغير شريرين المحبين للتعايش والتجاور والتواطن والمساواة والاحترام المتبادل. فانا أحبك يا أخي السلفيّ لأني تابع للمسيح وتابع لتعاليمه الصافية النقية السمحة، ولكني بكل صراحة... لا أحترمك ولا أحترم دعوتك.!!!
أنا لا أخاف منك ولا أخاف من شـَرَّك فأنا أقوى منك، لا بسيفي ولا بقنبلتي ولا بمظاهراتي وإعلاناتي المتوقحة ولا ندآتي العدوانية ولا سلاطة لساني ولا بلطجة تصرفاتي، ولكن بسماحتي وسماحة عقيدتي وسماحة الرب الذي خلقني وأقدسه.
أنا لا أخافك، ولكني أخاف على مصر منك. فمصر وطني ووطن الأقباط وكل المسلمين أبنائها العاقلين العاملين المنتجين المتحضرين المخلصين لها. أخاف منك على مصر فأنت، بصراحة، لست أهلا لها ولا أميناً عليها.
العالم يبدع ويخترع ويعمل ويزرع ويصنع ويتاجر وينتج في كل يوم ليتقدم إلى الأمام نحو العلم والثقافة والتحضر والتعايش والتفاهم، واحترام الآخرين، واحترام آراء الآخرين، وعقائد الآخرين. وأنت (وكل تجارتك وإنتاجك كلام في كلام في كلام) تحاول جر مصر إلي الخلف قروناً. وإلى أين!؟ إلى عصر الصحارى والجفاف العقلي والفراغ الفكري والضميري. إلى عصر السيف وقطع الطرق والغزو والسبي والعبيد والإماء وسفك الدماء واغتصاب النساء. أي لا انتاج ولا اختراع ولا معمل ولا مصنع ولا علم ولا فن... بل ولا احترام للإنسان والإنسانية بأية صورة.
يا سلفيّ، أي خير تتمناه لمصر!!؟
دعني أوجه نظرك إلى أمر لا تدركه، أوتدركه وتتغاضى عنه. لكني والأقباط والمسلميين المخلصين للوطن نراه بيـِّناً واضحاً كالشمس لا لبس فيه:
أولا: أنت تدعو بالتدخل في حريات وعقائد الآخرين والتسلط عليهم وهم أفضل وأنفع للبشرية منك. إن الله خالق الكون لم يوكلك ولم يكلفك بشئون الآخرين.
ثانياً: تدعو إلى التحكم في النساء وإهدار كرامتهن بل وإلغاء دورهن في الحياة وخدمة البشرية (إلا لتفريغ شهوات الرجال)، ولو أعطين الحرية والمساواة بالرجال لكانوا أفضل منك وأنفع. كيف يتقدم مجتمع نصفه مسجون في قيود الظلام والتخلف السلفي؟؟
ثالثاً: تسب الغرب صباحاً ومساءاً وكل ما تستعمله في صباحك ومساءك، بلا خجل، من إنتاجه وإبداع أبنائه. انظر إلى الساعة في معصمك، والمحمول في جيبك، والميكروفون في يدك، ومكبر الصوت في يد زميلك أو تابعك، وشاشات التلفزيون والفضائيت والفيديو التي تبث دعاواتك فيها ومنها وعليها. وانظر في بيتك وما فيه من ثلاجة وغسالة ونشافة وتكييف وسخان وفرن وخلاط وتلفزيون وكمبيوتر وتليفون. وانظر إلى ما تستعمله من سيارة وطيارة وبواخر ونظارة نظر ونظارة شمس، وأدوية وأجهزة طبية رائعة تجري إليها مهرولا عند مرضك وحاجتك.
كل هذه بعض مما تستعمله، وهي نتاج الحاضر والعصور الحديثة ولن تنتهي، فالأبحاث والإختراعات مستمرة بواسطة علماء العصر المخلصين لتقدم البشرية. وكل هذه لم يوجد منها في عصر سلفيتك قدر ذرة. فإذا كنت تتشبه بالرسول، فالرسول لم يستعمل أياً منها. فأي سلفية تدعو إليها!!؟ كل ما تتشبه به كسلفي هو لبس الحجاب والنقاب والجلباب والقبقاب واطالة اللحية وحلق الشارب، وكلها مجرد قشور في قشور، ومن سطحيات وسفاسف الأمور.
إذا كنت جاداً في سلفيَّتك حقاً، لماذا لا تأخذ سيفك وتترك سيارتك وشقتك الفاخرة المليئة بالعصريات بالعمارة الفخمة العالية وتسكن بخيمة في الصحراء ومعك معزة وكلب وناقة؟؟. فسلفيتك إذن، علاوة على أنها تدعو إلى التخلف والعزلة والجهل والانحدار الثقافي، سلفية سطحية كاذبة، ودعوى مغرضة وغطاء لا يستر نواياك.
ولأني مؤمن بحرية الإنسان في الرأي والعقيدة، أقولل لك: أنت حر فيما تعتقد وما ترجو لنفسك. ولكنك لن تجر مصر وأبناء مصر المؤمنين الأحرار أقباط ومسلمين إلي عصر الصحارى والجفاف العقلي والفراغ الفكري والضميري. إلى عصر السيف وقطع الطرق والغزو والسبي والعبيد والإماء وسفك الدماء واغتصاب النساء. أي لا انتاج ولا اختراع ولا معمل ولا مصنع ولا علم ولا فن... بل ولا احترام للإنسان والإنسانية بأية صورة.
فاتـَّقِ اللـه في هذا البلـد الأميـــن.
مهندس عزمي إبراهيم



#عزمي_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزمي إبراهيم - أخي السلفي