أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف














المزيد.....

الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 19:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عندما يلفظ الشهر أنفاسه الأخيرة التي باتت أيامه كريح الشتاء وهي تُداعب أوراق الشجر المصفرة تبدأ الجيوب برحلة صراع مع المخاظ لكي تلد في أخر المطاف (فلوس) المولدة بعملية قيصرية شاقة ليست في احدى مستشفياتنا المتخلفة والعقيمة وانما في نفوسنا التي أتعبتها معضلة ليس بمقدور أي وزير أن يضع حل لها وهي معضلة (الكهرباء).
ان هذه المعضلة (العويصة) التي أرهقت العراقيين او البعض منهم على وجه الدقة ـ لأن مثل هذه المشاكل لاتقع الا على رؤوس الفقراء الذين يدفعون ضريبة الأذى والآلام في كل وقت وفي كل مكان ـ جعلتنا نبحث عن الحلول هنا وهناك كي نتمكن من العيش في بيوتنا وأداء اعمالنا وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف اللاهب،واذا كنا قد شيعنا جنازة الكهرباء الى مثواها الأخير وبلا(رجعة) فإننا لابد ان نتحامل على الأذى ونضاعف تكاليف المعيشة الباهضة بالمبالغ التي نعطيها لإصحاب المولدات الأهلية الذين خففوا بعض الشئ عن الضغط الذي يحاصرنا من كل اتجاه،ومن هؤلاء(ابو عبد الله) الذي تبعد مولدته ومنزله عن منزلي مسافة 800 متر تقريباً وهو يغذي مجموعة من المنازل بالكهرباء وكل حسب امكانيته المادية وحاجته.
وان كان البعض يمني النفس بإن يكون(ابو عبد الله) وغيره من اصحاب المولدات اكثر تعاوناً وصبراً مع الناس والبعض الأخر يعتقد بأن اصحاب المولدات يحددون اتجاه البوصلة كيفما شاؤوا ومع كثرة الأمنيات وصعوبة المواقف التي يتعرضون لها في تعاملهم اليومي مع المواطنين الذي يريد كل واحد منهم ان يحظى برعاية خاصة دون جاره واصدقائه الا ان الواقع يقول ان هذه المولدات تزودنا بالكهرباء اكثر مما نرى مايسمى بـ (الكهرباء الوطنية) ولولاهم لأصبحنا في خبر كان وبالتالي لانستطيع ان نعيش حياتنا حتى أسوة بقرى الأقزام في غابات الكاميرون ونصبح اسرى المشاكل من حيث لاندري.
ان هذه المولدات الأهلية وعلى الرغم من(مزاجية) بعض مالكيها وصعوبة التعامل معهم ورغم المصاريف (الزايدة) التي نعطيها شئنا أم أبينا،الا إنها تستحق الآن وفي ظل ألقها وعنفوانها ان نخصص يوم للأحتفال بها ويسمى (Amper Day) على غرار عيد الحب وغيرها من الأعياد الوطنية والعالمية ونخرج جميعنا لنصافح صاحب المولدة ونغدق عليه بعبارات الشكر والثناء والمحبة ونلقي بالورود و(الجكليت) على المولدة ونرفع اكفنا للسماء لكي يطيل في عمرها ويعطيها الصحة والعافية ـ أي بالكَاز وطول التشغيل ـ دون أن تذهب الى الطبيب..عفواً الى (المصلح) ويدفع ثمن(الراجيته) التي ماانزل الله بها من سلطان.
ان مولدة ابوعبد الله هذه وجميع المولدات الأخرى التي نراها في الشوارع تبدو لي في كل مرة اضعها في سطور تفكيري بإنها ستصبح يوماً ما أسطورة تتفاخر بها الأجيال وربما يصنع لها فنان ما نصباً تذكارياً في نفس المكان الذي يرتفع فيه سيف النصر نأتي إليه في يوم خالد يسمى (يوم المولدة العراقي) لنضع اكاليل الورود ونقرأ سورة الفاتحة وكل شخص يقف عندها على قدر الأمبيرات التي كان يستفاد منها لأنها كانت عوناً لنا وملاذاً نفر اليه عندما تنفر ارواحنا وتخرج من ملابسنا من شدة الحر والبرد وقد تكون هذه اول وأخر ذكرى يشهدها العالم لغرابة الموقف لأنها ستكون ملتقى للفرح والحزن معاً وتتعالى فيها الابتسامة والبكاء وهي صورة باتت مألوفة لدى العراقيين بعد (ان احتركَ الأخضر ابسعر اليابس)،حيث يعبر الجميع ومن ضمنهم ابو عبد الله عن بالغ الحزن والأسى في فقدان امبيرات المولدة الأهلية التي كانت تحلق في بيوتنا ونفرح في ولادة كهرباء وطنية جديدة ليس كاستنساخ النعجة دوللي او طفل الأنابيب وانما مولود معافى ذو بأس شديد وصحة جيدة ولكن متى ولسان حالنا يقول...شد ابو النظيف.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف