مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 999 - 2004 / 10 / 27 - 10:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التاريخ الإسلامي بالفعل يمكننا تسميته بالذاكرة الحرجة والسبب بسيط في رأي وهو أن أمة الإسلام وبالذات الأمة العربية تحمل النص فوق طاقته وتعتمد على الإرث التاريخي اعتماداً قل ما يوصف بأنه اعتماد أخرق توهمي يجعل بينه والاستنطاق العقلي بوناً شاسعاً للغاية ، والسبب أيضاً الانفلات المستحدث بأن النص يحمل العالم بين يديه!! فكيف يمكننا الخروج من مآزق كهذا دون أن نتألم ونحي الحقيقة بالحقائق ولا نخشى سوى نشر ثقافة تثير الغبار ولا تفعل شيئاً بالعمائم!!
الصفة الاعتبارية المعطاة للتاريخ هي السبب في كل ما يصيبنا الآن من مصائب ويلم بنا من مكائد فلم يعرف العالم البشري ومنذ أقدم الشعوب والعصور أمة تعتمد على النص التاريخي اعتماداً كلياً يؤسس مرجعية ثقافية سياسية اجتماعية فلسفية دينية إنسانية كما يفعل أهلنا جنسنا الأمة العربية! فما هو الحل بنظر المشتغلين بالتراث وأثره حيال أزمة النص وإنسان النص وحدود النص؟
أري وبوضوح شديد أنه لا حل سوى الخروج بالنص لبوابات العقل وإحداث ثورة ثقافية كبرى تأخذ بعين الاعتبار مشيئة الفرد الإنساني الذي يحي في العالم وسط تحولات عظيمة كبيرة تخلق له أزمة وهو مسلح بالتاريخ الذي لا يعرفه معرفة علمية دقيقة! إذا لنبدأ بالحرب على المقدس وعندما نقول المقدس تقوم الدنيا ولا تقعد فنؤاخذ بذلك ونسائل ونوضع تحت مجهر المروق على الدين وإنتاج ثقافة تكفيرية جديدة ما قامت إلا لمحو الصور الأنيقة لما احتواه التاريخ فنتهم في ديننا ونتهم في إمكاناتنا العقلية ونسمى بغير المحبب إلى السلطة والشارع!!
ويبدأ حوار الذات مع الذات واللهجة التي سوف نستخدمها سوف تكوين لغة حية تنتج بفعل ثقافي بحثي تحليلي لا يقصد منه إحالة النصوص إلى مزبلة التاريخ بل إقامة اعوجاجها الفكري والنصي والفلسفي بما يجعلها تستطيع حملنا وحمل مآسينا ومصائبنا ، إذا لنبدأ مشوار البحث عن الألم ونظل نبحث ونستكشف التاريخ برؤى كلها موضوعية ولا خلاف على أن الأزمة مشتركة..
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟