ريم ابو الفضل
الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 13:33
المحور:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
كابوس الواقع أم واقع الكابوس
(قصة قصيرة)
صرخت فيها ...وهممت بأن أصفعها
تعاندنى على الدوام ..وأحيانا أشعر إنها تتلذذ باستفزازى
فإن قلت لها يمينا سارت يسارا..
كثيرا ما يأتى جيرانى على صوتى ...بل صوتينا
فلا تتوانى أن تجعل صوتها يعلو على صوتى ..وكثيرا ما تتطاول بألفاظ أخشى أن يسمعها جيرانى
فأُسرع لأُوصد نوافذى قبل أن أُغلق فاها
كلَّ لسانى من النقاش معها ..وسئمت من ترويضها
تخرج كيفما تحب..وتعود وقتما تحب
ألمح الجيران يتغامزون..وأحيانا يصل إلى أذنيى كلمات
اليوم خرجت كعادتها فى الصباح.. لم تجِبنى حين سألتها متى ستعودين...
أغلقت الباب بشدة فى وجهى.
التهمنى القلق عليها...
هاتفت كل صديقاتها، ولكن معظمهن كنَّ على شاكلتها
انتصف الليل..
وأخيرا دق الجرس..كانت دقات قلبى تعلو على صوته
دخلت دون أن تلقى السلام...سألتها لماذا تأخرتِ؟
جاءنى ردها باردا: كنت أُذاكر عند صديقة لى
ولما لم تخبرينى..
كان ردها أكثر برودا: نسيت
حاولت استجداء عطفها، وإبداء قلقى عليها ،ولكن ردها كالعادة كان جارحاً
تشاجرنا، وارتفع صوتها، وخشيت أن يوقظ الجيران.. صرخت فيها ...وهممت بأن أصفعها
وكان ردها أسرع من يدى، فدفعتنى بقوة ؛ لأسقط على المقعد، وترتطم رأسى
نهضت فزِعة من نومى ..استعذت من الشيطان، وحمدت الله كثيرا
ذهبت إلى حجرة ابنتى المعاقة لاطمئن عليها ؛ لأجدها نائمة كالملاك
تنفست الصعداء...الحمد لله... كان كابوساً
الحمد لله أن رزقنى ابنة معاقة.. وليست عاقة
#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟