داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 11:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القراءة بكل صنوفها وألوانها متعة فكرية وذهنية ونفسية، وهي بعد ذلك تزودنا بأشكال المعرفة وتزيد من ثقافتنا ثقافة ومعرفة سواء كانت القراءة لصحيفة او مجلة او كتباً ادبية وكلامية وفلسفية وعلمية او غير ذلك.
واعتقد جازما إن لكل فترة من العمر قراءتها، بمعنى إننا في مرحلة العشرين نقراً نوعاً من القراءة وفي الثلاثين والأربعين تكون قراءتنا مختلفة جداً عن المرحلة الأولى، ويعود ذلك الى عدة أسباب وعوامل، منها: عامل النضوج الذهني والعقلي، إذ كلما تقدم الإنسان بالعمر يكون أكثر نضوجاً ووعياً وهناك أيضا الخبرة التي تحصل لنا من خلال الدوام على القراءة وتنوعها والتراكم المعرفي والمعلوماتي، كل هذا وغيره يجعل منا ناضجين فكرياً ومعرفياً.
فالقراءة من هذه النواحي ضرورة جداً، وهي اللبنة الأولى لبناء هرم علمي معرفي يخدمنا في سني عمرنا، ويبني لنا مستقبلاً يحصننا من أهواء الجهل والأمية. والذي أريد التأكيد عليه هنا هو القراءة الثانية، واعني بذلك قراءة ثانية للكتاب الذي قرأناه قبل عشرين عاماً او أكثر، فاننا سنجد أشياء جديدة قد نستغرب كيف فاتتنا، وهي بالحقيقة لم تفتنا لكننا، كما نوهنا إن عقليتنا لم تكن ناضجة في تلك المرحلة او بالأحرى كانت قاصرة عن فهم كثير من القضايا والنظريات المعرفية والفلسفية. ومثل هذا قد اكتشفته بنفسي وأكيد إن سواي قد اكتشفه هو الآخر بنفسه وعمل عليه. وفي هذا الصدد اذكر إن الروائي والفيلسوف جان بول سارتر كان يقول انه لم يقدم على كتابة الرواية حتى قرأ كتاب( الف ليلة وليلة) عشرين مرة! وهذا يعني انه كلما انتهى من قراءة يكتشف أشياء جديدة في هذه القراءة فيعود الى أخرى وهلم جراً. واحد علماء الدين سمعته يقول انه قد قرأ كتابا في مرحلة مبكرة من عمره، وحينما عاد كرة أخرى الى ذلك الكتاب فقرأه بتمعن اكتشف أشياء أخرى قد أذهلته. وهذه دعوة لقراءة بعض الكتب المهمة قراءة ثانية.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟