أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كاتم الصوت... كاتم الرأي














المزيد.....

كاتم الصوت... كاتم الرأي


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تاريخ يجمع كاتم الصوت مع كاتم الرأي. فالأول سجلت براءة اختراعه على يد (هيرام ماكسيم) عام 1908، ومنذ ذلك التاريخ نفذ بواسطته الآلاف من جرائم الاغتيال. فيما لم يحفظ لنا التاريخ اسم أول مستبد كتم رأي مواطنيه. ومع ذلك ظلت وصمة العار تلاحق كل المستبدين عبر التاريخ الإنساني الطويل، اولئك الذين كمموا الافواه واشاعوا العسف والاضطهاد واستعبدوا الشعوب الحرة.

يتشابه كاتم الصوت وكاتم الرأي، مثلما يتشابه الإرهاب والفساد. فكلاهما ينفذان في وضح النهار، ويأتيان على حياة المواطن. الأول - كاتم الصوت- يسلب الحياة فورا، حال تنفيذ الجريمة. بينما كاتم الرأي يسلب المواطن حريته، فيجعل حياته صنوا للموت. فلا حياة إنسانية من دون الحرية.

القتل بكاتم الصوت يتم سريعا، فيما القتل بواسطة كاتم الرأي أكثر إيلاما ويأخذ وقتا طويلا. كلاهما جريمتان يتم تنفيذهما دون رفة جفن. فمجرم كاتم الصوت يخفي شخصيته، كمسدسه ذي الكاتم الذي يخفي دوي رصاصات الغدر، فيما كاتم الرأي يعلن شخصيته، ويطلق صوته عاليا دون خجل. كلاهما جريمتان لا يمكن إخفاؤهما، فبإخفاء صوت الرصاصات لا تختفي الجريمة، وتكميم الأفواه هو بحد ذاته صوت صارخ يفضح المستبدين ويدينهم. منفذ الجريمة بكاتم الصوت يهرب من الشرعية ويتهرب منها، فيما المستبد وكاتم الرأي يحاول ان يطوع الشرعية وينفذ منها ويشوهها.

كاتم الصوت هو صفحة من صفحات الإرهاب، وواحد من أدوات الإرهابيين ووسائلهم لإخفاء الجريمة، بينما كاتم الرأي إرهاب فكري وسياسي من جانب، وفساد سياسي من جانب آخر. ذلك انه يلتف على باب الحقوق والحريات في الدستور ويشوهها، لذا تبدو خطورة كاتم الرأي اكبر، كونه يجمع الرذيلتين في وقت معا، الإرهاب والفساد.

كلاهما جرائم عنف، ينفذهما متطرفون. حامل كاتم الصوت جاهل او مرتزق، بينما كاتم الرأي واعٍ لفعلته المدانة، وهنا تكمن الخطورة. الهدف المباشر للمنفذ بكاتم الصوت هو الشخصية كفرد، مع ان الهدف الأبعد هو إرباك مؤسسات الدولة والمجتمع. بينما الهدف المباشر لكاتم الرأي هو المجتمع المدني والمجتمع السياسي. ويصح هنا قول المفكر بودريار " انه عنف آخر، عنف يؤدي الى الذعر من هذا وذاك، ويصدر ذلك الشعور الجمعي بالعودة الى الوراء".

اذن كلاهما، بالنتيجة، يشتركان في إعاقة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحرة، ومؤسساتها الدستورية. الأول يهدف الى إبقاء الاحتلال رغم ادعائه بالمقاومة، والثاني يهدف الى تأبيد الاستبداد رغم تشدقه بالديمقراطية!.

كاتم الصوت يخاف قوة الحياة، وكاتم الرأي يخشى قوة الحق.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير
- ثلاث وجهات نظر
- ديمقراطية بمخالب الدكتاتورية
- ديمقراطية منع التجول !
- أشهد على حضور البعث الصدامي في ساحة التحرير!
- مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح
- ثلاثة تصريحات
- درس وفهم مختلف
- ثلاثة تلميحات
- ثلاث لقطات
- رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة
- درس اخر يا حكام!
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-
- آخر خميس!


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - كاتم الصوت... كاتم الرأي