حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي

حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 19:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

أقدم المخزن مؤخرا على إطلاق مجموعة من المعتقلين أغلبهم ينتمون إلى ما يسمى السلفية الجهادية ،و في مقدمتهم أحد شيوخهم المسمى الفيزازي والمعروف بلسان ظلامي وقح ، مغرور بجهله و مفتخر بعدائه لحقوق الإنسان و متملق لأسياده . فبمجرد خروجه من السجن صرح هذا الأخير معبرا عن شكره للملك و مناديا حركة 20 فبراير لتطهير ما سماه " الملاحدة و الدخلاء " ( يا للوقاحة :شكر من سجنه و هاجم من كان السبب في خروجه من السجن ). المخزن بخطوته هذه وقبلها عندما أفرج على أصولي من حزب العدالة و التنمية ، كان متهما بقضيةالفساد يريد أن يستعمل اللعبة المفضلة للإستبداد ؛بإستعمال الأصولية لإرهاب من يحاول أن يطالب بالتغيير و كسر أغلال الظلم والتخلف .فالمخزن يريد أن يخلط الأوراق و يدخل النقاش العمومي في مواضيع ثؤثر على الحراك الجميل الدي يعرفه المغرب فأصبحنا نسمع دعوات لمسيرات ضد إستهلاك الخمر و دفاع مستميت على الفصل 19 بإسم الإسلام بحجة الحفاظ على إمارة المؤمنين .المخزن يعرف مايريد ؛ ربح الوقت حتى يضعف الزخم الثوري الدي تعرفه بعض البلدان العربية ، ترك المسيرات تمر بدون إحتكاك مع المتظاهرين لكي يبعد نفسه عن إهتمام الإعلام الخارجي و تصبح مسيرات الإحتجاجات " جولات مسكنة " لاتبدل من الواقع شيء ، وتمييع مطالب الحركة بإستعمال الأحزاب الكرتونية المقززة و الخطاب الأصولي المنظرالأصيل والمبدئي للإستبداد و القهر، و العدو الشرس للحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان ؛فعلاقة الإ ستبداد و الأصولية هي علاقة تجد أساسها فكريا و معرفيا قبل أن تكون ممارسة و سياسيا
مشروع حركة 20 فبراير من خلال شعاراتها ، على الأقل ، هو مشروع حداثي ضد الإستبداد و الفساد و التخلف و من أجل بناء مغرب الحريات و الكرامة والعدالةالإجتماعية و من أجل دولة مدنية , أي نقيض المشروع الأصولي الداعي إلى قيام دولة دينية المعادية لحقوق الإنسان و الحريات و المؤسسة لمجتمع القهر و الغبن و الفصام . فالخروج في المسيرات بإسمها هو إعلان عن عقد إتفاق مع مطالبها وإلا يعتبر إستغلال للحركة و إنتهازية سياسية بئيسة وجبن وقح .إن تحصين حركة 20 فبراير و مطالبها ضرورة نضالية لحمايتها من لصوص وأعداء الإنتفاضات . فمن العبث المناداة بإسقاط الإستبداد المخزني و يكون مكون من مكونات الحركة يدعو إلى نمودج مجتمعي أكثر تخلفا و قمعا وقهرا ( المقارنة بين المخزن و إمارة السلفية الجهادية). ومن ضمن الآليات المهمة لتحصين الإنتفاضات هو إعلان
مبادئها التي تعتبر خارطة طريق تفرض على أي طرف إحترام الخطوط العريضة الضامنة لبناء مجتمع الديمقراطية وحقوق الإنسان
إن هناك فرق واضح بين المطالبة بإحترام حقوق الإنسان و المحاكمة العادلة لأي معتقل ،و لو كان عدو للعدالة و الحقوق كمعتقلي السلفية الجهادية ،وبين السقوط في الدفاع ،ولو عن غير وعي ،عن مشروعه و رؤيته للمجتمع ؛ الأول موقف حقوقي لايعزل عن الإطار المعرفي و النظري و المبدئي لحركة هدفها بناء دولة المواطنة و الحريات والحقوق أما الموقف الثاني فهو إنزلاق سياسي للنقيض المعادي لكل هذه القيم . هد الفصل ضروري و طبيعي ؛ ويجب أن يتجسد ممارسة في كل المحطات النضالية ، فالوقفات الإحتجاجية أمام المهرجانات مثلا هي ضد السفه و الفساد في التصرف في المال العام و ليس ضد الفن، و المطالبة بإلغاء الإ عتقال السياسي و القيام بالمحاكمات العادلة والحق في حرية التعبيرلا يجب أن تمتزج بالدفاع عن الدعوات للكراهية و العنف و إغتصاب الطفلات . السلفية الجهادية مشروع مجتمعي مصلحته في الإستبداد و ديمومته وفي التخلف و سردميته. فهو سياسيا حليف موضوعي لكل قهر للحريات ؛ في المغرب هو قريب موضوعي للمخزن أكثر من مطالب حركة20 فبرايرو لهذا سيعمل شيوخه وقواعده على النيل من هذه الحركة و الدفاع عن " أولي الأمر " بكل روح قتالية.
الحراك الدي فرضه الشعب المغربي يريد أن يجعل من المغرب وردة جميلة بألوان الحرية و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية يجب ألا يقطفها الأصوليين ليحولوها إلى إمارة طالبانية قهرية تكتم الانفاس و تعيد بالبلد إلى القرون الوسطى فتجعل من المغاربة عبيدا أدلاء لحفنة من المتاجرين بالدين

#حسن_طويل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات