أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العرب والقضية العراقية.. وبرميل البارود!!















المزيد.....

العرب والقضية العراقية.. وبرميل البارود!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 222 - 2002 / 8 / 17 - 05:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلما اقتربت الساعة لسقوط النظام الصدامي الفاشي في العراق تعالت الأصوات من أبواق الدعاية في البلدان العربية تتهم المعارضة العراقية بالعمالة للأجنبي وأن أمريكا تريد تدمير العراق وهلاك شعبه…الخ ويهدد هؤلاء أنه إذا ما شنت أمريكا الحرب على النظام فإن الشارع العربي أو "برميل البارود العربي" كما تسميه، سينفجر وتشتعل المنطقة بنيران مستعرة في وجوه "الغزاة!!" إلى آخره من التهريج الفارغ. كل هذه الصيحات والمواقف تحصل بحجة التضامن مع الشعب العراقي. أما الشعب المكتوي بنيران النظام فيعرف أن هذه الأبواق تخدم النظام الجائر الذي أمعن في ظلمه أكثر من ثلاثة عقود.

إن التهديد بإنفجار الشارع العربي لصالح النظام هو كلام فاضي من أوله إلى آخره، لأننا سمعناه قبل حرب تحرير الكويت وظهر خواءه ونسمعه الآن إلى حدد الملل. فما يسمى بالشارع العربي لا قيمة له، ليس لدى الدول الغربية فحسب، وإنما حتى لدى الحكومات العربية ذاتها، لأن هذه الحكومات لم تسمح بنشوء رأي عام عربي ناضج ومحترم له دور يصغي له الحكام في صنع القرارات السياسية. فأغلب ردود فعل الشارع العربي عبارة عن حركات تلقائية ودون وعي منه.

وليت اقتصر التأييد العربي لصدام حسين على الحكومات العربية وحدها، بل تجاوز ذلك إلى ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني ومنها الأحزاب المعارضة في البلدان العربية التي تتمتع بهامش من الحرية وشكل هش من الديمقراطية. فنرى هذه الأحزاب تتنافس في زياراتها وإعلان دعمها للنظام مقابل السحت الحرام من أموال الشعب العراقي التي يمنحها النظام كرشوات لهذه الجهات لشراء الذمم. وكما قال الكتاب المصري  صبحي عبدالمجيد في الحياة عن هذا السلوك من قبل أبنا العمومة وعدم وقوفهم إلى جانب شعبنا في محنته أدى إلى حصول "إحباط لدى الشعب العراقي من العرب إلى حد الكفر بعروبته والميل إلى الإنعزال عن أمته، وكيف يمكن حد وضع لهذا الشعور المتزايد بالإحباط الذي تغذيه "رحلات الصيف والشتاء" التي يقوم بها رجال أعمال وفنانون وسياسيون عرب إلى بغداد تحت لافتة  "التضامن مع الشعب العراقي"، فيما الشعب لا يرى في هذه الرحلات إلا دعماً للنظام الذي يعاني قمعه من ناحية، كما يعاني الحصار المفروض عليه من ناحية أخرى.".

 

نقول، إن هذا الموقف العربي المضاد لشعبنا، ليس غريباً في تاريخ علاقة الشعب العراقي بالدول العربية الشقيقة. فعندما كانت في العراق حكومة تتمتع بشعبية واسعة بعد ثور 14 تموز 1958، تضامنت جميع الحكومات العربية ومؤسساتها الإعلامية ضد تلك الحكومة الوطنية بسم العروبة إلى أن نجحت في إسقاطها في إنقلاب 8 شباط 1963. واليوم توجد في العراق حكومة جائرة سامت شعبه سوء العذاب، نرى الحكومات العربية ذاتها تقف مع هذه الحكومة الجائرة وتحت شعار زائف (التضامن مع الشعب العراقي). وكأن هناك عداء خفي لدى هذه الجهات ضد الشعب العراقي.

فقبل أن يقدم النظام على جريمته الشنعاء في غزو الكويت، كانت الكويت، حكومة وشعباً، تدعم هذا النظام الجائر رغم إضطهاده لشعبه، غير آبهة بمعاناة العراقيين، إلى أن نزلت عليهم الكارثة. ولكن مع الأسف الشديد فإن الأشقاء العرب لم يتعلموا درساً من كوارثهم التي لعبوا هم دوراً متميزاً في صنعها إذ نراهم يحذرون من ضرب النظام ويحاولون مده بالحياة.

نقول لأبناء العمومة بالعربي الفصيح، لقد أصابنا بما فيه الكفاية، لم نعد مغفلين إلى هذا الحد الذي تظنوننا به، لقد صحونا من غفلتنا بعد كل هذه الكوارث التي نزلت علينا، لقد استغليتم سذاجتنا وضحينا بمصالحنا الوطنية بإسم فلسطين والعروبة، فصار نصفنا ضد النصف الآخر، وتم ذبح العراقيين على أيدي العراقيين بإسم هذه الشعارات، إلى أن رأينا قادة العروبة هم أول من يزورون تل أبيب ويعقدون الصفقات مع حكومتها وبالتالي رفرف العلم الإسرائيلي في عاصمة الوحدة العربية، أرادوا منا أن نكون فلسطينيين أكثر من الشعب الفلسطيني.

يوم كان العراقيون يحترقون في حروب النظام العبثية، كان أبناء العمومة يرتعون ويمرحون بخيرات العراق، والآن خمسة ملايين من الشعب العراقي مشردون في المعمورة ومنهم من غرق في البحار و صار طعاماً لأسماك القرش، وحتى في هذه الأوقات العصيبة، تخلت الحكومات العربية عن شعبنا ورفضت دعمه في محنته والمساعدة في خلاصه من أظلم حكومة جائرة عرفها التاريخ. ولما اضطرت المعارضة العراقية الوطنية طلب الدعم من الدول الأجنبية وأمريكا وبريطانيا تحديداً، كانت هذه الحكومات العربية ومؤسساتها المدنية سباقة في إتهامنا بالعمالة للأجنبي، في الوقت الذي هم يتوسلون بأمريكا للتدخل من أجل خلاص الشعب الفلسطيني. فإذا كان التدخل الأمريكي مرغوباً لحل القضية الفلسطينية، فلماذا لا يكون كذلك في القضية العراقية؟ وفي رأي الشعب العراقي أن حكومة صدام حسين هي أسوأ من الإحتلال الأجنبي بدليل أن ربع الشعب العراقي طلب العيش خارج وطنه والربع الآخر في كردستان تحت حماية أجنبية من بطش النظام.

نحن نعرف لماذا تريد الحكومات العربية والإقليمية إبقاء الشعب العراقي على وضعه الحالي المزري والحفاظ على بقاء حكومة صدام حسين إلى أطول مدة ممكنة. الأسباب كما يلي:

أولاً، لأن هذا الشعب يتمتع بإمكانيات وطاقات بشرية هائلة، فلو أتيحت له الفرصة وتوفرت له حكومة ديمقراطية، لإطلاق طاقاته الخلاقة، لصنع المعجزات وحصل تقدم هائل في العراق وهذا ما يستكثره علينا الأشقاء مع الأسف، بل يريدوننا شعباً مقموعاً ومقهوراً ومتخلفاً على الدوام.

ثانياً، لأن الدول المحيطة بالعراق مستفيدة فائدة كبرى من الوضع القائم والحصار الإقتصادي فيستثمرون هذه الأوضاع المجحفة بحق الشعب العراقي لجعل العراق البقرة الحلوب تدر لهم الخيرات على حساب شعبه المظلوم والمحروم من خيرات بلده.

ثالثاً، الدول النفطية العربية مستفيدة من الوضع القائم لزيادة حصتها من صادرات نفوطها وإبقاء أسعار النفط أعلى حد ممكن على حساب حصة العراق في حدودها الدنيا المسموح له بتصديرها وفق قرار الأمم المتحدة (النفط مقابل الغذاء).

رابعاً، والأهم هو الخوف من الديمقراطية الحقيقية في العراق. فالحكومات العربية تخشى على نفسها من نقمة شعوبها إذا ما قامت في العراق حكومة ديمقراطية تحترم شعبها ولذلك تريد هذه الحكومات أن تظهر نفسها لشعوبها بأنها أقل ظلماً من حكومة صدام حسين ولمنع إنتشار "عدوى" الديمقراطية في المنطقة.

إن تخلي العرب عن الشعب العراقي في ساعة المحنة يحمل في طياته مخاطر جسيمة تكون في مردودها النهائي على الضد من قضايانا القومية. فهذا الموقف يدفع الشعب العراقي إلى الإبتعاد عن الدول العربية والتقرب أكثر فأكثر نحو الدول الأجنبية ولا أحد يستطيع أن يلومه على ذلك، لا الآن ولا  في المستقبل. لهذا على الحكومات العربية وأحزابها المعارضة ومؤسساتها الإعلامية أن تعيد النظر في مواقفها الداعمة للنظام والمجحفة بحق الشعب العراقي، وليعلموا علم اليقين أن نظام صدام حسين زائل قريباً إلى غير رجعة والشعب العراقي باق ما بقي الدهر، وإن أيام صدام حسين باتت معدودة وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه، وسوف لا يفيدكم الندم وعندها سيعرف الشعب العراقي الصديق من العدو وإن هذه الساعة لآتية لا ريب فيها وأي منقلب سينقلبون.

نشرت في (المؤتمر) العدد 316، الصادر  15-22 آب 2002



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟
- يكفي العراقيين ما بهم.. فلا تحملوهم المزيد
- قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق
- ثورة 14 تموز لم تكن إنقلاباً فاشلاً
- ثورة 14 تموز وموضوعة تسييس العسكر في العراق
- ثورة 14 تموز وموضوعة الديمقراطية
- ملاحظات حول كتاب عزيز الحاج: شهادة للتاريخ


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العرب والقضية العراقية.. وبرميل البارود!!