أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - إعادة إنتاج الطائفية – فتوى ابن تيمية نموذجا















المزيد.....

إعادة إنتاج الطائفية – فتوى ابن تيمية نموذجا


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن أتوقف كثيرا عند ازدواجية المعايير و المحتوى العنصري لنص فتوى ابن تيمية فيما يخص الأخوة العلويين "النصيرية" , فهذا ليس موضوع تفصيل مقالي هذا في هذه العجالة.

فأبن تيمية توفي في عام 728 هجري و مع ذلك ما تزال مفاعيل فتاوهُ حاضرة بشكل أو آخر, و لم تتحوّل بعد إلى فتوى تخص أناس عاشوا في زمن مضى , لهم فتاواهم و لنا فتاوانا.

و قدرُ فتوى ابن تيمية أن تطلّ برأسها في زمن الأزمات , فثمّة من يعيشون خارج العصر و من معتلي البداهة يخطبون وِدَّهَا, و يسارعون لاستخدامها سلاحاً في وجهِ خصومهم الافتراضيينَ من أبناء جلدتهم ووطنهم, و في الحقيقة أن هذه الوصفة مُجَرَّبَة جداً و قد أثبتتْ فشلها بامتياز.

استخدمتها الطليعة الأخوانية المقاتلة في أواخر السبعينيات و بداية الثمانينيات من القرن الماضي في سوريا لتبرير جرائم قتل على أسس طائفية " مجزرة المدفعية " و تصفية شخصيات عامة تنتمي للطائفة العلوية, وسط صمتٍ أو تواطأ عموم تيارات الأخوان المسلمين آنذاك.

و استُخدمتْ هذه الفتوى كذلك تيارات من السلطة في سوريا بالمقابل لتبرير انتهاكات و تحقيق تحشيد طائفي مضاد يضمن استمرار الهيمنة و الامتيازات , و بما أدّى في نهاية الأمر إلى زيادة أسهم قوى القصور في مقابل القوى الحيوية و الوطنية الاتجاه في طائفة الأخوة العلويين بل و عموم الوطن السوري.

و مع انتشار الثورة المعلوماتية و الانترنت و الفضائيات: عاودت فتوى ابن تيمية الظهور في العديد من الفتاوى لرجال دين سلفيين و كمثال Lفتوى في تحريم استقدام عمالة من النصيرية من جنوب تركيا لابن الجبريين رقم الفتوى 7623")

لقد ازدادت الحاجة إلى فتوى ابن تيمية في ظل الاستقطاب الطائفي السني الشيعي الذي أريد له أن يكون عنوانا لصراع سياسي على النفوذ في منطقة الخليج و الشرق الأوسط. و آخره في سوريا , و كأن أحداث الثمانينات الفظيعة في سوريا لم تكن قرينة كافية على فشل هذا الخطاب في تحقيق أي فائدة للسوريين و لمستخدمي هذه الفتوى قبل غيرهم؟!

في الحقيقة دافعي لكتابة هذه المقالة هو فتوى لرجل دين سعودي هو الشيخ اللحيدان يعيد فيها إنتاج و توظيف فتوى ابن تيمية وسط حريق سوري راهن ليس بحاجة لمن يصبّ البنزين عليه." راجع صحيفة اليوم السابع – تاريخ : 23 ابريل 2011"

أقول إن خصوصية المجتمع السوري و تركيبته الطائفية لا تحتمل تسويق هذا الفكر السلفي الفئوي, و التحدّي هو في محاولة تطويق و إطفاء فتيل هذا الفكر المحرّض على الكراهية و الفرقة , و لا أقول القضاء عليه فهذا غير ممكن , ففي كل المجتمعات يوجد متطرفين و عنصريين

و لكن هل يكون لهم وزن مؤثر في اتخاذ القرار العام و الوطني أم لا؟

هؤلاء المتطرفون موجودون ضمن الطائفة السنية في سوريا و هم لا يشكّلون أغلبية بأي حال من الأحوال , و لكنهم غالبا ما يمثّلون الصوت النشاز و هذا الصوت لكونه نشازا يكون مسموعا ربما أكثر من غيره, و الحلول الأمنية الصرفة غير مجدية في القضاء عليه بل قد تكون نتائجها عكسية و لو بعد حين.

و سأحاول تقصي منْ لديهم مستقبلا ت نوعية تستجيب لفتوى ابن تيمية.

و سأسميهم بظالمي أنفسهم و هذا لا يعفيهم من مُستحقَّات ظلم الآخرين:

أولاً: الذين يعيشون في الماضي البعيد "معركة صفين و ما جاورها" و يتداولون الكتب الصفراء و كتب الشقاق و أدبيات الفرقة الناجية هم ظالمي أنفسهم.

ثانياً: الذين يعيشون في الماضي القريب " أحداث الثمانينات في سوريا" و يمنّون النفس بالثأر هم ظالمي أنفسهم, فالمطلوب هو المصارحة و العدالة و المصالحة بدل الثأر و التحريض.

ثالثاً: الذين يخوّفون السوريين من بعضهم هم ظالمي أنفسهم, فالذين يحاولون تخويف طائفة الأخوة العلويين من أشقائهم السوريين مستقبلون نوعيّون لفتوى ابن تيمية و هم ظالمي أنفسهم.

ثمّة مستقبلون و مهلّلون لفتوى ابن تيمية "عن النصيرية" بدوائر متفاوتة :

دائرة إقليمية: الإسلام السلفي التكفيري مقابل إسلام ولاية الفقيه, فهما – أي كلا الاسلامين- وجهان لعملة واحدة.

دائرة عالمية : مصالح المشروع الصهيوني و الأمريكي في تفتيت المجتمعات العربية , و الحروب العبثية بالوكالة.

*كيف يتم مجابهة و استيعاب فتوى ابن تيمية و من يمثلها

الجواب بسيط:

- الاعتراف بوجود متطرفين و عزلهم فكريا و سياسيا .

- مزيد من الانفتاح على الآخر المختلف , و البحث عن المصالح المشتركة بين أبناء الوطن الواحد.

*ملاحظات على الهامش:

أولاً: لا يمكن اختزال التجربة الفكرية و السياسية لابن تيمية في فتواه المذكورة , و لكن موضوعنا في هذه المقالة فتواه هذه بالخاصة.

ثانياً: كقرائن على تبني و استخدام تيارات من الأخوان المسلمين في سوريا لهذه الفتوى :يمكن مراجعة على سبيل المثال : ( نشرات النذير – كتاب الأخوان المسلمون المؤامرة على سوريا ليوسف رزق..الخ)

ثالثاً: الفكر التكفيري و فتاوى القتل بسبب الانتماء الديني لا تخص لون طائفي دون آخر, بل هي موجودة عند غلاة الإسلام السني و الإسلام الشيعي كذلك (الشيرازي- حازم الأعرجي.الخ) تجد إحداها على الرابط:

http://www.youtube.com/watch?v=OrPhfg5Ialw

رابعاً: كمثال ايجابي على رفض الفكر التكفيري , صرّح أحد رجال الدين في حوران (عبد السلام الخليلي) بعبارات مسيئة تجاه الأخوة في الطائفة الدرزية و الزعيم الوطني سلطان الأطرش, حيث أصدر رجال دين من حوران بيانا يرفضون فيه تصريحات الخليلي جاء فيه:" الشيخ الخليلي أساء لأهلنا في السويداء ، وأساء لكل حوران ، وقائد الثورة السورية هو رمز حوران الأول ، ومن تلفظ بكلمة سوء بحق إخوتنا وأخواتنا من أهلنا في السويداء ليس منا وإنما هدفه إثارة الفتنة).

خامساً: جرت العادة من قبل قطاع من "المثقفين الكسالى " على تخوين أو اتهام كل من يتناول موضوعات الفكر الطائفي و لو من وجهة نظر نقدية تنويرية .

أقول لهم : كيف يمكن علاج مرض ما دون اعتراف المريض بمرضهِ, ودون القيام بالتشخيص الدقيق للمرض.

سادسا ً: و الختام بلازمة وطنية أحبُّها:

لا للعنف ..لا للطائفية.. لا للتدخّل الأجنبي

سوريا دولة مدنية ديمقراطية

سوريا و طن واحد لكل السوريين

و الحمد لله رب العالمين.



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلادي ثمةَ قبرٌ لبلادي
- قصائد :عن المستوطنين و الموطن و النادب
- البيان الخشبي لاتحاد الكتّاب العرب
- قصائد عن الجريدة و جوقة الهاتفين و كابوس
- خطابٌ في حضرةِ الحلزون
- بانوراما الإعجاز العددي ج3/3 : شرق غرب, سنة شيعة, أحداث 11 أ ...
- بانو راما الإعجاز العددي ج2/3: من الرفاعي ...إلى الشفرة القر ...
- الإعجاز العددي في سقوط الطاغية العربي
- لعنة الدنيا : الانتحار تفجيرا أم الانتحار حرقا؟!
- بانو راما الإعجاز العددي :من النورسي إلى رشاد خليفة و إعجازي ...
- سياقات ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
- المعادلة البائسة : الاستبداد أم الفوضى؟
- الظاهرة البوعزيزية.. و جنة عرضها وطن
- الإعجاز الرقمي عند الأقدمين- قراءة نقدية.
- هل الوجود أم الوجود المسيحي فقط في خطر؟!
- هل النطفة الأمشاج هي البويضة الملقحة؟!
- الدراما التلفيزيونية في قفص الاتهام!
- قراءة في قصيدة بطولات عربية للشاعر ماجد الاسود
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج3/3
- مع موريس بوكاي و خلق الإنسان و الإعجاز العلمي ج2/3


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - إعادة إنتاج الطائفية – فتوى ابن تيمية نموذجا