ماجدة تاشفين
الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 21:14
المحور:
حقوق الانسان
السرقة فعل إجرامي حرمته كل الديانات والشرائع السماوية والأرضية، غير أنها منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا، في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده العديد من البلدان العربية، لدرجة انه وفي مناطق عديدة، أصبح الكثير يخاف من الخروج بحرية، وحمل أغراضه الشخصية خاصة إذا كانت ثمينة، لان السارق قد لا يكتفي بالسرقة، بل قد يعتدي على الضحية، وهو ما يسبب للضحايا عاهات بدنية ونفسية، وهذه الأخيرة تكون وطأتها أشد، في ظل شبه غياب للأمن والأمان.
وتتنوع أسباب السرقة باختلاف البنى والأنساق الاجتماعية المفرزة لها، ورغم أن الكثير يعتبر أن البطالة هي السبب الرئيس في ذلك، إلا أنه في نظرنا لا يمكن للبطالة أو الفقر أن يبررا هذا الفعل الإجرامي، الذي يشكل انتهاكا صريحا لحق الإنسان في الأمن، وفي الملكية، ويجب آن نشير هنا إلى أن المخدرات قد تؤدي بمستهلكها إلى السرقة والاعتداء، حيث لوحظ مؤخرا آن العديد من اللصوص يكونون في حالة غير طبيعية، وهو ما يفرض تخليلا عميقا لهذه الظاهرة.
لقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل عجز الكل عن الحد منها بما فيها حتى السلطات، وفي نظرنا انه من بين أسباب انتشار هذه الظاهرة هو سيادة مظاهر الأنانية والفردانية داخل المجتمعات العربية، في ظل التحولات الاجتماعية التي شهدتها هذه المجتمعات مع الطفرة الليبرالية الأخيرة، حيث انه من أكثر الأشياء إيلاما غياب التضامن، عندما نشاهد مواطنين يتعرضون للسرقة بشكل علني وفي واضحة النهار، دون تدخل من أحد، وبالتالي فغياب التضامن والاتحاد يعني مساندة للسرقة، إضافة إلى ما تحدثه هذه السلوكات من ردة فعل نفسي، ومن بينها منع الكثيرين لأنفسهم من التمتع بجمال الحياة، خوفا على أرواحهم.
أننا نعتقد أن التضامن الشعبي في مواجهة اللصوص يشكل احد الأساليب الفعالة لإيقاف هذه الظاهرة، ولنقتدي بالنموذج التونسي والمصري، ان اللجان الشعبية قد تعيد لنا إحساسنا ببهجة الحياة التي فقدناها بسبب خوفنا من أن نتعرض للاعتداء والسرقة.
#ماجدة_تاشفين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟