أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ما يجري في العراق من قتل جماعي؟















المزيد.....

إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ما يجري في العراق من قتل جماعي؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 999 - 2004 / 10 / 27 - 11:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
من حق جميع الناس, وأنا منهم, أن يتساءلوا: كيف يمكن فهم ما يجري في العراق من قتل جماعي يومي مع وجود ما يزيد على 200000 عسكري أجنبي في العراق, إضافة إلى القوات المسلحة العراقية الجديدة والدفاع المني؟ كيف يمكن عدم ضبط العناصر والجماعات التي تستخدم الصواريخ والهاون في عملياتها العسكرية مع وجود أحدث التقنيات العسكرية لدى القوات الأمريكية والبريطانية العاملة في العراق؟ كيف يمكن قبول عجز القوات العسكرية العراقية عن تأمين حماية فعلية لقواتها بحيث يمكن قتل هذا العدد الكبير من الجنود المتطوعين أو قبل ذاك الجنود المتدربين العائدين من الأردن دون أن تتمكن وزارة الداخلية والجيش العراقي وضع اليد على هذه الجيوب الإرهابية؟ إنها تساؤلات مشروعة جداً, ولا أملك جواباً عنها, إذ أن الجواب يفترض أن يكون لدى الحكومة العراقية ولدى قادة القوات الأمريكية والبريطانية في العراق. إن من مهمات قوات الاحتلال حماية الشعب العراقي, وإلا فما أهمية وجود هذه القوات في العراق, إن لم تكن قادرة على تعجيل عملية التصدي لها وإنهاء الإرهاب وقطع دابر الإرهابيين وتأمين الأمن للناس الطيبين. إن العجز عن إيقاف الإرهاب سيسهم في انجرار جماعات أخرى له, إنه يصبح ككرة الثلج المتدحرجة التي تكبر وتكبر عندما لا يتم إيقافها وشل حركتها وإذابتها.
-2-
أدرك تماماً بأن تحالف الإرهابيين قد اتخذ قراراً بتنشيط العمليات الإرهابية خلال الأيام والأسابيع القادمة لإحراج الرئيس الأمريكي الحالي وعرقلة إعادة انتخابه, إضافة إلى الرغبة الجامحة لدى هذا التحالف الدموي في إعاقة إجراء الانتخابات في العراق, وأنه سينجح في تحقيق الهدف الثاني المنشود, أي إعاقة الانتخابات العراقية, ما لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد سريع وحازم لها. وسنشهد في الأيام القريبة القادمة تصعيداً شرساً في العمليات الانتحارية وقذف الصواريخ وقنابل الهاون وغيرها. وستسقط ضحايا كثيرة من نساء ورجال وأطفال هذا الشعب المبتلى.
-4-
لست قريباً من الحكومة العراقية لكي أفهم كيف تدرس الأمور في وزارة الداخلية ومن هي القوى المشاركة في نشاط وزارة الداخلية, وكذا الحال بالنسبة إلى وزارة الدفاع العراقية وجهازي المخابرات والأمن الداخلي, ولست عارفاً في سبل تخطط وتنفيذ هذه الجهات لنشاطها في مواجهة هذه العمليات الإجرامية. ولكن من الثابت حقاً, ورغم النجاحات البسيطة هنا وهناك, أنها عجزت عن توجيه الضربات القاصمة لهذه القوى الشريرة والموجهين والممولين لها في العراق وخارجه. إننا أمام حالة شبيهة بالأفلام الأمريكية أو الهندية الذي يقوم البطل بكل شيء ولا يستطيع أحد إلقاء القبض عليه أو حتى رؤية وجهه ولو من بعيد, والبطل هنا الزرقاوي وعزت الدوري ومن لف لفهما.
-5-
إن ما يجري في العراق يقود إلى عواقب وخيمة, وخاصة يضعف ثم يسقط ثقة الناس بالقدرة على مواجهة الإرهاب من جانب الحكومة والقوات الأجنبية, ويبدأ الإحساس عند الناس أيضاً وكأن هناك مؤامرة كبيرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية للبقاء في العراق أطول فترة ممكنة, بغض النظر عن الرئيس الذي سينتخب في البيت الأبيض, من خلال السماح باستمرار الإرهاب ونقص شديد في نتائج التصدي له. ويدفع كل ذلك إلى التململ والبدء المشاركة في هذه العمليات الإرهابية. ومما يزيد الأمر سوءاً سرقة ما يزيد على 350 طناً من المتفجرات التي يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة الدمار الشامل, وحتى الآن لا يعرف من الذي استولى عليها. وأشارت جهات مسؤولة في لجنة منع انتشار الأسلحة النووية في فيينا إلى مسئولية الولايات المتحدة المباشرة في وقوع هذه الكارثة الجديدة, إذ أنها قد أهملت هذا الموضوع رغم التحذيرات التي وجهت للإدارة الأمريكية. إذ من يعتقد بأن الولايات المتحدة هي التي صادرتها وصدرتها إلى الخارج, والقسم الآخر يعتقد باستيلاء الإرهابيين على هذه الكمية الكبيرة وتستخدمها لإغراضها.
-6-
هناك مثل عراقي معروف يقول, عندما يريد الإشارة إلى حوار بين اثتنين من الطرشان, ما يلي: "القارئ هندي والسامع من أهل الجريبات". هكذا أصبح حالنا مع الحكومة العراقية الحالية. فكلما تقدمنا بمقترح إليها عبر رسالة موجهة إلى مجلس الوزراء أو مقالة منشورة في إحدى الصحف المحلية أو على مواقع في الإنترنيت, فليس هناك من ينتبه لها أو يعيرها الاهتمام الكافي. يا سادة يا كرام لا يمكنكم بمفردكم, مع الجماعة الأمريكية, أن تصلوا إلى نتيجة باهرة في مطاردة الإرهاب في العراق, لا أعرف السبب تماماً, ولكني أرى ذلك بوضوح, وعليكم تقع مسؤولية اكتشاف السبب! ولكن يهمني أن أطرح عليكم الاقتراح التالي من جديد عليه يصل إلى مسامع من يهمه الأمر ومن يهتم بما يقوله الآخرون.
-7-
أضع المقترح التالي للمرة الثالثة, ولكن باختصار شديد أمام أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين:
1. دعوة خبراء عرب وأجانب متخصصين بشؤون الإرهاب الدولي, والإرهاب الإسلامي السياسي المتطرف على وجه الخصوص, إلى بغداد لعقد مؤتمر لدراسة واقع الحال على أرض الواقع, شريطة تهيئة المتوفر من المعلومات عن العصابات الإجرامية والقوى التي يشك فيها للوصول إلى استنتاجات حول سبل مواجهة هذه العصابات والكشف عن أوكارها.
2. تقسيم المناطق غير الآمنة إلى قطاعات أمنية تكلف وحدات خاصة من أربع جهات تعمل بشكل منسق في ما بينها لتحديد سبل العمل والمواجهة, أي العمل المنسق بين الجيش والشرطة ورجال الأمن والمخابرات من جهة, والقوات المساندة لها من جهة أخرى. وعليها إنجاز المهمة بحدود فترة معينة. فعلى سبيل المثال يمكن أخذ قضاء بعقوبة والنواحي والقصبات أو القرى ولأرياف المحيطة بها كمنطقة عمل واحدة, ثم البدء بوضع خطة خاصة بها وإشباعها بحثاً على كل التفاصيل المحتملة ومختلف الاحتمالات ثم البدء بالعمل والاستعداد لأي مفاجأة محتملة.
3. إيلاء اهتمام استثنائي بالحدود العراقية, إذ أنها ما تزال المعبر للكثير من الإرهابيين والحصول على المساعدات المتنوعة, وخاصة المالية.
4. التوقف عن ضرب بيوت الناس حيث يمكن إصابة أحد أو أكثر من الإرهابيين. ولكن تلك الضربات تصيب جمهرة من الناس المدنيين أيضاً, مما تثير حفيظة وغضب وكراهية الناس. في حين يفترض أن تجمع المعلومات ثم يتم التوقيت للقيام بعملية معينة تساعد على تطهير هذه المنطقة أو تلك من هذا لعصابات الجبانة. وعلينا أن ندرك بأن بعض المدن العراقية, مثل الفلوجة, أصبحت رهينة بيد القوى الإرهابية المحلية, ومنهم مجموعة من البعثيين البارزين من العقداء العسكريين أو المدنيين شبه العسكريين والإسلاميين المتطرفين, من جهة, ومن الإرهابيين الأجانب ًمن جهة أخرى, إضافة إلى إنها أصبحت رهينة بيد أئمة الجوامع من أتباع هيئة علماء المسلمين من جهة ثالثة. ولهذا لا تنفع المطالبة بتسليم الأفراد الأجانب أو غيرهم, إذ أن هذا لن يحصل, خاصة وأن هناك تحالفاًُ قائماً في ما بين تلك القوى. وليس للناس الاعتياديين أي دور أو موقع في كل ذلك. إن الخشية على تقديم ضحايا في عمليات المشاة ضرورية, ولكنها يجب أن لا تصل إلى الدرجة التي يصبح معها التصدي للإرهاب الفعلي متعطلاً بسبب تلك الخشية. فليس هناك أي كفاح حقيقي ضد هذه القوى الجائرة دون تضحيات, شريطة أن تكون محسوبة جيداً.

إن الناس تتساءل عن اللغز الذي يجعل أمر التصدي لهذه القوىً بهذا التعقيد غير المفهوم, وليس عندي من جواب يشفي غليل المتسائلين. فهل للسيد رئيس الوزراء من جواب مقنع؟
هذا ما ينتظره الناس خلال الفترة القريبة القادمة. فالناس يئنون تحت وطأة المصاعب الحياتية اليومية والبطالة المتفشية والبؤس الذي يلف القسم الأعظم من سكان العراق وخاصة الناس الأكثر فقراً وعوزاً في الريف والمدينة.
برلين في 35/10/2004



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟
- إعلان عبر الإنترنيت إلى دور الطباعة والنشر العربية
- هل أمسك الدكتور ميثم الجنابي في تعقيبه بجوهر ملاحظاتي أم تفا ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- فكر وسياسات الدولة السعودية والحوار المتمدن! غربال السعودية ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خير الدين حسيب التي عرضها ف ...
- من المسئول عن سقوط القتلى والجرحى يومياً في العراق؟ رسالة مف ...
- مرة أخرى مع أفكار الزميل الدكتور خيري الدين حسيب التي عرضها ...
- ما هي المشكلات والقوى التي تساهم في تعقيد الوضع الراهن في ال ...
- !إحذروا جواسيس فلول البعث الصدّامي والإرهاب في الخارج
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول مقاله عن الهوية الوطنية وال ...
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول مقاله عن الهوية الوطنية وال ...
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول مقاله عن الهوية الوطنية وال ...
- هل سيستمر البعثيون القدامى والجدد على إرسال رسائل التهديد وا ...
- هل هناك محاولات لتوسيع رقعة وتطوير نوعية وحجم العمليات الإره ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ما يجري في العراق من قتل جماعي؟