أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلند حسين - دور الشيوعيين السوريين في تضليل الناس














المزيد.....

دور الشيوعيين السوريين في تضليل الناس


بلند حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 00:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ قيام ماتسمى بالجبهة الوطنية التقدمية تحت مظلة حزب البعث، أضحى الشيوعيون بمثابة السمكة التي يُلقى بها خارج الماء، بعد أن وقّعوا بثمن بخس وبمحض إرادتهم، صك بقائهم داخل الدوائر القوقازية التي رسمتها السلطة. فكانت جبهة الدُّمى تلك، آخر مسمار في نعش الحزب الشيوعي والقوى السياسية الأخرى، المؤتلفة في إطارها أو المنضوية تحت لواء البعث، لأن ميثاقها نصَّ في إحدى مواده على إستئثار الأخير بالنشاط بين صفوف الطلبة والجيش.
في أفضل الأحوال، لاتشكل أحزاب الجبهة، التي إرتضت أن ترتبط بعجلة النظام بأي ثمن، سوى ديكورات في مسرحية ساخرة لمخرجها حزب البعث، بعد أن نجح النظام أيما نجاح في تشييخها وشرذمتها وعزلها عن الجماهير، بموجب ميثاق جبهتة العتيدة، أو ما تسمى بجبهة المناسبات وفق التعبير الشعبي الدارج، حتى غدت هذه الأحزاب المتهالكة بخطابها المتخشب منذ عقود، شركاء البعث فيما آل إليه الوضع، وبمثابة أدواته الصدئة!.
جدير ذكره إن برامج الشيوعيين السوريين، تضمنت ديباجات سئمتها الجماهير، لأنها كانت تطفح بالمنطلقات النظرية لحزب البعث في المآل الأخير، مثلما نبذ الناس تنظيراتهم فيما يخص سمات الطغيان والأنظمة التاتوليتارية في بلاد الواق واق، ليس في حقبة الحرب الباردة التي أضحت فيها موسكو كعبتهم فحسب، بل إلى يومنا هذا، حتى تجسدت صورتهم في المخيال الشعبي بنادرة كانت تتردد على ألسنة الناس في المجالس، تقول: إذا هطلت الأمطار في موسكو، حمل شيوعيو سوريا مظلاتهم في دمشق.
بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته التابعة، أضحى(البعث) كعبتهم المشرفة، حتى أضحى الشيوعيون مَلَكيين أكثر من الملك، بغية الظفر بفتات الموائد. فاتهموا انتفاضة الكرد في 12 آذار 2004م، بأنها مؤامرة مدبرة من الخارج، رغم أن الرئيس نفاها في إحدى مقابلاته المتلفزة، وهاهم يدّعون بأن مايجري في سوريا اليوم، من صنيعة الامبريالية والصهيونية بهدف زعزعة قلعة الصمود والتصدي أو قلعة المقاومة والممانعة!.
بَيْدَ أن هناك قضية أخرى لابد من تناولها على هذا الصعيد، كي تتوضح الصورة في ذهن القارىء الكريم على نحو أسطع. ببساطة، راهن شيوعيونا حتى الأمد القريب على الفقر كعامل موضوعي للثورة، كون الفئات الأكثر تضرراً هي المحرّك الرئيس والأكثر تحفزاً للثورة. لكنْ، هاهو الظرف الموضوعي، المتمثل في الفوارق بين حفنة من الطغمة الحاكمة ذات الثراء الفاحش وعامة الناس قد نضج في سوريا منذ عقود، ونجم عنه ما نجم من فقر مدقع، نتيجة الاستغلال الفاحش بين العاملِين وأرباب العمل أولاً، و تعمقت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بسبب سوء توزيع الدخل الوطني ثانياً، ورغم كل ماسلف فدروس الثورة التونسية تقول بأن ما دَفَعَ محمد بوعزيزي إلى احراق نفسه ليس الفقر والفساد والبطالة وحدها، بل الاذلال والغبن والكرامة المهدورة والقهر السياسي المتمثل في مصادرة حرية الناس وإرادتهم قبل كل شيء.
في ذات الوقت سَوَّقَ ماركسيونا التقليديون أطروحة أخرى أو موضوعة تستوجب بناء التنظيم الثوري، انطلاقاً من العلاقة الجدلية بين العاملين الموضوعي والذاتي، لكن ـ كما بيّنا ـ هذه الأداة التنظيمية/الحزب، أضحت فاسدة وغدت تابعة لحزب البعث، حتى بات يذكرنا بما جاء في الانجيل:(إذا فسد الملح فبماذا يُمَلَّح؟).
لقد أثبتت الجماهير المنتفضة اليوم في عموم سوريا، بأنها قد تجاوزت القوى السياسية الهرمة من جهة، ولم تعد تنطلي عليها تُرَّهات الشيوعيين وأسيادهم من جهة أخرى، رغم مكياجها الفاقع.
فهل آن للشيوعيين وأسيادهم أن يتنحوا ؟.



#بلند_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُعْقَل أن تظل سوريا عصية على التغيير؟
- (ثرثرة فوق النيل) العابثون أو محنة الطبقة الوسطى في ظل الأنظ ...
- مقاربة الحدث التونسي
- رائد الشعر العربي المعاصر يُعَطِّرُ الكُرْدَ بشِعْرِهِ
- همومُ الكردي في المَنْفى
- التقليد الروماني الذي تلقفته تركيا
- (هنيئاً لمن يقول بعد اليوم: أنا تركي)!
- بئس هذا الاعلام المسكون بهوى أنقرة
- الحِراك التركي: خمرٌ قديم في أوانٍ جديدة !


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلند حسين - دور الشيوعيين السوريين في تضليل الناس