نشيد الأمميّة عنوان تحرّكات 1 آيار

السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 23:09
المحور: ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
    

في ينيو/حزيران 1871،كتب الشّعر المُناضل أوجين بوتييه رائعته:"الأُمَمِيّة"،كتبها وهُو في حالة إختباء أيّام إشتداد القمع والمُلاَحقات في حقّ الكُومونِيّون،وكانت شاهِدَةً على صُمُود وتجذّر مُناضلي الكُومُونة وجماهير باريس الثّائرة،لحّنها في سنة 1888 بيار دايتر( Pierre DEYTER)الذي كان أحد المُنتَخَبين في الكُمُونة من أجل الدّفاع عن قضيّةالطّبقة العاملة وصاحب الكورال الإشتراكي:"قيثارة العُمّال"،وتحوّلت لنشيدٍ شائع عبر الحزب العُمّالي الفرنسي في مُؤتَمره في ليل(Lille) سنة 1896،وتمّ إعتمادُها كنشيدٍ رسميٍّ للحركة العُمّاليّة الفرنسيّة خلال مُؤتمر جابّي(Japy) سنة 1899.
مُنذُ سنة 1908،تحوّلت "الأمميّة"إلى نشيدٍ تُفتَتَحُ به المُؤتمرات العُمّاليّة والإشتراكيّة الدّوليّة وتمّ تحويلها لرمزٍ للحركة العُمّاليّة العالميّة لتقوم الدّولة الفَتِيّة للعُمّال الرّوس في 1917 بتحويلها لنشيدٍ رسميٍّ إلى نهاية الحرب العالميّة الثّانية.
لكنّ الرِّجعيّة المسعُورة التي لا تحتمل وجود أو نشاط أحزاب شُيُوعيّة قادرةً على قيادة ثورات إشتراكيّة مثلما لم تحتمل وجود أقطارٍ إشتراكيّة بزغت على أنقاض الإحتل الفاشيّ بعد قهره سنة 1945،تعمل على توجيه هذه الأحزاب إلى منهج التّعايش/التّعاون الطّبقي عبر القوميّة البورجوازيّة أو الإصلاحيّة حتّى يقطع الشّيُوعِيّون أو يُُراجِعُوا مفهوم الصّراع الطّبقيّ ومبادئ النّضال التي تُمثّل حصيلة تجارب الحركة العُمّاليّة في كُلّ الأقطار.
إنّ اللّحظة الرّاهنة في المنطقة العربيّة هي لحظة فارقة بلا جدال ولا مناص من التّخندق في مُعسكر النّضال ضدّ مُعسكرالقهر والعُدوان والقمع والإستعباد والإستغلال، ولقد سالت الدّماء من جماهير شعبيّة مُنتفضة بذاتها لذاتها من دُون خُزعبلات الأيادي الخارجيّة ولا توجِيهٍ أجنبيٍّ حاملة في هُتافاتها رايات الحُريّة والكرامة وفي بواطنها مطلب الإنعتاق والتحرّر في وجه طُغَمٍ طالما تلاعبت بصفحات التّاريخ فكتبته بالإغتصاب والنّهب والولاءات لدوائر المافيا العامليّة بإتّباع نهج اللّبرلة وتحرير الإقتصاديّات المُترهّلة التّابعة بطبيعتها لدوائر إحتكاريّة تصنع قرارات البيت الأبيض والإليزي وما بينَهُما.
لم يَعُد الأوان مُناسِبًا للتّشادُق ولا للمنهج التّفريطيّ المُتّبع من أحزاب أرامل مُوسكو ومُقرّرات خروتشوف،ولا هو لائق بِبَيَانات التّوفيقيّة/التّلفيقيّة بين الإرادة الشّعبيّة ومُقتضيات الولاء ووضع ساقٍ في خانة الثّورة وأخرى في مُستنقع سُلطات إنتهت وإنتحرت ولم يبقى إلاّ دفنها وفاتورتَهُ باهضة بلا ريْبٍ تدفعها الجماهير عن طيبِ خاطِرٍ قاطِعةً دابر التّفويت والنّهب الليبراليّ فاتِحةً بنضالات ما بعد إسقاط رؤوس الأنظمة بوّابة نضالٍ جديدٍ مُكمّلٍ للقديم عنوانه الدّيمُقراطيّة الشّعبيّة كمحطّة مرحليّة لا بُدّ منها في مشروع الثّورة البروليتاريّة الحتميّة.
سيحُلّ الأوّل من آيار/مايو بعد أيّامٍ قليلة وإن لم يَكُن مُوحّدًا في إحتفاليّاته لِيَكُن واحِدًا في هُمُومه وعناوينه ومظاهره وليكن يوْمًا تخرج فيه الجماهير العُمّاليّة والطّبقات الشّعبيّة للسّاحات والميادين والشّوارع ترفع فيه رايات النّضال العُمّاليّ وشعارات التحرّر والإنعتاق تُدين بها من صمت ويصمت ومن ساهم ويُساهم في سرقة عُمُرٍ ضاع من أيّام الشّعُوب ولتكُن الأمميّة جَامِعَةً للحناجر من نواكشوط لبغداد ولا ريب في أنّ غَدَها مُوَحِّدٌ للبشر،لقد لاح الظّفر.

هُبّوا ضَحَايا الإضْطهاد
ضحايا جُوع الإضْطِرار
بُركانُ الفكرِ في إتّقادِ
هذا آخر انفجار
هيا نَمحَق الظّلامَ
نُحطّم القُيُودْ
شِيدُوا الكوْنَ جديدًا حُرًّا
كُونُوا أنتُم الوجودْ
بجُموعٍ قويّه هُبّوا لاَحَ الظّفرْ
غد الامميه يُوَحّدُ البشر
العمال والفلاحون
جميعٌ حزب الكادحين
الأرض مِلْكُ المُنتِجِينَ
فلا بقاء للخاملين
كم تُمَزّقُ اللّحمَ مِنّا
مخالب المفترسين
أُجْلُوا سُودَ الغِربان عنّا
تشرق الشمس كل حين
بجموع قويه هُبوا لاح الظفرْ
غد الأمميّه يُوَحّدُ البشرْ 
http://www.youtube.com/watch?v=x-vwUYXlMyM&feature=related

#السموأل_راجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات