أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - انهم يحرقون البحرين في العراق














المزيد.....

انهم يحرقون البحرين في العراق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في صيف عام 2003 كنت في زيارة خاطفة للبحرين، وكنت اتوقع حينها ان ارى المارة ينعمون بمظاهر الرخاء، في مولات مكيفة، اسوة بابناء الامارات المجاورة، (المواطنون منهم على الاقل)، وان زحف المظاهر العمرانية قد اكتسح بلا رحمة نمط الحياة التقليدية، التي لم يعد لها وجود الا في مصاغات الحلي البحرينية المشهورة.

الا ان ما اثار انتباهي، في ذلك البلد، المحسود لثرائه، من قبلنا، في العراق، هو تزاحم علامات الفقر والمعاناة التي يعيشها اغلب المواطنين، اولئك الذين تطبخهم الرطوبة الساخنة على مهل.

ففي قلب العاصمة كانت هنالك ازقة غير معبدة، ومقاهي مفتوحة للسموم الحارق، وندماء بفانيلات بالية يتغدون من اطباق الباقلاء في صحون الشاي مع قطع الخبز والبصل.. بل سمعت نقاشات سياسية وتذمر على وجوههم السمراء بما يشبه الى حد بعيد اجواء الجنوب العراقي في مرحلة الستينيات من القرن الفائت.

ولان هنالك ثروة طائلة، وفقر قاسي، فان التفاوت الطبقي هذا، بين من يستغلون هذه الثروات دون استحقاق، ومن يستحقونها دون القدرة على استغلالها، التفاوت هذا، لا بد ان يفرز حالة من التذمر، او انها حالة من تراكم الغضب الجماهيري حتى بلوغ درجة الانفجار.

لهذا فلم اشعر بالغرابة من اندلاع انتفاضة جماهيرية اليوم، تطالب فيها الفئات الفقيرة بحقها من الثروة، ليس فقط عن طريق تحركات شبابية عفوية، بل بوعي سياسي وطبقي ايضا، كنتيجة لهذا الحرمان الطويل، والافقار العمد.


الا ان استغلال التيارات الدينية-الطائفية بشقيها الشيعي والسني لهذه الانتفاضة، سواء في داخل البحرين او خارجها، لم يؤدي الا الى محاولة حرف اهدافها من المطالبة بالعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، الى مجرد نزاع طائفي هو في احسن وجوهه غير حضاري.

وعندما تطالب الطبقات المسحوقة في البحرين بحقوقها المشروعة، لا تمتلك الحكومة حق استخدام القسوة المفرطة امام اصحاب هذه الحقوق، اخلاقيا على اقل تقدير، ويحضى المنتفضون بتعاطف من الشعوب الاخرى، كما حصل في التعامل مع انتفاضتي التونسيين والمصريين من قبل.

بينما في حالة اعتبارها مجرد نزاع طائفي، فان الاستقطاب الشيعي السني سيضيع على البحرينيين فرصة اعادة بناء بلدهم وارساء نظام اكثر عدالة، من جهة ويفتح الباب من جهة اخرى للمزايدين بالشعارات الدينية من اجل اذكاء نار صراع طويل الامد يتحول الى مصدر رزق غير مشروع سيدفع المواطن البحريني فاتورته لاجيال قادمة.

ومحاولة دمغ الانتفاضة بسمة "الطائفية" وفر الفرصة للسلطة البحرينية للاستفادة من قوات درع الجزيرة وقمع المتظاهرين بشكل سافر، ثم الحصول على دعم جماهيري لها في الدول الاسلامية المجاورة.

وفي العراق يستغل البرلمانيون، وبعض الاحزاب الدينية ورقة البحرين في مناكفاتهم داخل قاعة البرلمان وخارجها، كجزء من اللعبة الديمقراطية، بين من يؤيد الانتفاضة "الجناح الشيعي" ومعارض لها "الجناح السني"، وهو اساءة لثورة شعب البحرين، بالضبط كما حدث في ايران والسعودية.

فاذا لعب رجال الدين في قطر والسعودية دورا غير حميدا في جر الانتفاضة الى مجرد صراع طائفي، يبرر قتل المتظاهرين العزل، ولعب في الجانب الاخر رجال الدين الايرانيين دورا في وسم الانتفاضة بالطائفية المحضة، لمزايدات سياسية، فان ما يجري في العراق من انقسام حولها لا يخرج من نفس دائرة المزايدات التي يحصد السياسيون الطائفيون مزاياها، ويدفع فاتورتها المواطن البحريني.

استغلال ورقة البحرين في الاستقطاب الطائفي الدائر في العراق، يمنح البرلمانيين والساسة العراقيين امتيازات جديدة، ويعزز رصيدهم بين صفوف طوائفهم، بالتأكيد، لكنه يساهم في حرف الانتفاضة، وتأخيرها، لاجيال، واستمرار حرق ازقة البحرين، ومقاهيها، برطوبة الخليج الخانقة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تنشر مشاهد لاستهداف منشأة رادار ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تنشر مشاهد توثق إطلاق مسيرات ...
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - انهم يحرقون البحرين في العراق