أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها















المزيد.....

الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 19:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها
هيبت بافي حلبجة
بلا أرتياب ثمة علاقة جدلية أكيدة ما بين شكل الدولة وممارساتها ، ومجال حدود التغيير المرتبط عضوياُ بنوعية مطالب الجماهير وأهدافها ، تلك الأهداف التي يمكن أن تتباين على شكل خط بياني من حدود دنيا ووسطى ( أصلاحات بسيطة ، إلغاء مرسوم تشريعي ، تغيير كيفية الأقتراع ، إبطال خطة أو تخطيط فاشل ، إزهاق سياسة أقتصادية متعثرة ، حذف مادة قانونية ) إلى حدود عليا ( تغيير سياسة الدولة ، تغيير السلطة ، تغيير النظام ، تغيير شكل الدولة من البسيطة إلى المركبة مثلاُ ، تغيير نظام الحكم من الملكية إلى الجمهورية مثلاُ ، تغيير شكل الحكومة نفسها ، تغيير إيديولوجية الدولة ، تغيير الدستور برمته ، تغيير شكل النظام الإداري من المركزي إلى اللامركزي مثلاُ ) . ولكي ندرك أهمية هذه العلاقة الجدلية وبالتالي حجم مطالب الجماهير ونوعيتها وفقاُ للمعايير المعرفية الدقيقة ، بعيداُ عن المزاجية والأنفعال ورد الفعل المباشر ، لامناص من أن نحدد بعض الأمور المتعلقة بمفهوم الدولة ، مع ذكر مضامين بعض الثورات التاريخية وأهدافها التي تحققت فعلياُ ، على صعيد الأستئناس ، ليتعين لدينا نوع مشترك من الخطاب السياسي . الأمر الأول : لقد أسقطنا من التحليل مضمون ومفهوم الثورات التحريرية ضد المستعمرين على رغم من النفحة التقدمية والإيجابية والنقلية على الصعيدين الفكري والأجتماعي فيها ، نذكر ، الثورة الجزائرية ( 1954 – 1962 ) ، والثورة الأمريكية ( 1775 – 1783 ) . كما اسقطنا من التحليل فحوى الأنقلابات والمؤامرات في المنطقة العربية والتي سميت تعسفاُ بالثورات ( في ليبيا ، ومصر ، وسوريا ) . الأمر الثاني : لقد حدثت ثورات أخرى غيرت الحكام ، أنظمة الحكم ، البنية الأجتماعية ، وأحدثت مفاهيم جديدة في مستويات عديدة ، منها على سبيل المثال ، الثورة الروسية ( 1917 ) التي بدأت بمحتوى ( أعطونا خبزاُ ) ثم أنهت فترة مائتين عام من الحكم الأوتوقراطي ( عائلة رومانوف ، وآخرهم القيصر نيقولا الثاني ) وأمتدت آثارها الإجتماعية والسياسية إلى كل العالم ، والثورة الفرنسية ( 1789 ) التي إقتاتت من آراء جان جاك روسو ومونتيسكيو وميرابو ، قضت على النظام الملكي ( لويس السادس عشر ) ، وأسست لدستور جديد يتكفل قيام الدولة على مؤسسات قانونية تؤكد مبدأ الفصل مابين السلطات ، ورعاية حقوق الأفراد ضمن محتوى الثالوث الحرية ، الإخاء ، المساواة . الأمر الثالث : من خصائص الدولة ، حسب فقهاء القانون الدستوري ، ثلاثة ، تمتع الدولة بالشخصية المعنوية ، تمتع الدولة بالسيادة ، خضوع الدولة للقانون ، وهذه الخصيصة الأخيرة هي التي نسعى إلى إبرازها والتي تعني خضوع كافة مؤسسات الدولة من تنفيذية ، تشريعية ، قضائية لسلطة القانون وفقاُ لمبدأ بات معروفاُ تحت تسمية مشروعية الدولة ، فلكي تتمتع الدولة ، كدولة ، بصفة المشروعية لابد من أن ، الجانب الأول : أن تتقيد تلك المؤسسات بما فيها ( الرئيس أو الملك أو رئيس الوزراء ) بالقواعد القانونية وهذا هو الجانب الضعيف أو العادي في هذه المسألة ، اما الجانب الثاني : وهو الجانب الأقوى والأهم ، وهو إن الدولة ليست مطلقة الحرية في ( ألغاء أو تعديل أو وضع ) قانون ، كلما طاب لها ذلك ، أو أدعت إن الضرورة قد أقتضت . وإذا ما أنتهكت حرمة هذين الجانبين معاُ ، أو حرمة أحدهما ، فإن الدولة ذاتها تفقد عضوية ( المشروعية ) . الأمر الرابع : ثمت فرق ، متفق عليه في الفقه الدستوري ، ما بين مشروعية الدولة ، ومشروعية السلطة ، وإذا كانت مشروعية الدولة هي خضوعها للقانون ، فإن مشروعية السلطة هي خضوعها لقبول ورضى الشعب والجماهير بها ، وأي أنتفاء لمسألة الرضى والقبول ينتفي به أساس مشروعية السلطة ، فلامشروعية للسلطة دون رضى الشعب ، وهكذا نلخص إن مشروعية الدولة ومشروعية السلطة هما معاُ أساس وحدة القانون ( أو حسب التعبير الدارج دولة القانون ) . الأمر الخامس : لاينبغي أن يدرك من مضامين الأمور الأربعة وكأن أهداف الإحتجاجات مرصودة فقط لحجم ( الخطأ والضرر ) لدى النظام والسلطة ، لإن الثورة في مرحلة معينة من تطورها قد تغير ، ومن المفروض أن تغير ، ماهو أبعد من ذلك بكثير ، كإبطال الدستورالمعمول به جملة وتفصيلاُ ، أو التحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني ، أو التحول من نظام إداري مركزي إلى نظام إداري لامركزي ، أو التحول من دولة بسيطة إلى دولة مركبة ، أو أن تحد من سلطة بعض شرائح المجتمع قانونياُ ، أو أن تسن قانونأ متميزأ ، أو أن تسيس الأقتصاد وفق منهجية جديدة . إذن نحن ، وبصورة ماكروسكوبية ، إزاء مجالين كبيرين ، أحدهما هو حجم الخطأ والضرر ، والقصد في أقتراف الخطأ والضرر ، لدى السلطة والدولة ( النظام ) ، والثاني هو حجم مطالب الجماهير . في المجال الأول ، وبشيء من الدقة في التحليل وبعض الإمعان في الفعل السلطوي ، يتراىء لنا إن الدولة السورية فقدت مشروعيتها التي أشرنا إليها سابقاُ ، وهي بالأساس لم تكن خاضعة للقانون ( مشروعية الدولة ) ، كما إن السلطة السورية فقدت هي الأخرى مشروعيتها وماكانت بالأصل مرضية من قبل الشعب ( مشروعية السلطة ) ، ويتراىء لنا أيضاُ إن كلتيهما ( الدولة والسلطة ) غير قادرتان بنيوياُ على تجاوز المحنة القائمة للأسباب التالية . السبب الأول : لكي يتم تجاوز هذه المحنة لامناص من أن تحطم ( بضم التاء ) القاعدة الذهنية الفكرية ، القواعد الإيديولوجية المركبة التي تأسست عليها هذه السلطة والدولة . السبب الثاني : لكي يتم تجاوز هذه المحنة لابد من تقويض الهيكلية الحالية للدولة لإنها لاتسمح ، وغير قادرة للسماح ، بظهور بديل مقنع يرضي مدارك التطورات العصرية الراهنة . السبب الثالث : لكي يتم تجاوز هذه المحنة لامحيص من تهشيم الخلفيات الفقهية والسياسية الجاثية وراء المواد الدستورية ، وهذا لن يتدارك إلا إذا أستبدل الدستور الحالي بدستور جديد وحديث . السبب الرابع : هو إن الدستور الحالي لايقمع ويضطهد فقط الشعب الكردي والشعب الآشوري – السرياني ، بل إنه يعادي الشعب العربي في سوريا ، ويكبح الإرادات الحرة لدى هذه الشعوب الثلاثة ، ويقهر التطلعات الحميدة لديها . السبب الخامس : هو إن هذه السلطة لاتعادي فقط الشعب الكردي ، والشعب الآشوري – السرياني ، إنما هي تعادي ، أصلاُ ، الشعب العربي في منعه من مفهوم التطور ، في حرمانه من إقتصاده ، في هدم سوسيولوجيته . ولكي تنتفي علة هذه الأسباب الخمسة ، ينبغي أن تنعدم السلطة السورية ودولتها الحالية في المجال العام السياسي ، وهذا لن يتم ذاتياُ ، إذ كيف تقضي السلطة على ذاتها بنيوياُ !!، فالسبب لايمنع ذاته من الوقوع أو من الفعل ، إنما ينبغي أن يمنع ( بضم الياء ) من الأستمرارية ، وهذه هي وظيفة ( المجال الثاني ، الجماهير) ، أي مطالب الشعب السوري ، تلك الآمنيات والأمالي والطموحات التاريخية التي لن أتحدث بها الآن فالشعب السوري ( العربي ، الكردي ، الآشوري- السرياني ، والفئات الأخرى ) هو الذي سيقرر ، سيحدد ، على ضوء مشروعية السلطة ومشروعية الدولة ، أبعاد ومقومات وذهنيات المرحلة المقبلة ( شكل الدولة ، نظام الحكم ، نوعية الدستور ، النظام الإداري ) فيما بعد رحيل هذه السلطة وهذه الدولة .....
[email protected]



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة ...ومضمون التغيير ( النظام لا السلطة )
- الثورة ... رؤية أبستمولوجية ( النقطة البنيوية )
- سوريا ... مابين الإنتفاضة والثورة البنيوية
- الثورة ... ما بين الإدراك والتدارك
- رؤية معرفية في واقع لامعرفي ( سياسة الطفل )
- برهان غليون والخطاب المتهافت
- الكورد والعرب وجدلية الزمن ( مفهوم الثورة )
- لعبة الأمم الجديدة ( صناعة أيران )
- الشيخ سعد الحريري ما بين العملية السياسية والدهنية الديمقراط ...
- الدالة الفارغة ما بين هوبز وأفلاطون ( الحلقة الثانية )
- الدالة الفارغة ما بين هوبز وأفلاطون ( الحلقة الأولى )
- الدكرى الثامنة لإنطلاقة الحوار المتمدن
- البيئي والجسمي مابين الفلسفة والعلم
- المعارضة السورية مابين الإشتقاق والبنيوية
- فلسفة ديكارت ... مابين السقوط والتساقط
- فلسفة كانط ... ما بين السقوط والتساقط
- فلسفة هيجل ... ما بين التهافت والنقض
- الفكر ما بين الإشكاليات والتصور الغائب ( رؤية جديدة في تصور ...
- الشرق الأوسط ....ما بين مخلبين الفارسي والرأسمالي
- نقض نظرية الأخلاق لدى سقراط


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها