أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - رصاصة وحنجرة ..















المزيد.....

رصاصة وحنجرة ..


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رصاصة وحنجرة ...فإلى متى يصمت الصامتون ؟!.
غريب حال هؤلاء الديكتاتوريين ,عجيب أمرهم , بائس صوتهم وبليد إحساسهم , خشبي تفكيرهم وأعمى نظرهم , غبي وأحمق تصرفهم , مقلق استهبالهم لعقول الناس , يصرون بعناد غير مفهوم على الوسواس الخناس , ألم يسمعوا ويروا ويتابعوا ماذا حدث ويحدث لزملائهم وأين هم الآن يقبعون؟!.
,,الآن لقد فهمتكم ,, قالها متأخراً ديكتاتور تونس ... تنحى ديكتاتور مصر متأخراً أيضا ًتحت ضغط ثورة شباب مصر وانتقل من القصر إلى السجن ... وديكتاتور ليبيا لازال يصر على تعميد نهاية حكمه بالدماء والخراب وعلى أنه ملك ملوك الرعب والقتل الذي بدوره يمهد الطريق إلى نهاية تشاوشيسكية بامتياز!وأما ديكتاتور اليمن فمازال هو الآخر يلعب بالنار ويسكب عليها زيته اللعين على مبدأ إما أنا أو الحريق !.
وفي تقويم سورية الجديد , تقويم انتفاضة الحرية والكرامة الذي بدأ مع يوم الخامس عشر من آذار 2011 نرى تكرار نفس الصورة وذات المشهد والأداء الدموي للنظام السوري الذي يلخصه التصرف الوحشي غير المسؤول والعقيم لنظام الممانعة ولرئيسه بشار أسد .
قلناها مراراً أن النظام السوري يمثل حالة شاذة في أنظمة الحكم في العالم العربي مالعالم كله , شاذا في بنيته الأمنية المغلقة , شاذا ً في تماديه وفجوره في استخدام كل أنواع ومستويات القمع والقتل والترهيب والتمثيل بالأبرياء أمواتا وأحياء بدون حسيب أو رقيب, شاذاً في فساده ونهبه المنظم للثروة الوطنية والتلاعب بقوت الناس ومصادر معيشتهم , شاذا في منظومته الأمنية البوليسية المبنية كلها على الفرد الجلاد الذي يرى في الشعب عبداً له ومادة بشرية حية ,,رخيصة ,, لقمعه وفساده وفشله العام , أغراه بطش قوى أمنية شاذة لاعقل لها ولاقلب ولاضمير ولاصلة بالحياة الآدمية , ودوائر متعددة حوله من الجلادين الشاذين الفاسدين المنافقين المضللين الذين وجدوا في هذا النظام غطاءً للجريمة والفساد وحائطا ً ,,كونكريتياً ,, أمام أي إصلاح أو تطوير في بنية النظام والدولة على مر السنين, لقد بات في حكم اليقين نكررها ونقولها لمن لازالوا يراهنون عل الوهم ولم يتأكدوا بعد من نية النظام وخداعه وتلاعبه بالألفاظ , نكررها : أن الإصلاح والنظام هما خطين متوازيين لايلتقيا أبدا, وأن النظام في سلوكه الوحشي مع انتفاضة الحرية يثبت بالدليل القاطع أنه لايجيد السياسة ولايتمتع بأي رصيد أخلاقي شرعي إنساني يؤسس عليه الإصلاح العام في سورية.
إن النظام السوري الذي مضى عليه في حكم سورية بالحديد والنار والذل عشرات السنين أفرزت قناعة لدى النظام تحلل فيها مفادها أن الشعب السوري قد تآلف مع منظومته الأمنية ومع خوفه واستقرت الأمور له وأن الساحة الوطنية خالية تماما للنظام يلعب فيها كما يريد بدون أي حساب لرأي الشعب وحاجاته وتطلاعاته في الحرية والعيش الكريم, لقد تبلد النظام مع بنيته البوليسية وسلوكه الدموي وكذبه ولعبه الفاجر على حقوق الشعب كما على الظروف العربية والإقليمية والدولية بما زاده تحنطا وخشبية وغوغائية وانحطاطا وإدمانا ًعلى القمع إلى أسفل السافلين ,ظن ويظن بغباء غريب أنه الوسيلة المثلى لدوام الإستمرار في السطو عل حكم سورية بآل أسد إلى الابد.
ونحن اليوم في تفاعلات مرحلة جديدة كليا في تاريخ سورية , بدأها الشباب السوري من درعا البطلة وامتدت إل كل سورية , وهي في صورتها العامة وسلوكها المدني الحضاري السلمي وشعاراتها الواحدة تلخص بجلاء خيارالحرية والكرامة ,الخيار الوطني الديمقراطي الحقيقي , قابلها النظام يمنتهى الوحشية فقتل وعربد ولازال متجحفلا بعصابات وبلطجية من كل الأصناف والمستويات الشاذة إنسانيا ووطنيا وأخلاقيا ً يمارس هوايته القبيحة في القتل والتنكيل بالناس وبشكل عام دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ وشاب الأمر الذي أفرز تمايزا ً بين طرفين ,الأول يمثله النظام وحثالته ورعاعه , والثاني يمثله الشعب السوري كله وتاريخه وخياره في الحرية والكرامة.
هزت شهادة محمد الدرة ضمير العالم كله وعكست همجية وسادية لاحدود لها وفي سياقها العام هي بين جنود احتلال وأصحاب حق أبرياء عزل تجاوزت رمزيتها الضحية والأب والعاطفة الفردية إلى ضربة موجعة في وجدان وضمير العالم كله , المفارقة الغريبة هي أن النظام السوري مارس ويمارس في درعا وحمص ودمشق وبانياس واللاذقية وحماة واليوم في جبلة كل أنواع الجرائم , لقد شاهدنا صورا للقتل الهمجي العشوائي لأطفال ونساء وشباب تهز وجود الإنسان كله , والإنسان في بعده المحسوس لحم ودم وقيمة وكرامة , شاهدنا أبا يحمل طفله الذي لم يتجاوز عدة سنوات ورأسه شبه مفصول عن جسمه أشلاء بشرية قتلها بلطجية النظام ومثلوا بجثثها بشكل لم نعرفه في التاريخ لامن الاحتلال ولامن الاجتياح ولامن النظم الديكتاتورية المختلفة الأصناف والأشكال ولاحتى من شياطين العنف على مدى التاريخ, إنه النظام العاق الرجس الذي لايحده قانون ولاتردعه قيم ولايربطه بهذا الشعب العظيم أي رابط لأن مايمارسه يعكس ذلك بما هو غريبا ً شاذا ً دنيئاً كفاعليه المجرمين.
وفي سرعة تطور الاحداث في سورية التي تمايزت بسرعة بين حنجرة تصدع بالحرية ورصاص غادر موجه إلى الشعب السوري وتاريخه وحاضره ومستقبله صبغه النظام الأحمق بلونه وهمجيته وطغيانه وفلتانه في ممارسة القتل الجماعي بحق الأبرياء لوقف عجلة التاريخ وتشويه جدلية الحياة وبخس القيم الوطنية والاخلاقية والإنسانية بإصرار سادي لاتفسير له سوى الحقد الأسود الكامن في بنية هؤلاء الرجس الذين افترقوا كليا عن تاريخ شعب سورية العريق.
من حماه الأمس إلى درعا وبقية مدن سورية اليوم وجرائم النظام تتكرر بنفس الجلادين ونفس المنافقين والمضللين والخائبين ونفس العناوين البائسة, دمر هذا النظام الممانع مدينة حماه الخالدة وقتل عشرات الالوف وسجن عشرات أولوف وشرد عشرات أخرى في جرائم لامثيل وتحت نفس مسمياته الغوغائية التي لم تعد تنطل حتى على الأطفال , فالشعب ,, كله مندس وعميل ومرتبط بالخارج ومتطرف وإرهابي وقاعدي وفتنة وخائن ,, وتمثيليات مملة مقرفة يجترها النظام , وفقط هو الوطني يبرر بها نفس الجرائم ضد الشعب لكن مع اختلاف الزمان الذي تجمد النظام كليا في الجرائم والعنف والتخريب وحلم السلطة.
من حماه 1982 إلى درعا في صبيحة يوم 25 نيسان 2011 حيث دخلت دبابات التحرير ومدافعه وبلطجيته تدك الأبرياء في نية واضحة لهدم المدينة فوق سكانها على مبدأ الأرض المحروقة واهما أن القمع والقتل والهدم هم الحل , وكأنه لم يرالشعب ويسمع صوته ويقرأ جيدا ً إرادته الجديدة واستعداده على امتلاك حريته وكرامته !.
عار أبدي على القتلة المجرمين الذين يتمادوا في قتل الابرياء الأحرارفي كل المدن السورية , عار على هذه العصابة الهمجية التي تقتل وتعتقل وتفتك بالشعب السوري الحضاري العريق , عار على كل من لازال غطاء لجرائم سرايا الموت والرعب والجريمة التي تمارس إشباع غرائزها البهيمية بالأبرياء , عار على مايسمى ,, حزب بعث ,, وجبهة وطنية ترتكب كل هذه الجرائم باسمهم ووصايتهم , عار على كل من هو في جيش سورية الوطني أن يقبل بقتل شعبه ويذل كبرياء تاريخه , عار على كل صحفي وإعلامي شريف أن يصمت أو ينافق ويشارك في جرائم النظام وعصاباته البلطجية في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها سورية, عار على كل من لم ينضم إلى الآن إلى صف الشعب بكل وضوح وشجاعة , وأكثر من عار على الصامتين والمنافقين الضالين والمضللين الذين يشاركون النظام في فتاواهم الباطلة بتبرير جرائم النظام التي تجاوزت كل جرائم الديكتاتوريين ضد شعوبهم.
النظام أوغل بالجريمة التي هي بمستوى جرائم ضد الإنسانية ,وخيار النظام العاق واضح للجميع تشير كل قرائنه أنه ماض فيه إلى أبعد مدى دون قيد أو رقيب, والانتفاضة رغم كل هذا الكم الخطير من الجرائم والقتل والترويع ماضية في خيارها السلمي المدني الحضاري حتى الانتصار ولارجوع إلى زمن العبودية والذل والإهانة ولاخيار آخر .
لقد أغرى النظام صمت العالم كله عن جرائم حماه 1982 , لكن الزمن تغير والشعب السوري اليوم كله في المواجهة السلمية والعالم تغير والقوانين الخاصة بشرعة حقوق الإنسان يعرفها النظام وينتهكها ليل نهار بمنتهى الخسة والإهمال لكنه يفتح أبواب المحكمة بيديه والعدالة لابد لها في نهاية المطاف أن تنتصر وتحاسب القتلة والمجرمين اعداء الشعب والوطن والتاريخ والمستقبل والإنسانية في كل مكان.
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى الشباب - المندس - في سورية !.
- إلى من قال أن الشعب السوري سيبقى صامت !
- بشار أسد يغني على ليلاه ...
- مأساة حماه في شباطها التاسع والعشرين...جاء زمن العدالة
- سؤال برسم الإجابة ...مجرم برسم العقاب..
- القومية العربية بين فكر البعث وسلطته!.
- حوار صريح مع الدكتور نصر حسن - الجزء الثاني
- زيارة سعد رفيق الحريري إلى دمشق , إستتابة وتجديد دور أم اتقا ...
- الحوار المتمدن...تطور نوعي مستمر
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية (4 ...
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنيةو ( ...
- الديمقراطية مدخل تفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية (2 ...
- الديمقراطية وتفكيك الديكتاتورية وإحياء الدولة الوطنية .
- القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(3-3).
- القضية الوطنية السورية ...أزمة معارضة أم فوضى معارضة؟!(1-3)
- القضية الوطنية السورية...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!.2 – 3 ) ...
- القضية الوطنية السورية ...أزمة نظام أم فوضى معارضة ؟!(1-2)
- الإخوان السوريون والنظام ووحدة مزاج الممانعة!.
- أوباما ...أكثر من رئيس
- لماذا الحوار المتمدن؟!


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - رصاصة وحنجرة ..