أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!














المزيد.....

مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 02:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جاء شارل ازنافور إلى باريس وهو يحمل طورا جرمانيا قال عنه شارل ديغول :كنت أتمنى لو كان صوتك معنا في المقاومة لما فقدنا الكثير من الفرنسيين ..!
جاء عبد الزهرة مناتي نازلاً من جنوب الفقراء وتخوم سومر المكبلة بعقال الفقر وياشماغ الخجل وهو يحمل طورا محمداويا قال عنه عريف الفصيل في اللواء الرابع عشر مشاة مقره ( الناصرية ) ويساق إليه حصرياُ أهل الناصرية والعمارة والحي: ياعبد الزهرة مناتي صوتك يشق الجبل نصفين لو ترجمه البرزاني كما في بحتك العمارتلية لبطل ثورته ولا يموت جنودنا وبيشمركته ...!
كلا المطربين انشدا أسطوريتهما باتفاق مبدئي بينهما على أن لايعلنا شراكة الشوق للقطار إلا حين يقرر التأريخ كشف أوراقه .فغنى شارل ازنافور ( قطار باريس وزهرة الأقحوان ) وغنى عبد الزهرة مناتي ( نازل ياقطار الشوق ..نازل هاي ديرتنه ) وهو هنا يتحدث عن مدينة افتراضية للعشق والشجن وصدى محبيه من جنود سريته .لأن ديرته أصلا لايمر فيها قطار .
والقطار الذي يشق شوارع الذاكرة والرسائل المخبأة في ذكورة الجنود يبدأ من بغداد نزولا إلى البصرة مرورا ببابل وعفك وأوروك وأور وحتى رئة السياب المثقوبة من السل تحت افياء نخيل البصرة...!
في خيالي هذه الحكاية المفترضة : تقول المس جيرود بيل ( العميلة الاستخبارية ومديرة أول متحف وطني عراقي ) سألني السير بيرسي كوكس أول مندوب سامي لبريطانيا في حكومتها الوطنية بزمن الملك فيصل الأول :هل نقدر أن نوصل قطارا بين البصرة ودلهي ؟
قالت المس بيل : تأملت إصرار عينيه وقلت :هذا ممكن عندما نستعين بأساطير أهل سومر وبابل وبومباي .وجعل المنشدين لهذه الحضارات هم عمال المشروع فقط.....!
غنى عبد الزهرة مناتي بعفوية روحه وبساطة ثقافته وما يعتقد انه نبت من فطرة بدائية وبريئة ونتاج هوس ما يسكننا من إبداع ودمعة منذ أيام البكاء والحنين والغناء السومري وحتى مايكروفون إذاعة بغداد حيث لم يسمح لعبد الزهرة أن يدخل بصوته وخجله مبنى الإذاعة إلا بعد جهد جهيد وعندما صارت بحة حنجرة سلمان المنكوب ثقافة مطلوبة من اغلب مطوعي ومجندي القوات المسلحة العراقية وهو يطلق سيمفونيته الشهيرة :( أمرن بالمنازل ..منازلهم خليه ...أكولن وين أهلنه ..يكول اقطعوا بيه )..!
يلتقي مناتي بأزنافور في زاوية التأثير الحضاري للغناء في أحلام الشعوب .غير أن صوت عبد الزهرة مناتي الريفي ظل يمثل رؤيا الحلم الفقير والفطري والبرئ حد سذاجة التخيل مع هذه النسمة الصوتية بدلالها الغجري وهي تصنع متعة الإنسان في الانتماء إلى قريته وثمالة كأسه وأمنيات عشقه الضائع في نكد الحظ والفقر وجندية الجيش ليصير مناتي بعض راحة الشفاء والدواء وتمضية الوقت مع خيال تذكر الأحبة حين ننادي قطار الشوق ليقف وننزل نعاود ديارنا بعد منفى ونأي وغربة وبعاد.
شارل أزنافور هو صوت المدينة الرومانسي .صوت باريس والعذوبة الطافحة من جسد الورد الفرنسي المطعم بشهوة إباحية النظرة والثمالة والنعاس واللوفر ...
قالت عنه كاترين دينوف حسناء فرنسا القديمة :انه يشعرك بنشوة معطرة بإباحية الامتلاك لتتعرى تحت المطر وتسمع صوته وموسيقاه .
فيما عبد الزهرة المسكين لايمنح مثل هذه النشوة لربما صوته ممنوعا على إناث الريف ما دامت وجوههن مغطاة ببرقع الخجل .فيما هو مباح للذكور ليعربدوا ويتوثبوا ويعملوا فوضى خراب أرائك البارات عندما تصل النشوة مع صوت القطار النازل إلى جنوب الذكريات إلى الذروة وفائق الترنح بين السيكارة وبطل العرق ورسالة قادمة من الأهل إلى أعلى ربايا جبال اربيل ...!
الرجلان يتساويان بالفعل الحضاري بالرغم من اختلاف طريقة الغناء ولكنهما بفعل موحد يصنعان ذات البهجة ولكن الذائقة تختلف بين الثقافة الفرنسية والعراقية فأزنافور ارستقراطي ورومانسي والحان أغنياته تتناسق بهارمونية كلاسيكية تعد بالنسبة للفن الأوربي قمة الأداء والانسجام مع الصوت والموسيقى ليرتقي السامع مع لحظته الفاتنة .
عبد الزهرة مناتي صوته استعادة لمحنة الهم الشرقي والحاجة والعوز والتنفيس لما يصيبنا في هذه الحياة من حروب وحصار وقتل بواسطة لاصقة أو كاتم صوت أو سياط الزانزين وبراميل الاسيد ..!
لهذا تكمن انفلات أغنيته الغجرية ــ الريفية في كمان يتدفق إباحية مشحونة بالمطالب والأماني لنسيان الهموم .فيما الذي يسمع شارل ازنافور لايمتلئ هماً بل يمتلئ بهجة ونشوة ورغبة بمراقصة من معه........!
بين مناتي وازنافور مكان يجمعهما في الحقبة الزمنية الواحدة .الفرق أن مناتي يطويه النسيان وإهمال المؤسسات الفنية والثقافية لرواد الحلم الجميل ..فيما شارل ازنافور يقول له ساركوزي الرئيس الفرنسي :انك باقٍ بهامتك العالية ابد الدهر كما برج إيفل ......!

صحيفة الزمان الدولية / عدد يوم الاثنين 3881 في 25 ليريل 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يورانيوم أحمر الشفاه ... ( سلفادور دالي والدكتاتور )........ ...
- مهرجان المربد ونلسن الدنماركي………!
- عولمة الديك والسعال الأبوي وهوشي منه ..........!
- ( مرثية الحميدية وطارق بن زياد )
- أبي يحاكم اوباما
- الغرام الشهي بين الضحية والجلاد
- ناس ( وعبد الزهرة مناتي )…!
- قذافي وبلدية ويلستين ........!
- تفاصيل غرامية وفقهية وشيوعية ........!
- قناة العربية تشتمُ مدينة عراقية .......!
- أنوثة .ثورة .ذكورة .قذافي.....!
- السيناريو
- ماء العراق
- غرام الشوارع ..................!
- الولد وحيد لأهله ...قتلوه في البصرة ..!
- المفردات الأزلية للبطاقة التموينية..!
- نصوص منسوبة إلى أبي ذرٍ الغفاري .......!
- عشاق وتظاهرات وطغاة ....
- عام الحب في مدينة النجف .....!
- النوم في العراء ...ونصيحة من جيفارا.......!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مديح إلى عبد الزهرة مناتي وشارل ازنافور.....!