محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 23:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
[email protected]
قبل أيام ذكر السيد نوري المالكي أن تأخر حسم موضوع المراكز الأمنية لم يكن بسبب المماطلة، وإنما لغرض الوثوق من كفاءة المرشحين لهذه المناصب، أو شيء من هذا القبيل.
بلى يا سيادة رئيس الوزراء، هذا التأخير والمماطلة والترهل في انتخاب ثلاث شخصيات للمراكز الأمنية من بين عشرين مليونا من العراقيين، يقودنا إلى أفق مفتوح لا نهاية له من المساجلات والمماحكات والتواطؤات والتوازنات بين الحصص وتوزيعها، وحرصكم على توفرها والالتزام بها، هو ما يوفر للجهات المعارضة للعملية السياسية بيئة مناسبة للتحرك، ويمنحها حضورا لا واقعية له ولا قيمة؛ سوى ما تتيحه هذه المماطلة من تعكير للأجواء وزعزعة للثقة بكفاءتكم في معالجة الوضع العراقي العام، بكل مداخلاته، وتخطي العقبات، والحسم الناجز لكل ما يتطلبه أبناء العراق في مظاهراتهم التي هي موضع علمكم، فليس من المعقول أن تتوالى هذه الإحتجاجات على سياق الحياة السياسية، دونما حركة أو إصلاح يبشر بكون هذه الإحتجاجات قد سمعت، ومهدت لكم مجالا لمعالجتها، وقد لا يسركم أن وعودكم بالإصلاح، وهي مسألة هلامية، لم تفض إلى شيء. فلا يعرف المواطن ما سيأتيه من هذه الوعود، وما يتوجه إليه مستقبل البلد، باتت موضع شك في جدية الحفاظ على تطلعات الناس الذين تحصدهم الأزمات التي أنتم أعرف الناس بها.
نعم يا سيادة رئيس الوزراء؛ هذه المماطلة والتسويف والتأجيل في اختيار العناصر الأمنية، صرنا نعرفها ونعرف أنك تعرفها مثلنا، فلا داعي للتنصل منها، والتقليل من أهميتها، والركون إلى مزاج المستشارين غير العارفين وغير الأكفاء، وسياسة (الأقربون أولى بالمعروف)، وكان الأجدر إعادة قراءتها، وعدم الخوف من الإعتراف بها، وإيجاد الوسائل الضرورية لتجاوزها، لا نكران أثرها الذي بات واضحا لا تجدي معه الذرائع، والمطلوب الآن الإقتصاد في الوعود غير المضمونة، واختصار المسافة في المماطلات التي أضرت ولم تنفع.
فمتى نراك تعبر هذا المنزلق الذي نراوح فيه منذ وقت طال، وانضحت معالمه، وحل وعد الوفاء به، وهو ما زال يبدأ دائما من نقطة الصفر.
ألا تكفي كل هذه الإحتجاجات والتظاهرات والكتابات لتغيير دفة النظر إلى الواقع؟
نأمل أن تأتينا بقية المئة يوم، التي سبقتها مئات بلا نتيجة، بما يؤكد لكم ضرورة الحزم والرؤية الواقعية لواقع الوطن وحاجة مواطنيه، فالشك أورق، والقلق استفاق، وغاب الرضا عن ما يجري، وهي فرصة اختبار كفاءتكم، فإلى متى تماطلون؟
مع الإحترام الأكيد.
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟