|
ليست مخلوقات فضائية التي قتلت جوليانو وفيتوريو
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 18:46
المحور:
القضية الفلسطينية
ليست مخلوقات فضائية التي قتلت جوليانو وفيتوريو
للقتلة توجد هوية، وعنوان ومحرك
بقلم : د. يوسف الغازي
(ترجمة : نبيل عودة)
تابعت الكثير مما نشر، وبلغات عديدة، موضوع القتل البغيض لجوليانو مار خميس( 4 نيسان 2011) وقتل فتوريو أريجوني ( 15 نيسان 2011). جوليانو قتل في المدينة الفلسطينية المحتلة جنين، التي كرس لها، مثل والدته، آرنا مير خميس (1930-1995) قبله، أفضل مواهبه كانسان وفنان. فيتوريو قتل في مدينة غزة الموجودة تحت الحصار الخانق، حيث تقاسم مع أهلها عذابهم. ليس من المفروض ان جوليانو وفيتوريو عرفوا بعضهما او كانوا شركاء لنفس وجهات النظر والآراء السياسية، ولكن الواضح تماما انهما قتلا بسبب استعدادهما، وممارستهما العملية، بالذهاب حتى أقصى قدراتهما في انجاز هدف انساني يؤمنان بهץ تأثرت من ردة الفعل الفلسطينية بادانة الجريمة. - الكلام الذي قاله زكريا زبيدي، أحد ابطال فلم جوليانو "اولاد آرنا" وشريكه في المشروع الثقافي "مسرح الحرية" بعد قتل جوليانو في جنين، في التأبين الذي جرى في مسرح الحرية في جنين، حيث اعلن زبيدي بصوت قوي ان قاتل جوليانو هو فلسطيني مدعوم من قوى صاحبة قدرات كبيرة ، تقف ورائها منظمة فلسطينية قوية، او دولة غير معنية بتحرر الشعب الفلسطيني. وأكد ، ان الرصاصات التي اصابت جوليانو وجهت نحو النموذج الذي مثله بواسطة الأهداف السامية، التي عمل على تحقيقها باتجاه مخالف تماما لأهداق قاتليه الذين يعملون على تكريس الجهل والتخلف الظلامي، بهدف خلق طالبان جديد او حماس جديد . -في العريضة التي قدمتها مجموعة فنانين ومثقفين فلسطينيين لرئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حكومتها ، يدين الموقعين على العريضة القتل الذي وجه حسب رأيهم ضد جوليانو شخصيا وضد المثل الانسانية التي غرسها في خدمتة للشعب الفلسطيني. وطالبوا بحزم ان تكشف السلطة عن منفذي الجريمة ومرسليهم وتقديمهم للمحاكمة، وحذروا أيضا، من التهديدات الموجهة بعد عملية الاغتيال ضد مشروع المسرح الحرية، والتي تهدف الى وقف الارتقاء بقدسية الحياة والابداع كبديل للطغيان والظلام والقتل. - ونشرت ادارة "برنامج غزة للصحة النفسية" برئاسة الدكتور اياد السراج، بيانا يدين قتل فيتوريو اريجوني في غزة. واشارت الجمعية النفسية ان فيتوريو كان نشيطا في حركة التضامن الدولية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، عبر نشاطات مباشرة وغير عنيفة. وقيمت الجمعية بتقدير كبير نشاط المنظمات والأشخاص من الخارج الذين يقفون الى جانب الشعب الفلسطيني ويدافعون عن حقوق الانسان، وطالبت من حكومة حماس في قطاع غزة، ان تقوم بواجبها: 1- الكشف عن منفذي عملية الخطف والقتل ومحاكمتهم. 2 - الدفاع عن منظات المساعدة الدولية والمواطنين الأجانب الناشطين في غزة. المقال الذي نشر في الصحيفة اليومية "الأيام" الصادرة في رام الله في 19.4.2011 تحت عنوان " جول خميس وفيتوريو اريجوني .. شجاعة ونبل" الذي كتبه مهند عبد الحميد، وسجل في مقاله بعض ما جاء في لافتة رفعها أصدقاء فيتوريو اريوني في غزة ورام الله والتي كتب فيها، "أنا أحب فلسطين... أقتلني أيضاً". وأم فيتوريو وعدت بمواصلة درب ابنها إلى أن تتحرر فلسطين من الاحتلال. مايلاي ابنة جول قالت في كلمة تأبين والدها: لقد أوجد لي أبي إخوة في مخيم جنين لن أتخلى عنهم أبداً. ردود بليغة جسدت ثقافة الحرية وكانت أعظم رد على ثقافة الموت. الى جانب هذه المواقف ، كانت للأسف والاستهجان، مواقف من نوع آخر, بلغات مختلفة، بما فيها العبرية والعربية التي تثير الاشمئزاز. لماذا؟ رغم المعلومات الواضحة، والصدى حول هوية قتلة جوليانو وفيتوريو، الا انه لم تجر الاشارة بوضوح باسمهم الواضح ، من أصحاب المواقف، حول هوية القتلة ومرسلي القتلة ومحركاتهم الظلامية. المشترك لقاتلي جوليانو وفيتوريو ، ان مرسليهم ومحركاتهم هي اصولية دينية تعترض على الأهداف والقيم المتنورة التي تشط جوليانو وفيتوريو في اطارها. ان ادانة الاحتلال من أصحاب هذه المواقف او عدم التوضيح وتجاهل هوية القتلة ومرسليهم، وجرائمهم البشعة، تخدم الاحتلال بشكل خاص. ليس سرا ومجرد كلمات ان جوليانو رفض الاحتلال بقوة، وتضامن مع ضحاياه، ونشاطه الثقافي والانساني، حتى لو كان به دافع من الفوضوية، الا انه حافظ على دافع مسالم بالتأكيد. جوليانو كان على علم من هم المهددين لقتله، ولقتل الأهداف التي ينشط من أجلها ، أهداف المساواة بين البشر، بما في ذلك بين الرجال والنساء. كان نشاطه مرفوضا من عقلية قاتليه ومرسليهم . في تصريح له عام 2009 ومقابلة مصورة بثت بالتلفزيون، كان واضحا تماما ان جوليانو كان على علم بالتهديدات، وخطر مصادرها - ويمكن العودة للمصدر: تحدي جوليانو لمعارضي المسرح الحر في جنين- 2009 http://www.defeatist-diary.com/index.asp?p=articles_new10537&period=15/2/2011-19/4/2011 جوليانو مار خميس يتنبأ بقتله، تقرير: يوحنان فيحوطقا – قنال 10 / الأسبوع/ 8.4.2011. http://news.nana10.co.il/Article/?ArticleId=793763&sid=126 زكريا زبيدي والفنانين الفلسطينيين ومحرري جريدة الأيام ، واعضاء "المشروع لخدمات الصحة النفسية في غزة" والكثيرين من الفلسطينيين، الذين ادانوا قتل جوليانو وفيتوريو، هم متدينون مسلمون. الادانة واضحة، ادانتهم غير موجهة ضد الاسلام او المؤمنين، هي موجهة ضد الأصولية الدينية ، ضد كراهية الأجانب، والذين يستغلون اقوالهم ضد الاحتلال كحجة لجرائمهم. وهنا لا بد من اضافة، انه أيضا اذا كان الكثيرين من المستوطنين عنصريين ، سارقي اراضي للفلسطينيين ويقومون باعمال زعرنة ضد الفلسطينيين ، وهم متدينين اصوليين متطرفين ، من المهم ان نذكر انه في مواجهتهم وضد رؤيتهم ونشاطهم العنصري والعنيف، يقف بوضوح وبشجاعة وباخلاص ايضا يهود متدينين آخرين، يعارضون بالتصريحات والفعل العملي، الاحتلال وموبقاته ، وأذكر ضمن هذه المواقف:"موقف حراس القضاء - حاخامات من أجل حقوق الانسان" http://www.rhr.org.il; - حركة التضامن مع الشيخ جراح http://www.justjlm.org; حركة "عير عميم - للتهدئة والمساوة والمستقبل" http://www.ir-amim.org.il. الاحتلال هو اساس الخطيئة. ان فاجعة مأساة قتل جوليانو وفيتوريو تخدم الاحتلال بالأساس.
يوسف الغازي- صحفي؛ من سكان مدينة بات-يام, إسرائيل؛ نشيط من أجل حقوق الانسان وضد الاحتلال. [email protected]
نبيل عودة- [email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستقلال من الاحتلال - استقلال للشعبين!!
-
كتف سلاح لحراس الهمزة
-
السيدة المحترمة جميلة
-
عشرون عاما على تأسيس فرقة الناصرة للموسيقى العربية
-
في إسرائيل: لا يرون إلا الجانب الذي يعجبهم
-
-شآبيب- ديوان جيل السبعين للشاعر شفيق حبيب
-
تقرير غولدستون مستند دولي لن يلغى بمقال صحفي
-
العقول الظلامية لن تقلع الزهور التي زرعها جوليانو مير خميس
-
الزخم الثوري العربي أمام المهمة الأصعب
-
حديث صريح مع الشاعر الفلسطيني، ابن الناصرة، جمال قعوار* عن ا
...
-
معيار المصداقية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان
-
جريس دبيات يصلّي حتى ((تظلين أحلى))
-
ثلاثة قصص ليست قصيرة جدا ...
-
-رماديات- جريس دبيات تضيء شعراً
-
رجل أعمال محترم!!
-
حول قرار الإضراب يوم الأرض
-
جريس عواد بين هندسة الأرقام والمساحات وهندسة الثقافة والأفكا
...
-
انتهى عصر الجماهير الغفورة!!
-
الحمار يستعيد مجده...
-
السلاح الحاسم الذي نطمح إليه.
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|