أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الشهرباني - محاولة للفهم















المزيد.....


محاولة للفهم


مهند الشهرباني

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 08:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاولة للفهم
مهند الشهرباني
كالعادة فإننا نبدأ دوماً أحاديثنا في الأمور الحساسة بمحاولة تنبيه الآخرين بعدم الفهم الخاطئ وتحميل كلامنا ما لا يحتمل.فنحن دائما نخاف (ونحن كلمة مطاطة تحمل بين قوسيها كل من يخالف الآخرين الرأي) من اتهامنا بالخروج عن الملة والجماعة والكفر وممالأة الأعداء والضلوع في مؤامرات ضد هذا الطرف او ذاك وتمرير الخطة الصليبية والخطة الصهيونية والخطة البوذية وهكذا..! ولكننا مع هذا لا نخاف إتهامنا بالليبرالية فإنها تهمة نعتز بها لأنها بعرفنا ترفعنا من مرتبة العبيد إلى مرتبة السادة على حياتنا وأفكارنا وخياراتنا..وإذا كانت عبارة (الدين لله والوطن للجميع) مصبوغة باللون الأحمر فإن عبارة فصل الدين عن الدولة نتمناها مصبوغة بكل ألوان قوس قزح. لكن البعض يحاول الاصطياد بالماء العكر ومحاولة وضع العصا في عجلة التطور الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية في ظل عمائم التحديث ومن هؤلاء البعض نذكر الدكتورة ابتهال الخطيب التي أكاد اجزم بأن شهادتها قد أُخذت بعد مباركة اليهود لرسالتها الموسومة (تأثير دجاجة الإسلام وبيضة المذاهب على واقع اليهود النووي) وهي رسالة تحمل في دلالة اسمها ما تحمل من استهزاء بمشاعرنا المرهفة،فإذا جردناها من لقبها الأكاديمي فإننا نخاطبها بلغة أخرى ونقول لها..أسألك أيتها السيدة إذا ما كنت قد فكرت ولو قليلا بما تأتين به من خروج على الفطرة وعلم الإجتماع وما تحاوليه من طمس لتاريخ مشبع بالقيم النبيلة والأصيلة منذ أن خلق الله هذا الخلق وفطرهُ على دين سيأتي بعد قرون من خلقه؟!وإني أسألك أيتها السيدة بأن تقلبي عقلك في نتائج ما تأتين به،فإذا سلمنا جدلاً بأن الدول العربية والإسلامية سيصيبها الجنون وتأخذ برأيك فمن أين نأتي بالسلام الذي نعيش فيه؟وكيف سنحافظ على الأخوّة التي تجمع بين مذاهب الإسلام الستة مليون وأربعمائة وخمسة وثلاثون ألف مذهب؟وكيف بالله عليك تريدين ان تحرمين الرجل المسلم من الزواج بأربعة وتحرمينه من التمتع بما ملكت أيمانه؟وكيف أيتها الجاحدة تجرئين على سحب البساط من تحت إقدام خريجي الكتاتيب في سيطرتهم على عقول العامة التي لا تفقه من أمور دينها ودنياها شيئا؟ كيف يمكنك التفكير في أن تحرمينا من متعة مشاهدة البرلمانات العربية وهي تتزين بالنسوة السياسيات اللواتي لا يعرف عنهن إنهن إناث سوى من هوية الأحوال المدنية؟ هل تدركين مدى جمال السياسة وهي مبرقعة من الرأس حتى القدم بالسواد مع نظارة سوداء وقفازات سود وصوت يقارب الهمس احتراما لقدسية الصوت الذي يعتبره البعض عورة (وانا اتذكر هنا النائبة العراقية التي وضعت صورة زوجها على بطاقة الدعاية الانتخابية وربما حضر زوجها نيابة عنها الى جلسات البرلمان ..وما المانع أليس هو اجتماع نيابي؟).كيف تطالبين بمنع إقامة الحدود وقطع يد السارق الفقير وفقأ عين الزاني بالنظر؟
إن الدين أيتها الذكية هو ضماننا الوحيد في مجتمعك ألذكوري لأنه الوحيد الذي يعرف بان المرأة ناقصة عقل ودين وان شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل في المحاكم وان مجتمعنا أيتها الفاضلة هو الذي يضمن لصاحب العمامة بان يقود أصحاب الشهادات العليا وان المرجعيات والهيئات الدينية هي التي حافظت على أرواح الناس والدليل هو عدم حدوث المذابح والتفجيرات في العراق وأفغانستان وإيران وهو الذي منع انتهاك الحريات في السعودية والإمارات والبحرين وكل الدول المنضوية تحت راية الإسلام السياسي.
انظري كيف إن الأنظمة الإسلامية هي التي حفظت الشعوب في إيران من المخدرات والزنا وما موجود هناك هو نتيجة التدخل اليهودي والسنة وهي التي حمت السعودية من الاعتداءات الجنسية في المدارس والأقسام الداخلية وما موجود هناك هو نتيجة التدخل اليهودي والشيعي وهي التي حمت العراق من المذابح والمفخخات والقتل المجاني وما موجود هنا هو نتيجة التدخل اليهودي والسني والشيعي!.
أما مطالبتك بحقوق الإنسان فإن الحقوق محفوظة ما دمت ساكتة عن هيبة السلطان والملك الذي هو ظل الله على الأرض ثم ما شأنك أنت إذا اقتتل طرفان اختلفا في نقض ظل الكلب للوضوء ؟؟ ولماذا تتدخلين إذا ضرب رجل امرأته ليؤدبها عقوبة على سماع صوتها من قِبل رجل أجنبي؟ وماذا يهمك اذا أُدينت امرأة قتلت زوجها وهو متلبس بالخيانة في فراشها وبُرأ الرجل الذي يقتل زوجته لأنه وجد في هاتفها المحمول صورة فنان؟ لماذا تحشرين نفسك بفتاوى أهل العلم الذين يحرمون الحفلات والستلايت والموبايل والانترنت وهي كلها رجس من عمل الشيطان ومؤامرة دنيئة ضد الأديان السماوية مع الانتباه ان لا أديان سماوية بل هو دين سماوي واحد وهذا رأي كل الأديان بغيره من الأديان اتقي الله أيتها السيدة واستهدي بالشيوخ ورجال الدين الذين لا يكنزون الذهب والفضة ولا يركبون السيارات المصنوعة في بلاد الإفرنج (والسيارات المصنوعة في إيران طبعا) والذين لا يضعون الشياطين في بيوتهم التي تصل إذنابها إلى السماء والذين لا يقتنون الساعات اليهودية ولا برادات الماء المسيحية ولا يلبسون الأحذية الايطالية وانظري إلى وجوههم السمحاء وجباههم الوضاءة (بعضهم يمتلك جبهة وضاءة باللون البنفسجي) تأملي سراويلهم القصيرة من الأسفل ولحاهم الطويلة من الأعلى وتعلمي فن التنسيق (تذكري إن التطرف الليبرالي لا يحمل سلاحا ولكن التطرف الإسلامي يعطينا الحق بحمل فأس وتهشيم رأسك بإسم الله والله اكبر وليخسأ الخاسئون).
تأملي ردود المؤمنين والغيورين على الدين في مواقع الانترنت والفضائيات..إنهم لا يستعملون أبدا كلمات الشتائم ولا يسبون أعراض الناس مهما اختلفوا لأن الرسول قد قال (اختلاف أمتي نعمة) وهم يطبقون كلام الرسول بالحرف وحتى في حركات الإعراب .
اقبعي في بيتك وراقبي سياسة الأمة وهي تمشي في رحاب العمائم السوداء والبيضاء والخضراء والجبب وعصائب الرأس وتفكري في ولاية الفقيه ووصايا أولي الأمر واسكتي.
يقينا يا سيدتي انهم يتمنون أن يسجنوك في وادٍ غير ذي زرع ليطلعوك على معجزات أيمان الآخرين بما يؤمنون به (بالقوة) ويقينا بأنهم سيتهمونني بكل ما في قاموسهم المقدس من اتهامات وسيعلنون الجهاد على العبد الفقير الذي هو انا.
مشكلتنا هي في اصطدامنا بمن يعتقدون اننا نحاول إلغاء الدين كمبلور لشخصية الإنسان وهذا خطأ فنحن نحاول فقط ان لا نجعله سلطة كي لا يسعى اليه من يحاول التسلط على رقاب الناس بسلطة الله بل ان نجعله طريقة روحية للاتصال بالله وان نضعه كوازع أخلاقي ومنظم لشؤون الأرواح وطريقا للحرية عبر فهمنا الصحيح لإنسانيتنا لا إلى إلغاء الانسان كفكر ومعاملته معاملة المخلوق الناقص المحتاج دوما لأولي الأمر.صحيح اننا لن نهتم بحجاب المرأة ولكننا بالتأكيد نهتم لإنسانيتها واحترامها لجسدها ولكن ان نطلب منها التحجب كي لا تكون مصدر شهوة للرجل فهذا مرفوض .
في النهاية أنا حائر بين أن أضع اسمي فأوصم باني طالب شهرة أو أن أخفيه فاتهم بالجبن ... فما الحل ؟ ربما سأفضل الاتهام الأول لأن الاتهام الثاني يذكرني بلثام من يذبحون الناس على شاشات الفضائيات.
ملاحظة... لقد هُددت وهُجرت من قبل فلا داعي للتهديد مرة أخرى.



#مهند_الشهرباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة تبييض الوجوه
- هل نحتاج الى ثورة تصحيح ؟
- الحمار.. قصة قصيرة
- يا أدباء العراق إن لكم في انتفاضة تونس أسوة حسنة فماذا تنتظر ...


المزيد.....




- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...
- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الشهرباني - محاولة للفهم