أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر















المزيد.....

المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل انهيار الإتحاد السوفيتي و بعده بفترة وجيزة حصل مد امبريالي لم يسبق له مثيل من قبل في العالم .فقد نشرت مؤسسات الغرب ، الدعائية و الإعلامية و الثقافية والاقتصادية . وصفة جاهزة لحل مشاكل الفقر و الجوع و التخلف و غياب الديمقراطية. توصي هذه الوصفة بنشر اقتصاد السوق في كل أنحاء العالم بوصفه الحل السحري لكل مشاكل البشرية، من فقر و جوع و بطالة. و هذه الوصفة مبسطة للغاية و مضمونها :
- إذا أردتم أن تأكلوا و تشربوا و تستهلكوا مثل الإنسان الغربي فما عليكم إلا أن تفتحوا أسواقكم و أن تتخلى حكوماتكم عن خدماتها الاجتماعية من نوع الطبابة و التعليم المجانيين و حماية الصناعة الوطنية . و عليها أن تسمح لرأس المال بالدخول و الخروج عندها ستأكلون الملبن ، كما يقول إخواننا في مصر . لأن اقتصاد السوق إله قادر على شفاء الأبرص و المشلول و إحياء الميت .
و صدق أبناء أوربا الشرقية المساكين بهبل هذه الوصفة فكانت النتيجة أن انتقلوا من حكم الدولة التوليتارية إلى حكم الدولة المافيوية . و في الطريق من الدولة التوليتارية إلى الدولة المافيوية فقدوا كل مظاهر السيادة الوطنية و هدموا كل ما بنوه منذ عقود . فباعوا معاملهم و نزعوا أسلحة جيوشهم و انهار نظامهم التعليمي و الطبي و فتحوا أراضيهم كقواعد لحلف شمال الأطلسي و الولايات المتحدة .
ثم جاء الدور على جنوب شرق آسيا ، التي كان البنك الدولي إلى ما قبل أزمتها يتغنى بلون عيونها الرأسمالي و بنظامها الاقتصادي الحر ، و يصفها بالمعجزة الاقتصادية و عمم على العالم مصطلح النمور الآسيوية . لكن بليلة واحدة استطاع رجل واحد اسمه جورج سوروس أن يخلع أنياب هذه النمور ثم ينفخ عليها نفخة واحدة فتسقط ، فإذ بالنمور نموراً من ورق في مشهد تتداخل به الكوميديا بالتراجيديا . و لم ينس البنك الدولي أن يتدخل بسرعة ليقرّع هذه الدول على فساد أنظمتها السياسية التي خربت اقتصاد السوق ، و على نظامها الاجتماعي المتماسك الذي لا يمنحها مساحة كافية للحركة ، و هو الذي كان يعتبر هذا الأمر من ميزات هذه الدول التفاضلية (إن لم تستح افعل ما شئت ) ..........!!
لقد بان للعيان أن كل هذا الازدهار الاقتصادي ما هو إلا فقاعة صابون و قد حان وقت نهايتها. ثم جاء إفلاس المكسيك و كادت أن تموت لولا المصل المغذي الذي جاءها على عجل من جارتها الشمالية أمريكا خوفاً من تدفق ملايين المكسيكيين كمهاجرين إلى الشمال . أما الأرجنتين فقد تركت لمصيرها لتنهار إذ لا حدود بينها و بين الولايات المتحدة و بالتالي فلا خطر من تدفق للمهاجرين .................
كان على سدنة و عبدة اقتصاد السوق أن يعلنوا تدمير هذا الصنم الذي لا يستحق أن يعبد . لكن بدل أن يدمروا هذا الوثن ، كما فعل الأعرابي عندما نام بجانب و ثنه في البادية و عندما استفاق شاهد ثعلباً يبول عليه فرماه على الفور . بدل ذلك خلع كهنة معابد اقتصاد السوق أقنعتهم الزاهية و غسلوا الأصبغة و المكياج فبان قبح وجوههم الحقيقية و أعلنوها صراحة نظرية أسموها (( نظرية المليار الذهبي )) . استعادوا بها التاريخي الإبادي الإجرامي دفعة واحدة منذ إبادة المسلمين في الأندلس و الهنود الحمر في أمريكا و الزنوج في أفريقيا و المسلمين في شرق آسيا ، وصولاً إلى نازية هتلر التي صنفت البشر إلى أعراق منحطة و أخرى متفوقة ، حتى الليبرالية الجديدة لمارغريت تاتشر و رونالد ريغان التي استفادت من منجزات العلم فقالت إن الفقراء فقراء لأن مورثاتهم منحطة و إن أبناء العالم الثالث يملكون مورثات لا تتيح لهم الدخول في الحضارة لقد حكمت عليهم الطبيعة ان يبقوا بدائيين فقراء على هامش دورة الاستهلاك و الإنتاج .
ماذا تقول نظرية المليار الذهبي التي يتبناها المحافظون الجدد اليوم
- ببساطة شديدة تقول هذه النظرية إن عدد سكان الأرض هو ست مليارات و موارد الأرض الطبيعية لا تستطيع تلبية احتياجات هذه المليارات . لأنهم لو أرادوا أن يعيشوا أو يستهلكوا بطريقة الإنسان الأمريكي لكنا بحاجة إلى موارد ستة كواكب أخرى . و الحل الذي ارتأته هذه النظرية هو أن هناك مليار واحد من البشر فقط يحق له أن يعيش و يستهلك و ينتج . أما الباقي فلا مكان لهم في دورة الحياة على الأرض . و بالطبع فإن هذا المليار هم سكان الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا و اليابان و بعض النخب المحظوظة أو العميلة في العالم الثالث .
لكن ما هو مصير المليارات الباقية من البشر ؟
يقول ليندون لا روش مرشح الرئاسة الأمريكي المنسحب في أحدث خطاباته 6 تشرين أول :
((في هذه اللحظة بالذات، يبدو من الواضح أنه لو أعيد انتخاب بوش، فلن تكون هناك حضارة...))
و يتابع :
((.... إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيا كمستعمرات، بل إزالة جميع المعوقات التي تقف في طريق النهب الحر للكوكب ككل. إن نيتهم هي ليست فتح أراضي جديدة، بل تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر إلى أقل من مليار............ فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين، بل إزالة أمم قومية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمار))
(( ... منذ سنين طويلة إلى فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم الغنية بالثروات الطبيعية إلى مناطق غير مأهولة، وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون . وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي2000(NSM 200)، ومن أهم افتراضاتها وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائهاالغربيين، لأن تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب إما عن طريق التطورالتكنولوجي هناك أو بسبب الحاجة إلى إعالة الأعداد المتزايدة من السكان. وتفترض تلك الدراسة أن هذا الأمر يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي وحليفاتها من الدول الصناعية التي تعتمد في بقائها وتطورها مستقبلا على تلك الموارد المعدنية في تلك البلدان من العالمالثالث. وذكرت تلك المذكرة مجموعة من البلدان الأفريقية والآسيوية من بينها مصر التي أوصت بتحديد النسل فيها.))
منذ تقرير كيسنجر و حتى اليوم مرت تحت الجسر مياه كثيرة ، كما يقول المثل ، فلم تعد تلك الحلول الناعمة من نمط تحديد النسل تجدي نفعاً أمام عالم ثالث يزداد عددا و عدة و تمردا كل يوم . إذاً لا بد للقتلة أن يسفروا عن وجوههم و يباشروا مهماتهم بأسلحتهم . فأعلنوها حرب إبادة في فلسطين و العراق و من ثم سينتقلون إلى تصفية خمسة مليارات من البشر كي يتسنى للمليار الذهبي العيش برخاء و ان يستمتع بموارد الأرض وحده .
نحن لا نبالغ أبداً عندما نقول أن البشرية أمام خيار الفناء أو المقاومة . و إن ما يجري في فلسطين و العراق ليس مجرد انحرافات يمارسها شاذ مهووس بالقتل و التدمير ، كما يحلو للبعض أن يصور شارون ، أو مجرد أخطاء ارتكبها و يرتكبها الجيش الأمريكي في العراق كما يتعلل البعض . و بالتالي ما إن يتم الإطاحة بشارون و تصحيح أخطاء الجيش الأمريكي حتى تعود الأمور إلى مجاريها . بل إن ما يجري هو تنفيذ دقيق لسياسة إبادة رسمية و معلنة و باتت تمارس من غير تزويق أو أقنعة . و لا حل سوى بالمقاومة الشاملة لأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة السلاح فهو لم يحضر بطائرات الشبح و صواريخ توم كروز و دبابات الأبراهمز كي يحاور و يناقش . ........!!
و إن كل كلام عن الحوار هو من باب إعطاء فرصة للعدو ليمكن نفسه على الأرض ليتمكن من ذبحنا بسهولة أكبر فيما بعد .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوزي القاوقجي
- نحن و الغرب
- لعبة المرايا و شباك العنكبوت بين المقاومة و الغرب
- سرقة الكلمات من معانيها : الديمقراطية و التحرير نموذجاً
- المركب الروسي الغارق
- الواقعة الغريبة التي حدثت يوم تكريم الدكتور ماجد
- وجوه تحتضر
- بين نورما خوري و أحمد الجلبي
- الأمريكاني المفلس و الدفاتر السعودية العتيقة
- عن مصر و الألم يعتصر قلوبنا : حكاية الأسد و مروضيه
- أسرى سايكس بيكو
- القط ذو الرأس الكبير في المصيدة
- الديمقراطية على الطريقة الفنزويلية
- أزمة المسرح العربي 3من 3 العلبة الإيطالية : من مارون نقاش إل ...
- أزمة المسرح العربي 2من 3
- أزمة المسرح العربي 1من 3
- القلق الذي يحيط بنا
- غرينكا دخلت التاريخ و مغر الديب تنتظر
- صور تصنع التاريخ و أوهام تصنع الصور
- العملاء هم الأسرع اشتعالاً


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر