أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -














المزيد.....

ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -


زكريا حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 12:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في شرق المتوسط حيث حكم البعث وعانى الشعب السوري من حقبةٍ سوداء أثرت في كل مناحي الحياة حيث لا وجود للسياساتٍ تطويرية صائبة ولا لتداول السلطة ولا للمجتمع المدني والمنظمات الحقوقية ولا للمنظمات والجمعيات إلّا على مقاس البعث ، تعرّض الشعب السوري لغبن رافقته حالات أصطناع صراعاتٍ ساهمت بشكلٍ كبير في سيطرة العقلية البعثية على كافة جوانب الحياة ، وتمت إدارة البلاد عبر الأجهزة الأمنية الغارقة في الإجرام وعبر حصر الثروة الأقتصادية الكبيرة ضمن حاشية الأسرة الحاكمة ، وكان الحاكم الفعلي لسوريا هو قمع كل صوتٍ معارض إمّا عن طريق الحبس أو الاغتيال الجسدي او التهجير .
لقد سعى النظام السوري إلى نهب ثروات الشعب بإسم العداء الخارجي والمؤامرات التي تتعرض لها سوريا ، وحرم الشعب أوبعضاً من فئاته من أبسط الحقوق المتعلقة بتفاصيل الحياة اليومية ، وأتبع سياسات داخلية صارمة معتبراً الشعب عدواً مبطناً فسعى إلى تقويض أسسه وتسوير الثقافة السورية بحواجز أسمنتية عصية على الزوال ، ومنذ ما يقارب الخمسة عقود وهو يسلط أجهزته الأمنية - تحت غطاء القوانين الأستثنائية - على رقاب المواطنين العزّل .
في المقاربة بين كلٍ من المؤامرة الكبرى التي بدأت في العام 1963 والتي يعاني من ويلاتها شعبٌ كاملٌ ، المؤامرة التي أحدثت عقماً على مستوى الشارع السوري والتي أفضت إلى تهميش الشعب وإبعاده عن ممارسة دوره الريادي المعهود وإلى إطلاق يد الأجهزة الأمنية ومصادرة الحريات العامة وحتى إلى زعزة ثقة الشعب السوري بقدرته على تأمين حياة حرة تلك المؤامرة التي أنطلت كذبتها على الشعب وسببت له متاعب جمة أبسطها مشاهدة نشرة الأنباء الجوية غير نشرة البعث ، وأمّا المؤامرة الصغرى التي تدّعيها السلطات السورية بعد أن طل ربيع الثورات فهي إدعاء النظام البعثي بأن الشعب يتآمر ضد مصلحة الوطن بمجرد أكتشافه الحقيقة ونهوضه من الكابوس الإجباري منذ 8 / آذار 1963، الآن وبعد أن بدت ملامح الخلاص بوضوح فإن السلطة البعثية تحاول تغيير مسارها عبر زرع الشقاق الطائفي والإثني والذي زرعته هي بنفسها – لأنها لم تكن موجودة في الأصل – عبر قمع بعضها وحرمان بعضها من أهم الحقوق الأساسية ، وأيضاً حاولت تغيير مسار الثورة عن طريق الأدعاء بسلفية الثورة وبعض الطرق الأخرى مثل التبعية للخارج والتفريق بين المتظاهرين بإدعاء أن المطالب تتراوح بين مطالب بالتغيير ومطالب بالإصلاح لتصنف من يطالب بالإصلاح بأبشع الصفات مع أنهم أبناء سوريا وهم محقون في مطالبهم لأنهم يأسوا من قدرة البعث على الإصلاح ولتصنف من يطالب بالإصلاح بأنهم وطنيون وبأن مطالبه محقة وسيتم تلبيتها وبالأصل فإن حزب البعث كان سيقوم بتنفيذها لولا بعض العقبات والمزيد من اللجان العقيمة
إن ما تم هو إلغاء حالة الطوارئ والقانون المنظم له بقوة الواقع وبقوة الفعل التاريخي من قبل الشعب السوري ولم تعد محاولات النظام تنفع بإعادة صناعة باب حديدي كبير آخر تحتجز خلفه الشعب ولا باللحاق بركب الشارع الذي لن يتوقف ما لم يحقق كل مطاليب الثورة السلمية ، وما تم خطوة في الاتجاه الصحيح والذي هو الشعب يريد إسقاط المتآمرين .
لكن بين المؤامرتين الكبرى التي قام بها النظام و الصغرى التي يقوم بها النظام ، هل ما زال التوصل إلى حلٍ ممكنٍ شيئاً مقبولاً ؟
أعتقد أن قيام الثورة في بعض البلدان الأخرى علمتنا كلنا دروساً جديدة ، وأعتقد أيضاً أنها علمت الأنظمة دروساً معينة تستطيع من خلالها على الأقل تأخير نجاح الثورة وهو بالفعل ما تقوم به السلطات السورية عبر أجهزتها الأمنية ، ولكن الشيء الأكيد أن الثورة لا بد وأن تنجح وتحقق أهدافها .
إن تجنب تبعات المرحلة الحالية التي تمر بها سوريا صعبة جداً ، وستتحقق عبر السعي نحو تجنيب الشعب السوري من الدماء البريئة ، الدماء التي تتحمل السلطة السورية وحدها مسؤوليتها ، والتي تستطيع السلطة وحدها وقفها عبر السماح بالتظاهر السلمي والتعبير عن آمال الشعب المتلخصة برفض الدستور جملة وتفصيلا وبرحيل البعث والنظام الذي أفرزه وبرحيل بشار الأسد الذي لم يعد قادراً بحكم أستباق الثورة لخطواته إلّا على الرحيل عن سوريا .



#زكريا_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا – شعب أم شعوب
- يجب إعادة النموذج العراقي منقّحاً - قانون أجتثاث الشمولية


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زكريا حسن - ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -