أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد بسمار - الجمعة العظيمة (الحزينة).. وقناصة الشر














المزيد.....

الجمعة العظيمة (الحزينة).. وقناصة الشر


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 00:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجمعة العظيمة..الجمعة العظيمة, يوم صلب المسيح واستشهاده في سبيل ما يبشر ويؤمن, كانت عند المسيحيين, هذا الشعب المشرقي, الذي كان يشكل سكانه, بعد دخول الإسلام إلى المنطقة, أكثر من نصف الذين يعيشون على هذه الأرض المعطاءة الطيبة , والذي لا يتجاوز عدده اليوم ما بين 8 و10%. حسب الإحصائيات المتفائلة, ودون هذا الرقم بقليل, إذا لجأنا إلى إحصائيات رياضية علمية صحيحة...وليس في مجال مقالي اليوم إحصائيات الأقليات العرقية والمذهبية...
موضوعي الجمعة العظيمة في سوريا اليوم والتي اتخذتها المعارضة السورية كشعار لمسيراتها وتجمعاتها ومظاهراتها ومطالبها هذا اليوم بالذات, والذي تلوث ـ مع مزيد الأسى والأسف والألم ـ بكثير من الدماء, من جميع الأطراف, خلافا لشعارات التسامح المسيحية الذي حملت المعارضة اسمها...
هذه الدماء التي تسيل, وهذا العنف بلا حدود والمليء بالأحقاد المكبوتة الذي يتفجر بالشارع السوري ويقوده إلى طريق اللارجعة.. خطيئة عظمى رهيبة لا تغتفر. كأنما من يطلق أول رصاصة يعرف أنـه سيفجر هذه الأحقاد بين الأطراف المختلفة, ويصر على ديمومتها وعلى عدم التقاء أطرافها إلى الأبد. من يطلق أول رصاصة على الجمهور المتظاهر, والقناص الذي يسدد رصاصته الصامتة باتجاه رجال الأمن, يعرف أن الهيجان الطائفي سوف يغلي ويغلي متحولا إلى حرب أهلية, سوف تدوم وتدوم كأيام الحرب الأهلية اللبنانية, أو التفجيرات الطائفية في العراق.
من هم الذين يخططون لهذا الحقد وهذه الفتن التي سوف تفجر الوحدة الوطنية ومشروعية المطالب بالحرية والكرامة وبناء ديمقراطية حقيقية مسالمة في هذا البلد. من المستفيد من تمزيق هذا البلد إلى فئات طائفية. من يريد هدم هذا البلد. من يريد تفتيته وتحويله إلى باندوستانات عرقية طائفية إثنية, لا قيمة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية لها ولا أي وزن أو مستقبل حضاري...

هذه ليست ســوريــإنــا الحبيبة. سوريا الغالية. سوريا المناضلة. سوريا المتآلفة المتحدة التي عرفتها. لا أقبل أن يسيل منها دم إنسان واحد مهما كان, حتى من عذبوني منهم, أيام شبابي وخنقوا زهرة إبداعي وأحلامي وآمالي, واضطروني إلى الهجرة الأبدية.
أريد أن يتحد شعب هذا البلد. أريد لـه السلام. أريد له الديمقراطية. أريد له الحرية…
إسمع شعبك يا بـشـار...أسمع شعبك ولا تسمع مستشاريك الذين أبعدوك عنه بالتأليه والكذب والدجل. إسمع شعبك وكفا قتلى وجرحى ومعتقلين. إلى أين تريد قيادة هذا البلد؟ إلى حرب أهلية شاملة؟.. إلى حرب طائفية؟؟ إسمع الشعب الحقيقي ماذا يريد. إن تفاديت مجزرة أهلية وقدت هذا الشعب الذي أحبك وهتف لك بالروح بالدم نفديك يا بشار؟...حتى هذه الساعة أكثر من 400 قتيل في المدن السورية المختلفة, وآلاف الجرحى, وآلاف المعتقلين!!!
هذه لم تعد انتفاضة يا سيادة الرئيس..ولا فشة خلق.. إنــهــا ثــورة!!!...
آمـل أن تسمع شعبك هذا المساء, في هذه الجمعة العظيمة. وكم آمل أن تأخذ حكمة ودرسا من هذا البطل المشرقي, الذي استشهد في سبيل مبادئه وسامح حتى قاتليه.. الــمــســيــح. لننشر فكرة اللقاء والتسامح من جديد, رغم سخونة البركان ورغم الأحداث الأليمة التي أحزنت بلدنا خلال الأسابيع الماضية. حدث شعبك مباشرة وادعه إلى مصالحة عامة واستماع..حدثهم مباشرة ولديك كل الامكانيات. ولا تحدثهم من هذا المجلس الكراكوزي الذي لم يصور لك سوى الكذب والتأليه والدجل.. افتح قلبك للشعب بعد كل هذه السنين العجاف وهذا الضيق واختناق كل حرياته العامة.. فيصبح هذا الشعب درعك الواقي ضد أيـة مؤامرة داخلية أو خارجية.. إن كانت هناك ـ حقا ـ مؤامرة داخلية أو خارجية... وإن تابعت استماع مستشاريك ومخابراتك. أنت تعرف أن العنف يستقطب العنف والجواب بالعنف. واليوم لا يمكن أن تجبر هذا الشعب على ديمومة الصمت والصبر والانبطاح. لأن العالم كله يتفرج ويشاهد ويشهد. لأن العالم كله أصبح قرية الأنترنيت الكبرى. ولا يمكن لهذا التآخي العالمي الشاهد المشاهد أن يتحمل صامتا استمرار القتل والقمع والتهويل...
آمـل لهذا البلد الصامد, بعد هذه المآسي التي هيمنت عليه, وفجرت فيه الغرائز والعنف, كما أظهرت صموده وتشوقه للحريات العامة التي حرم منها سنينا مريرة طويلة, أن يكتشف طريق المصالحة بين أطرافه, وأن يتخلص من كل تحريض للعنف, من أيــة جــهــة كانت, وأن تتلاقى العقول الهادئة المفكرة, حتى نتجنب الحرب الأهلية والتسونامي الطائفي.. حيث لا سلام منتظر, ولا مطالب يمكن تحقيقها.. ولن يتبق سوى الخراب وجراح الخراب...
أحبك يا بلدي.. أحبك يا شعبي.. رغم الذكريات والمسافات التي فرقتنا.. أتابعك من آفاق مختلفة.. وآمل أن أسمع عنك غدا أغنية جميلة وخبرا هادئا, بدلا من أصوات الرصاص ونحيب الأرامل.. فيطمئن قلبي المتعب...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد..تصريح..توضيح.. وأمل
- إدانة.. وأمل...
- رسالة شخصية إلى الشيخ القرضاوي
- رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد
- المشعوذون.. القذافي.. والناتو...
- مسطرة من (الجب) الذي أخشاه!...
- رسالة قصيرة إلى أصدقائي.. وغيرهم
- لا أريد الاختيار بين الدب والجب
- آخر رسالة إلى نساء ورجال الإعلام السوري
- خواطر سورية
- عودة إلى التلفزيون السوري
- وعن التلفزيون السوري اليوم
- سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك
- يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي
- يحيا الشعب
- حلم إفلاطوني معقول..هديتي للشباب
- محاكمة الأنتليجنسيا العربية...
- كرت أصفر.. يا حوار!!!


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد بسمار - الجمعة العظيمة (الحزينة).. وقناصة الشر