|
-المؤمنون - الجدد والتكفيريون الجد ..؟؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 15:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
........ فجأة وبدون سابق إنذار خشعت قلوب أركان الأنظمة العربية السابقة من الطغاة والفاسدين والناهبين لثروات وخيرات البلد إلى الإيمان،وأصبحوا في معتقلاتهم ومنافيهم يترددون على الجوامع والصلاة ويطلبون الصفح والغفران،وربما يصبحون أئمة ومفتين،والعيب هنا ليس في هؤلاء رغم أن عوراتهم مكشوفة ولن يسترها لا صلاة ولا صوم،إنما في الأئمة ورجال الدين الذين يقبلون لمثل هؤلاء أن يصطفوا خلفهم للصلاة،كما هو حال أركان النظام المصري السابق من أبناء مبارك وحبيب العادلي واحمد عز وصفوت الشريف وغيرهم،وأيضاً الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين،والأدهى من ذلك أن زوجته ليلى الطرابلسي والتي كانت مسؤولة عن خراب البلد ونهبها أصبحت تذهب للتسوق وهي منقبة،ولربما تصبح واحدة من أشهر الداعيات؟،أفليس هذا عجب العجاب وتوظيف للدين وخداع وتضليل؟،أما في اليمن السعيد والذي هو بغير سعيد فرئيسها على صالح الذي هو في طريقه للرحيل القسري عن الحكم،يحاول حتى آخر لحظة أن يحمي عرشه من خلال اللعب على وتر الدين وتوظيفه لصالح حكمه،حيث شن هجوماً حاداً على الاختلاط في المظاهرات التي تطالب برحيله،وأنا لست متبحراً في العلوم الدينية والإفتاء،ولكن بما أن الحبل متروك على غاربه،ومؤسسات الافتاء والتشريع عندنا تصدر فتاويها على مقاسات ومصالح حكامها،فمن حقي أن أفتي لمصلحة الجماهير المقموعة والمنهوبة والمسلوبة والمصلوبة،فمثل هؤلاء الحكام لا تقبل لهم لا توبة ولا شفاعة،ولكن لا نطالب بسحلهم أو تأبيدهم في السجون خارج إطار القانون،فمثل هؤلاء ارتكبوا الكثير من الموبقات والكبائر والتي لا تجوز فيها لا رحمة ولا شفاعة لا في الدنيا ولا في الآخرة،فهؤلاء ليس لديهم لا ضمير ولا كرامة ولا انتماء ولا غيرة لا على بلد أو شعب،فهم من أذلوا شعوبهم وأهانوها وامتهنوا كرامتها ومارسوا كل أشكال وأنواع القهر والتعذيب عليها،ونهبوا خيرات وثروات البلاد،وأغرقوها في الفقر والجوع،وحولوا بلدانهم الى مزارع وإقطاعيات خاصة بهم ولنسلهم وذريتهم من بعدهم. على كل قادة الثورات العربية التي تكللت بالنجاح أو في طريقها الى النجاح،أن تصر على محاكمة كل أركان الأنظمة العربية السابقة على كل ما ارتكبته من جرائم وكبائر بحق شعوبها،ولا يجوز القبول بأي شكل من أشكال المقايضة هنا أو الخضوع لابتزاز هذا الطرف أو ذاك،حيث يجري حديث عن تدخلات خليجية من أجل منع محاكمة رأس النظام المصري السابق مقابل مساعدات اقتصادية ضخمة لمصر،في دلالة واضحة على حجم وكبر وضخامة الجرائم التي ارتكبها النظام ليس بحق مصر وشعبها،بل بحق الأمة العربية جمعاء،وهؤلاء حماة مثل تلك الأنظمة كان لهم الدور الأبرز في توريط تلك الأنظمة ودفعها لمثل هذه الخيارات،خيارات معاداة وقمع الشعوب،خيارات رهن القرار السياسي العربي للخارج،خيارات ضرب ومحاصرة وقمع العرب القائلين بخيار المقاومة والنضال. أما على الجهة المقابلة فنرى أن عالمنا العربي نتيجة لما تشهده الأوطان العربية من قمع وإذلال وافقار وتجويع،وكذلك ما يتعرض له الوطن العربي من احتلال واغتصاب من قبل أمريكا وإسرائيل،نشأت مجموعات منحرفة فكرياً وثقافياً ودينياً، وتحت حجج وذريعة مقاومة الاحتلال ومحاربة الفسق والرذيلة وإدعاء امتلاك الحقيقة المطلقة،ويساعدها في ذلك بيئة توفر لها مثل هذا المناخ والجو،تلك البيئة التي يدعي القائمين عليها،كما الحال في إمارة غزة،والسلفية في أكثر من قطر عربي والقاعدة في افغانستان والعراق انهم أصحاب الحقيقة المطلقة ويمارسون التحريض والاتهامات بالتكفير والتخوين ضد القوى الأخرى،ويقومون بأعمال"إرهابية" تحت يافطة الجهاد والمقاومة،تشوه صورة النضال العربي والفلسطيني،ففي العراق وجدنا هذه الجماعات التكفيرية والمنحرفة تقوم بأعمال القتل ضد العرب المسيحيين،كما أنها تمارس القتل ضد المواطنين الأبرياء بدون أي تمييز وطال القتل الناس في دور العبادة والمآتم والأفراح وغيرها،وعندنا في فلسطين نتيجة لهذه البيئة في قطاع غزة،أقدمت مجموعة من الشاذين والمنحرفين فكرياً ودينياً ووطنياً،والمشبعين بالحقد والكره للآخر وأفكار الدروشة والشعوذة على قتل المتضامن الايطالي فيتوريو أريغوني،كما أنه في فترة سابقة أعلنت مجموعة أخرى عن إقامة إمارة في رفح،ولقد شكلت عمليتي قتل المتضامن الايطالي أريغوني في قطاع غزة والممثل المسرحي جوليانو خميس في مخيم جنين،ذروة وقمة الإساءة للشعب الفلسطيني وكفاحه ونضاله المشروعين،وبالتالي فهي تملي على القيادة الفلسطينية والقوى والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،ضرورة التصدي الحازم لمثل هذه الجماعات التكفيرية والمشبوهة والمتسترة بعباءة الدين،والعمل على عقلنتها وأنسنتها وإعادة تأهيلها،وفي حالة عدم استجابتها لذلك فيصبح آخر علاج للمرض كما يقول العرب هو "الكي"،أي العمل على اجتثاث واستئصال تلك الجماعات المغرقة في الجهل والتخلف والدروشة والشعوذة من مجتمعاتنا،ليس لما تشكله من مخاطر على وحدة النسيج المجتمعي الفلسطيني فقط،بل لكونها تشوه وتسيء الى كفاح ونضال شعبنا الفلسطيني المشروع،والى الدين الإسلامي والثقافة العربية. إن هاتين الفئتين هما أعداء الأمة والشعوب فالفئة الأولى،من ما يسمى بالمؤمنين الجدد،هم المسؤولين بشكل مباشر عن ما لحق بأمتنا العربية من ذل وهوان،وهم الذين جوعوا وأفقروا الشعوب وامتهنوا كرمتها،ونهبوا خيراتها وثرواتها،وصادروا حقوقها وحرياتها،وبالمقابل عملوا على توفير الأجواء والبيئة لمثل تلك الجماعات المنحرفة فكرياً ودينياً ووطنياً،لكي تقوم بممارسة أعمالها الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء على خلفية الخلاف الفكري او العقائدي والمذهبي والديني،كما حدث من أعمال إرهابية بحق المسيحيين العرب في العراق ومصر،حيث ثبت بشكل قاطع أن قادة الأنظمة في مصر والعراق نسقوا مباشرة تلك الأعمال مع تلك الجماعات،بهدف أن تقوم الأنظمة بشن حملة قمع ضد الشعوب وأحزاب وقوى المعارضة او أي مطالبة بالتغير،وبما يمكن تلك الأنظمة من الاستمرار في الحكم،والعمل على إشاعة أجواء الخوف والإرهاب بين المواطنين،وبث ونشر الفتن الطائفية والمذهبية في أوساطهم،وإبقائهم في حالة من الفرقة. إننا نشهد تقدماً وعهداً عربيا جديداً يبزغ من خلال الثورات العربية،والتي تحقق انتصارات متتالية،حيث تتوالى عمليات دك حصون أنظمة الطغاة العربية،وبما يطلق ويحرر طاقات الجماهير والابداعات العربية،ولكن على ذلك أن يترافق مع عملية خلق وعي وبناء ثقافة عربية تقوم على أساس بناء إنسان عربي جديد،وأوطان تقوم على المواطنة الكاملة والاحترام للتعدديات السياسية والفكرية،وإجتثاث واستئصال دعاة الأفكار التكفيرية والتخوينية،ومحاسبة ومساءلة كل من يروج لفكر أو مذهب يضر ويدمر النسيج الوطني والمجتمعي.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القدس عاصمة العشائر العربية استدارة نحو الخلف ...
-
تصريح صحفي
-
هجمة أخرى على قطاع التعليم في القدس ..
-
تراجع غولدستون عن تقريره لن يكون الأخير ..؟؟
-
ما الجديد في مبادرة الجنرالات الاسرائيليين ....؟؟؟
-
لماذا لا تحترم المواثيق والخطوط الحمراء....؟؟؟
-
في يوم الأرض ....لم تبقى أرض !!
-
الشباب الفلسطيني بين التحزيب و-الأنجزة- ...
-
زيارة الرئيس عباس للقطاع/ خروج من أزمة أم تعميق لها ؟؟
-
الثورة العربية المقدمات والافاق ..
-
انفلات غير مسبوق لسوائب المستوطنين وحكومتهم ...
-
حركة شباب 15 آذار حمل حقيقي أم كاذب ...؟؟؟
-
القذافيون الصغار ...
-
نحو ربط القدس بمحيطها الفلسطيني ..
-
فلسطينياً/ المطلوب استخلاص الدروس والعبر ...
-
قمة عربية بدون أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ...
-
خطاب الدم والجنون ......
-
التهلليل والتطبيل للثورات العربية وحده لا يكفي ...
-
فكرة مجنونة ولكنها معقولة ...؟؟؟؟
-
نجاح الانتفاضة المصرية وانتصارها تبشران بولادة شرق اوسط جديد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|