أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد اياد بطل - الديماغوجيا العرجاء














المزيد.....

الديماغوجيا العرجاء


محمد اياد بطل

الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اذا كان للشعب العربي ان يكون مديناً لزعاماته وانجازاتها, فلابد ان لا تجانبه الموضوعية ويعترف بالتزامهم بثوابت لم يحيدوا عنها أبدا على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم, ولعل أهمها يتمثل في ابداعهم وتطويرهم خطابا ديماغوجيا مضللا رافق مسيرة التقلبات السياسية التي شهدتها الدول العربية منذ نهايات عصر الاستعمار (الأوربي) القديم الى بدايات عصر الاستعمار (الأمريكي) الجديد!!

ولا يمكن لعاقل ان ينسى مفردات هذا الخطاب التي حولت الهزائم الى نكسات وأرست مفاهيم الوطن والأمة والنضال وبناء الاشتراكية والتصدي للحركات الامبريالية والرجعية وعشرات الشعارات الأخرى كبدائل (مسكنة بدل ان تكون متممة ) لمفاهيم المواطنة والحرية والديمقراطية...

والآن وبعد التحول الذي طرأ على عراب الديماغوجيا الأكبر (امريكا) وبعد المفاهيم والشعارات الجديدة التي طرحها: كبناء شرق أوسط جديد والقضاء على المقاومة بحجة الارهاب وانهاء عقود التعامل مع الأنظمة الاستبدادية...
كان يتحتم على الأنظمة العربية ايضاأن تطور خطابها الديماغوجي المضلل وأن تنتقل الى خطاب اكثر ملائمة للطروحات الأمريكية في المنطقة, فارتفعت أصوات الدعوة الى الاصلاح وكثر الحديث عن بشائر المولود الجديد فانتعشت حركات المعارضة من ثباتها العميق وأخذت تهلل للمولود القادم ولم تعرف انه محكوم بالاعدام قبل ميلاده فهو (ابن حرام) وجاء نتيجة اللقاءات السرية بين الأنظمة العربية و(عشيقها) الأمريكي فيما كان الشعب (المسكين) نائماً تحت ظلال الزيزفون!!

ولكن ديماغوجيا الاصلاح التي تمارسها الأنظمة العربية هذه المرة هي أشد خطورة من كل مرة سبقتها فقد كان خطابها دائما موجهاً الى الشعب المسلوب الارادة والقدرة على الفعل, ولكنه هذه المرة موجه ايضا الى الصديق القديم (الناكر للمعروف ) أمريكا وبالتالي فان اللعب هنا مع الكبار والأخطاء قد تعني النهاية (الغير مشرفة) كما حدث مع النظام
الأشد غباءً والأقل براغماتية بين الأنظمة العربية الأخرى!!

وبمقارنة بسيطة جدا بين شعار الاصلاح العربي وشعار الديمقراطية الأمريكي سنجد انهما وجهان لعملة واحدة من حيث اسلوب الطرح ومضمونه!!
ففيما تطرح امريكا شعار الديمقراطية من منطلق الحرص (الكاذب) على مصلحة المواطن العربي تتطرح الأنظمة العربية شعار التطوير حرصا منها على الارتقاء بشعوبها المقموعة!!
وفيما يعلم الجميع أن الطروحات الديمقراطية الأمريكية لن تتعارض (بل وتدعم ) مع مصالحها الاستراتيجية في المنطقة (و مصالح كيانها الاسرائيلي) يعلم الشعب العربي ان دعوات الأنظمة العربية للاصلاح هي دعوات جوفاء في معظمها ولن تتعارض مع مصالح الفئات المستفيدة من بقاء حالة الاستبداد والقمع موجودة..
كذلك فان الدعوة الأمريكية (لحقن)البلدان العربية بالديمقراطية اثبتت انها فرصة مهمة جدا لاعادة رسم الشرق الأوسط والتخلص من العناصر منتهية الصلاحية وبنفس المنطق تعاملت الأنظمة العربية مع شعوبها فضربت عصفوران بحجر واحد ورتبت البيت الداخلي من جديد بحجة الاصلاح وقضت على عديمي الفائدة في كياناتها المهترئة!!

أخيرا فان اهم مشترك بين الاصلاح الديمقراطي الأمريكي ونظيره العربي هو انهما أدوية مسكنة وليست معالجة تهتم بالشكل اكثر من المضمون وتنطوي على حقيقة واحدة هي التدليس واللعب بمستقبل الشعوب واغتيال آخر احلامها..

وطبع فان الحديث عن اوجه الشبه يطول كثير فيما لو استعرضنا كل ماهو مشترك ومتشابك بين الخطابين ولكن يبقى ان يعترف المطبلين والمزمرين للديمقراطية الأمريكية بأن الطريق مايزال طويل جدا حتى تفكر امريكا بانفاق مليارت الدولارات لبناء ديمقراطيات حقيقية في بلدان لا تحرج عن كونها منطقة مصالح استرايجية لصانع السياسات الأمريكية!!
وعلى نفس المنوال فعلى قوى المعارضة العربية (رغم ضعفها وانعدام تأثيرها)ان تفقد الأمل في شعارات الاصلاح وتدرك ان الاصلاح الحقيقي يحتاج الى نيات حقيقة وارضيات متينة للنهوض لعل أهمها ان يكون اصلاحا شاملا لا يقيم وزنا للمصالح الشخصية وينطلق من مصالح عليا ستكون بدونها اي دعوى للاصلاح لا تخرج عن الخطاب الديماغوجي القديم للأنظمة العربية ولكن بشكلانية جديدة ومشوهة...
وسواء على مستوى الخطاب الديمقراطي الأمريكي او على مستوى خطاب الأنظمة الاصلاحي فالخطاب الديماغوجي هذه المرة خطاب اعرج لن يستطيع ان يدجل على الشعوب كالسابق رغم انها مضطرة القبول به لا من حيث القبول بحد ذاته وانما من حيث الغياب الذي تعيش به المفروض عليها مرة والمقبول لديها مرات ومرات بقعل سلبيتها..

محمد اياد بطل..
25/10/



#محمد_اياد_بطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد اياد بطل - الديماغوجيا العرجاء