أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - ليس أرخص من نظام يدفع نحو الطائفية














المزيد.....

ليس أرخص من نظام يدفع نحو الطائفية


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 04:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس أرخص منْ نظامٍ يدفعُ نحو الطائفية

ظهرتْ وبانتْ خطّةُ عمل النظام السوري. لم يعدْ هناك شيءٌ مخفيّ. كلّ شيء بزغَ على السطح، وانتهى عهدُ التستّر والأقنعة. الآن، وبيدٍ حديديّة عارية من كلّ تزيق قوميّ أو أيدلوجي، يقمعُ النظامُ دون تردّد وبخسّة منقطعة النظير. يتوسّل أحطّ الأدوات وأحقرها في سبيل البقاء. لا حرامَ لديه. فالفتنةُ المزعومة، التي جنّد لها تابعين يتمتّعون برُخْصٍ عظيم، لا تعني سوى إمّا نحن أو الفتنة. إمّا نحن أو سنحاولُ ما يحاوله القذافي، أي بالضبط جرَّ البلد إلى حرب أهلية.
مازال السوريون يتحرّجون من أن يتناولوا الأمور وفق مسمّياتها. ولا زال النظامُ يمعنُ في دفعهم إلى نقطة الحَرَج النهائية. حرجُ السوريين ليس بلا مبرر، إنّه واعٍ وراسخٌ في الوجدان الجمعي، فالثمانينيات والقمع غير المسبوق الذي مارسَهُ النظامُ باسم الحفاظ على الوحدة الوطنية ودفع الفتنة، مازالتْ ماثلة.
الفتنة؛ تلك الكلمة المُواربة والتي تحملُ في طيّاتها حمولةً ثقيلة، وتحيل إلى مآسي التاريخ بدءاً بموقعة الجمل والمسماة "بالفتنة الكبرى" إلى مفاصل متعدّدة في التاريخ العربي الإسلامي الذي يغصّ ويبلعُ "بالفتن!". الفتنةُ هذا الاسم "الحركي!" للصراع على السلطة. أو بالأحرى قميصُ عثمان الذي يشوّح به الحواةُ والمغتصبون للسلطة، المحتكرون للسلطة، كل السلطة من تعيين "آذن" في مدرسة إلى رئاسة الجمهورية.
يعلمُ السوريون جميعاً أن لا أحد زاحمَ النظام السوري جدياً في احتكاره للسلطة طوال نصف قرن. حتى أن نقل السلطة للمُتَعهّد الجديد، ابن الرئيس السابق، جرى بطريقة هي أقرب للسخرية منها إلى الجدّ، وفيها إهانةٌ وطعنةٌ نجلاء لكرامة السوريين. ومع ذلك بقي السوريون صابرين صامتين. فَجَرَ النظامُ فجوراً لم يمارسه نظام قط. وبقي السوريون صابرين صامتين. لا بل طُلبَ ويُطلبُ من الناس أنْ يهتفوا ويصفقوا في تعذيبٍ جمعيّ قاهر وحاطّ للكرامة.
ليس سوى في الأشهر الأخيرة اكتشفَ السوريون بعد إخوانهم العرب الآخرين أن التغييرَ ممكنٌ، وأن الجمهوريات تأخذُ اسمَها وسلطتها من الشعب. الشعبُ وحده. وعى السوريون أنّ الكأسَ امتلأ، وأن جمهوريتهم الوراثية هذه بشكلها الحالي ورموزِها وأدوات قمعها أسُّ البلاء، وأن لا خلاصَ دون التخلّص من هذه الكوميديا السوداء المنحطّة.
والآن، يُراد لمصطلح الفتنة أن يلعب دور الأيدلوجية المُجرّبة لقمع السوريين مرّة أخرى وإجبارهم على العودة إلى الحظيرة.
والفتنةُ هنا التي يتوسّلها النظام ويسعى إليها هي أولاً وفي المقام الأول بين السنّة والعلويين، وفي تفاصيلها بين كل طوائف وأثنيات الوطن. نجح الأبُ في استراتيجية الفتنة وهاهو الابن على خطا أبيه فهل ينجح؟ أبداً. فلا الظروف هي الظروف، ولا الفتّان هو الفتّان، ولا المُفتن هو المُفتن، ولا ضحايا أيدلوجية الفتنة ما زالوا في مواقعهم.
إن تسميةَ يوم الغد بيوم "الجمعة العظيمة" هو ردٌّ وإدراكٌ للعبة النظام. فهذه الإحالة التضامنيّة مسيحياً وإسلامياً كثيفةُ الرمزية وإصابةٌ في منتصف الهدف تماماً. ولا أظنّ إلا أن كلّ سوري يتمنّى لو أن الخطوات الرمزية تتابعُ وتستمرّ، فليس من تثقيفٍ وطنيّ أعظم من تكريس رموز مبدعة وخلاقة تبرزُ وحدتنا الوطنية بعيداً عن إنشاء النظام. الرموزُ تلخيصٌ لعمق ثقافة الشعب. والشعب السوري وشبابه أقدر على خلق وابتداع رموز وأعمال رمزية مُبهجَةٌ ومُثقِّفة قادرةٌ على معاكسة سياسة فرقْ تسدْ التي ينتهجُها النظامُ.



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كرمال- الكرسيّ ترخصُ دماءُ السّوريين
- أخبار الرقة. خبرات ونضج سياسي
- الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام
- المستشارة بثينة شعبان وكرامة السوريين
- هل يدخلُ العربُ التاريخَ مرّة أخرى؟
- في مُقابلة الرئيسِ بشار للوول ستريت جورنال
- بيان. الشبابُ السوريُّ قادمٌ
- خطاب الحرب الأهلية في -المنار-
- البوسطة
- أشعريّةُ الشيخ البوطي ومأزقُ الإصلاح الديني
- استعادة يسار الطوائف والأقلّيات
- سلامٌ فراس سعد
- فصيلُ المُهارفة
- إعلانُ دمشقَ في المهجر خطوةٌ إلى الأمام ولكن!
- عملية اختطاف موصوفة
- قانون -يانتا- الاسكندنافي
- حزب الله والقوة ال
- -ما ملكت أيمانكم- وجامعات إسرائيل
- من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟
- تلك الابتسامة


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - ليس أرخص من نظام يدفع نحو الطائفية