|
خمسون مرت وانقضت
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 04:42
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليوم تكون قد مرت على موعد المائة يوم التي حددها لنا السيد نوري المالكي راس وزرائنا خمسون يوما بالتمام والكمال. واليوم نقف لنسأل ما الذي تحقق للعراقيين في هذه المدة التي تحتسب في سلم التقويم الامتحاني درجة نجاح بدرجة مقبول. خمسون يوم مضت، ما الذي تحقق لنا من وزراء (حكومة الازبري) الذين منحهم رئيس مجلسهم المائة يوم؟ لقد تحقق لنا بفضل عدم الاتفاق على الوزراء الأمنين الكثير من الخروقات الأمنية في بغداد وبعض محافظات العراق. كما ثبت لنا بسبب كثرة صلوات معالي وزرائنا وكثرة محابسهم وورعهم وتقواهم أن بعض وزراء حكومتنا السابقة فاسدة كفساد المواد الغذائية التي استوردوها لنا وأن هنالك في حكومتنا القائمة من يتستر عليهم .وتبين لنا في نصف مهلة السيد المالكي أن الكذب شعار الجميع سواء في الحكومة المركزية او في الحكومات المحلية. فبعد الخمسين يوما(المباركة) يكون قد مضى على سنتنا المالية ثلثها ،فما الذي تحقق لنا من موازنة ثلاثة ارباعها رواتب لموظفين جلهم من ذوي الياقات البيضاء، وهناك مئات من الشباب العاطلين عن العمل؟ وأين هي مشاريع الحكومة التنموية؟ بل أين هو نشاطها الجاري؟ لقد تحقق لنا في هذه (الخمسينية) الكثير من خطب دولة رئيس الوزراء التي لا تحتاج الى دراية لبيب ليفهم لغة التهديد وصورة الدكتاتورية بين كلماتها ، ولا ادري هل هي صدفة ام ان الأمر مقصود تركيز دولته على التعليم والجامعات ،فلو اخذنا الخطابات المنمقة المؤطرة بلغة عربية سليمة لوجدنا أن خمسينها يتعلق بالتعليم العالي، ولم نسمع من دولته في هذه الخمسين شيئا عما حققته حكومة (الازبري) من الوعود الكثيرة او من برنامجها الذي لم تقدمه حتى اليوم الى مجلس (نوامنا) العتيد والذي لم ينجز لنا شيئا سوى كثرة البيانات ولغو الخطابات التي يجهل معظم قارئيها قواعد لغتهم . ومثلما هي خطابات دولة رئيس الوزراء غير منتجة ،وغير ذات فائدة للكادحين من العراقيين كانت صرخات الكثير من السياسيين بكاءً وعويلا و(لطمية) على ما فاتهم او ما سيفوتهم من امتيازات. فثلما لم نر المالكي باسما في يوم من الأيام كان علاوي كئيبا في كل لقاءاته لأنه خسر الرهان على حصان مجلس السياسات الستراتيجية، وبالرغم من أنه رئيس قائمة فائزة بأكبر المقاعد في مجلس (النوام) إلا أنه لم يحضر أية جلسة من جلساته ولم يتمتع بنوم هنيء في قاعاته منذ أن (زعل) وترك القاعة في موقف لا يمكن لأي سياسي يفهم في امور السياسة ان يقوم به. اليوم تكون الخمسون يوما قد مرت على وعد دولة رئيس الوزراء ،و ما زال فخامة رئيسنا المبجل لم يحسم أمر نوابه الثلاثة الذين قررهم قانون بائس صدر عن مجلس بائس ليلبي رغبات طائفية حزبية ضيقة . فبعد ان صوّت المصوتون على تحديد ثلاثة نواب لرئيسنا الذي ينطبق عليه المثل القائل (حجارة السيد مبارك لا تضر ولا تنفع) تعالت الأصوات بضرورة وجود نائب رابع للمكون التركماني على اساس الحق والحقوق لتركمان العراق - العراقيين - الذين يحق لهم تبوء أي منصب دون الدخول في متاهات العرقية والعنصرية. وما بين الثلاثة نواب والاربعة نواب ،وما بين الدعوات الأخيرة بجعله نائبا واحدا يخصص بالذات للمكون التركماني تشغله أمراه، مضت الخمسون يوما وستمضي (خمسونات) اخرى سيظل في خلالها فخامة السيد طارق الهاشمي منتحلا لصفة نائب رئيس الجمهورية ،ويتعامل مع الدول والأحزاب والمواطنين بهذه الصفة التي فقدها منذ انتخاب فخامة رئيس جمهوريتنا. ولا ندري متى ستزول هذه(الفخامة) او متى سيؤدي اليمين الدستورية باعتباره نائبا في مجلس (النوام)؟ تعودنا نحن العراقيين على الأربعينيات فمن تلد لا يقربها زوجها اربعين يوما حتى تطهر، ومن يمت له عزيز يكون الحزن عليه شديدا اربعين يوما. ولا ندري ما هو اساس هذه الأربعين التي يقال :"بأنها عادة فرعونية ، كانت لدى الفراعنة قبل الإسلام ، ثم انتشرت عنهم وسرت في غيرهم ، وهي بدعة منكرة لا أصل لها في الإسلام ".ولا يهمنا إن كانت بدعة او غير بدعة، إن الذي يهمنا هو الأيام التي نخاف أن تتحول من (اربعينية) الى (خمسينية) ثم الى (مئوية) فـ (ألفية) وتضيع علينا حسابات الزمن الذي نريد ان يكون لنا لا علينا . مرت الخمسون ونحن صابرون على امل ان يتحقق لنا ما وعدنا به ،وسكتنا وترك بعضنا ساحة التحرير ولم يتفيأ بجدارية جواد سليم احتراما لوعد رئيس مجلس وزراء نظام لا نريد أن نغيره بل نريد اصلاحه. سننتظر الخمسين الباقيات، ولكننا لن ننتظر اكثر منها ،وسنكون في ساحة التحرير وفي سوح العراق وشوارع مدنه متظاهرين مطالبين بالحق ولن ندخل ملعب الشعب او ملعب الكشافة الا مشجعين للرياضة والرياضيين. سننتظر الغد وأن غدا لناظره قريب.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رونق
-
الأسف
-
قرار الحب
-
جامعة الانبار شكر، وتكريم
-
يا رنا
-
مقدمة في تاريخ القانون
-
نور
-
الى الذين في قلوبهم مرض
-
مرة لا مرتين
-
الأم آزو وبلقيس هيت
-
مهرجان الحب والثقافة
-
زينب
-
عجيب امركم يا حكام العرب
-
قصيدة ايمان
-
حكومة من أزبري
-
ثورة الرافدين
-
الليلة التي لم يرحل بها مبارك
-
قميص أحمر
-
أسئلة مشروعة
-
إني قحطان محمد صالح الهيتي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|