|
نِظَام السُعودِية يُعرقل مَسَيرة الثورات العَربيّة
فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 01:37
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
للسعودية دور خبيث جدا خفي فيما يجري في المنطقة العربية وخاصة في الخليج. إبتداء من العراق ويدها الطولى في قبر بل في إحباط المحاولات الرامية الى التحول الى الديمقراطية فيها خوفا وفزعا من امتدادها لتشمل المملكة بالمحصلة. الأنفجارت الأرهابية والتخريبية التي تقوم بها القاعدة والتي يمول جلها النظام السعودي الفاسد والمفسد الى حد النخاع لهي أحدى هذه العراقيل التي كانت ولا تزال تقف حائلا أمام إستقرار البلاد وإستتباب الأمن. هذا بالأضافة إلى دور النظام السوري والأيراني في إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وإرسال السيارات المفخخة إلى كل من الموصل وبغداد للهدف ذاته: أي التشويش والتخريب. ومرورا بمصر . فلولا النظام السعودي لما طال ثبات مبارك امام اعصار الثورة. ولولا وعي الشباب المصري لقرأت الآن على الثورة الفاتحة بسبب مؤامرات النظام السعودي. فمنذ البداية عبر النظام السعودي المفسد عن استعداده لتمويل الجيش المصري فيما لو قطعت امريكا مساعداتها وهباتها له. رشوة من أجل شراء الجيش وتنفيذ مخططه الا وهو سحق المعتصمين في ميدان التحرير بأية وسيلة كانت. ولولا تحذير وُجّه إلى المشير العجوز من قبل وزارة الدفاع الأميركية لما تحقق النجاح والنصر بدون إسالة دماء غزيرة كما تسيل الآن في اليمن وليبيا. ومن ثم الدعوة العلنية الأخيرة الى الكف عن مطاردة مبارك قضائيا . وقد أفصحت وزارة الخارجية السعودية عن سخطها وشعورها بالأحباط إزاء السكوت الأمريكي في موضوع اعتقال مبارك وتقديمه للمحاكمة العادلة. ولاتزال ايديهم متورطة في الشؤون الداخلية للبلاد لأيجاد فجوة لتمرير الألتفاف على الثورة المصرية الفتية بشتى الوسائل والسبل: تارة بشراء الذمم وتارة بتحريك الأخوان الى الأمام ودفع السلفيين المرتشين أواعضاء الحزب الوطني الى واجهة الأحداث أو السعي إلى إبقائهم في مناصبهم . وتارة أخرى بدفع عناصر مشبوهة لترشيح نفسها للرئاسة القادمة وفي مقدمتهم المنافق الأنتهازي المدعو عمرو موسى أمين جمعية المتقاعدين والمتقاعسين من الحكام العرب السئ الصيت. الذي لا يقل خطره على الشعوب من خطر أمرائها عليها. وما الى ذلك مما في جعبة هذا النظام الراشي والفاسد من دسائس ومكائد لا عدّ لها ولا حصر. واشد فزع نظام خادم الحجر الأسود السعودي مصدره اليمن. لأنها قريبة . ورياح التغيير تزكم أنوفهم عن قرب. فلولا هذا النظام المشين الفاقد لكل معاني الأنسانية والمروءة لسقط نظام علي عبدالله صالح الدموي في بدايات الثورة اليمنية . لأن النظام بسبب وضعه الداخلي الشائك وتدهور إقتصاده لم يكن من اليسير له ان يصمد كل هذه الفترة. فصمد بفضل رشاوي آل سعود الى مؤسسته الأمنية والعسكرية مما سهل للنظام اليمني استخدام تكتيك اضاعة الوقت وبكل وقاحة وصلف وإصرار. وما مبادرات الوساطة الجارية في الرياض حاليا إلا دسيسة أخرى خفية خبيثة لأنها تخدم وتصب في هذا الأتجاه: اي كسب وإضاعة الوقت لصالح الدكتاتور اليمني بينما تسيل الدماء بغزارة من بدن الشعب. فهذه الوساطات تخدم قبل كل شئ هدفين أساسيين: اولا: تمكين علي عبدالله صالح لتبرير قمع الشعب واستخدام العنف بأبشع انواعه حتى في استخدام قنابل كيمياوية خانقة حارقة تحت اسم ( مسيلة للدموع) التي زوده به النظام السعودي سرا. فجهود الوساطة هنا تقدم ذريعة وغطاء نفسي ودولي له. فخَدَم الحجر الأسود السعودي يعلنون امام الملأ والعالم: " ها هو علي عبد الله صالح متساهل منفتح ويبدى مرونة كافية من أجل حل سلمي للخروج من الأزمة لكن الشعب هو الذي يجنح الى العنف..." بهذه الوقاحة يستنجعون الذئب اليمني. وثانيا: تيئيس الشعب اليمني وإرهاقه. فالمتأمل في الأحداث يرى ان وتيرة العنف والقتل والفتك اشتدت منذ أن بدأ عقد هذه الأجتماعات في الرياض و نبرة التحدي و اصرار ومماطلة الدكتاتور اليمني الأرعن قد تصاعدت. وهناك طبعا الطبق السعودي الخاص، ماركة مسجلة : ( محاولة شراء الذمم من داخل المعارضة وشراء بضعة مئات من ضعاف النفوس لأقامة تظاهرات لصالح صالح في صنعاء.) وزبدة القول انّ نجاح الثورة في اليمن له نكهة لا يستسيغها آل سعود. لأنها تنبعث عن قرب كما قلت. فلا بأس ان نجحت في ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول ما دامت خارجة عن شبه الجزيرة. وحتى اقتراح تحديد فترة شهر أو أشهر لتسليم السلطة يصب لصالح صالح كي يتمكن من إلتقاط أنفاسه ثم بالمحصلة من اجهاض الثورة. وحتى السذج والبسطاء يدركون بأن توقف يوم واحد عن المطالبة والضغط يعني نهاية للثورة أبدية. ان هذه الثورات المطالبة بالتغيير والحياة كبشر ذي قيمة ، الداعية الى حق التعبير والحياة بحرية وكرامة وأمان ستؤول في النهاية الى النجاح حتما. وهذا هو حكم التأريخ. ولكن هذا النجاح كان سيكلف قدراً أقل من التضحيات و إزهاق في الأرواح وهدر الطاقات والممتلكات لو إنطلقت الشرارة الأولى في السعودية . ولكنها بدأت بالذيل لا بالرأس . فرأس الحيّة في السعوديّة!! 21-4 -2011
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا ، من يتآمر على من؟
-
الأكراد أو الكُرد؟
-
إنّ لِلجُّوعِ عَضّة
-
النظام السوري شيمته الكذب والسرقة
-
مَصر بَينَ فكي كماشة الطّنطَاوِي والإخوَان
-
الثورة تكتمل بإسقاط المشير طنطاوي
-
هكذا خاطب الأسد الأغنام
-
حلّ البعث هو الحل لسوريا
-
لأن ألوطن في خطر
-
لأن سوريا لفي خطر !!!
-
بشار الأسد : هل هذا الشبل من ذاك الأرنب؟
-
عمرو موسى والأكلة الدسمة الجديدة
-
المرأة الكردية :جمال، مساواة ، وصلابة الجبال
-
المرأة الكردية : مساواة ، جمال وصلابة الجبال
-
ومِن القََول مَا أحيا
-
الدستور هو دستور حسني مبارك
-
بشار الأسد يزود القذّافي بالسلاح والطيّارين
-
ألكِّلابُ أوّلا
-
المشير طنطاوي يمثل دور الشرير في فلم كوميدي اسمه الدستور
-
بريطانيا وامريكا: الإخوان إخوان
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|