|
التفاوض والقتل !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
فجيعة أخرى تطال المجتمع العراقي ، نقلتها أمس مستنكرة بشاعتها أجهزة التلفزة في العالم ، هي تلك التي قتل فيها العشرات من متطوعي الحرس الوطني ، جيش العراق الجديد ، وفي أطراف مدينة مندلي ، من محافظة ديالى ، والتي كانت ، على رغم من كثرة الضحايا الذين سقطوا صرعى فيها على يد مجرمين من ارهابي القاعدة الغرباء ، وحلا تمرغت فيه وجوه حكومة اياد علاوي ، وفي المقدمة منها وزير دفاعه ، حازم الشعلان البعثي، ورفيقه في تلك الجريمة ، رئيس مخابرات العسكرية ، عبد الله الشهواني 0 هذه الفجيعة التي قد هزت العراقيين في كل مكان من العالم هزا عنيفا ، جعلتهم يضعون أكثر من علامة استفهام على تصرفات الحكومة العراقية الموقتة اتجاه الملف الامني ، وعلى السكوت المطبق الذي يلف اعضاء المؤتمر الوطني ( البرلمان ) المؤقت ازاء الملف نفسه ، وفي ذات الوقت يضعون علامة استفهام كبيرة كذلك على الوضع الذي عليه جهاز المخابرات العسكرية العراقية ، باعتباره الجهة المسؤولة بالدرجة الاولى لما يحل بالقوات المسلحة العراقية من كوارث فضيعة مثل الكارثة موضوع حديثي هذا0 والغريب في أمر هذه الحكومة هو أنها في الوقت الذي تفاوض فيه أهل الحل والعقد من دعاة الارهاب وممثليه في مدينة الفلوجة ، وذلك من أجل طرد الارهابي الدولي ، ابي مصعب الزرقاوي ومجموعته من تلك المدينة ، نجد أن أبا مصعب يشدد ضربات الارهابية الموجعة للعراقيين جميعا ، ولا فرق في ذلك بين مدنيهم وعسكريهم ، وتحت سحب عملية التفاوض تلك ، والتي يريد منها الارهابيون ودعاتهم كسب الوقت ، وانزال أكبر الضربات بالقوات العراقية ، وليس الامريكية ، لتسقيط رجال حكومة علاوي في نظر الجماهير العراقية ، ومن ثم ارباك وشل أي تحرك سياسي على الصعيد الامني ، وهذا الهدفان هما ما تسعيان لهما تلك العصابات الارهابية ، والتي يبدو أنها قد قطعت شوطا ليس بالقصير في ذلك ، فحكومة علاوي متهمة الان بالعجز والتقصير في مكافحة الارهارب من قبل قطاعات واسعة من العراقيين ، وهذا ما عكسته مقالات الاخوة العراقيين الذين كتبوا عن المجزرة التي وقعت لمراتب الحرس الوطني العراقي ، كما أنها متهمة باعادة المطرودين من أجهزة مخابرات صدام الساقط الى نفس مسؤولياتهم الخطرة ، وفي طليعة هؤلاء رئيس جهاز المخابرات العسكرية الحالي ، عبد الله الشهواني ، ذلك الجهاز المخترق من قبل العصابات الارهابية ، وفلول البعثيين ، رفاق الشهواني للامس القريب 0 أما القول بأن الشهواني قد أعدم صدام الساقط له ثلاثة من اولاده فهو قول لا يرفع الشبهات عنه ، وعن عناصر جهاز مخابراته الجديد ، ولا يعفيه من مسؤولية قتل الجنود العراقيين بعلم ودراية من بعض عناصر جهازه ، فصدام قد اعدم حسين كامل ، واخاه ، صدام كامل ، وهما من أقرب الناس اليه، كما انه قتل خاله الشيوعي ، ناصر التكريتي ، وهم لم يزل فتى يافعا ، ثم أن هناك أسر عراقية كثيرة قد أعدمها صدام بجميع افرادها ، لا بل لقد اعدمها هي وقططها وكلابها وحيوانتها الاخرى ، وهذه مدينة حلبجة الكردية شاهد على ما اقول 0 فما نفع جهاز مخابرات منخور بفلول البعثيين وعملائهم الذين يذبحون بالمتطوعين العراقيين قبل أن يصبحوا جنودا في جيش العراق الجديد الذي قام ذاك الجهاز من أجل خدمته ، وحمايته من عمليات تسلل يطمع بها اعداء الشعب العراقي بالداخل والخارج ؟ وما نفع مفاوضات تجريها الدولة مع أهل مدينة يراد منهم أن يخرجوا الارهابيين من مدينتهم الفلوجه ، وهم لا حول لهم ولا قوة على ذلك ، فبعض من المسؤولين الحكوميين العراقيين يقولون : إن مدينة الفلوجة مدينة مخطوفة من قبل الارهابيين ، في حين يقول ووزير الدولة لشؤون الامن الوطني ، قاسم داود : إنه استلم رسائل من اهالي الفلوجة تستغيث به وبالحكومة من أجل انقاذ المدينة وأهلها من براثن الارهاب والارهابيين ، ولكن مع هذا فالحكومة لا زالت تفاوض أناسا ليس بيدهم أمر مدينتهم ، وحجة الحكومة العاجزة عن اقتحام المدينة لهذا السبب او ذاك هو أنها حريص على عدم اراقة قطرة دم عراقية في حالة الاقتحام تلك ، هذا في الوقت الذي تراق فيها دماء العشرات من العراقيين يوما ، وامام أعين أعضاء الجكومة ذاتها ، وبأيدي الارهابين الذين اتخذوا من تلك المدينة قاعدة يوزعون من خلالها الموت على العراقيين في مدن عراقية أخرى ، فهل ان الدماء الزكية التي تُراق في شوارع العراق كل يوم ليست بدماء عراقية ؟ هل دماء أهل الفلوجة هي الدماء العراقية الوحيدة فقط ؟ , ولماذا هانت دماء العراقيين في مدينتي : النجف وسامراء على حكومة علاوي حين اقتحمتا من قبل الشرطة العراقية والحرس الوطني ، وبالتعاون مع القوات الامريكية ؟ وهل بمقدور الحكومة العراقية المؤقتة ، بعد ذلك ، أن تجيب العراقيين على هذه الاسئلة التي باتت على كل شفة ولسان ؟ وإذا كانت الحكومة غير قادرة على الاجابة ، فهل يستطيع الذين تنصبوا اعضاء في البرلمان المؤقت ، ممثلين للناس في العراق عن الاسئلة ذاتها ، أم أنهم آثروا الصمت مثلما جرت عليه العادة ، وتحولوا الى اعضاء برلمان لا يختلف عن بقية برلمانات العرب التي يحتشد فيها المكان ، لكن دون أن تسمع لعضو منها صوتا يرد باطلا ، ويدافع عن حق ؟ بعد جريمة الامس النكراء صار لزاما على الحكومة العراقية ، وعلى وزارة الدفاع العراقية اقتحام أوكار الارهابين من الوهابيين القتلة ، ومن بقايا جند صدام الساقط في مدينة الفلوجة التي تمثل القاعدة الرئيسة لهؤلاء المجرمين، وان أي كلام متخاذل في هذا الشأن سيطيل مأساة الناس في العراق الذين طال انتظارهم كثيرا ، وسئموا العيش مع الارهابيين ، وكرهوا تقاعس الحكومة واجهزتها في عدم القيام بواجبها اتجاههم ، والمتمثل بتوفير الامن والامان لهم ولاطفالهم ، واذا ظلت الحكومة على موقفها المتخاذل هذا ، فانها ستدفع بعشائر العراق في جنوب العراق على الاخذ بثأر ابنائها الذي قتلهم الاردني ابو مصعب الزرقاوي ، وباعتراف رسميا منه ، والاردن ليس بعيدة عن العراق ، واهل الزرقاوي واقربائه معروفون فيها ، وهذه علامات غضب عشائر الجنوب قد جاءت من عشيرة ربيعة التي هددت بالثائر من قتلة ابنائها ، فماذا تقول حكومة علاوي بعد ذلك ؟ وعلى هذه الحكومة أن تعلم أن اهل الجنوب لن يسلموا سلاحهم بعد ، فقد أصبحت قطعة السلاح بالنسبة لاهل الجنوب الان تعادل حياة انسان !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الترويع !
-
عين على الارهاب وعين على السلطة !
-
فاجرة يتعشقها الجميع !
-
ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
-
شعب العراق الأول !
-
العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
-
الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
-
جمهورية الارهاب والكباب !
-
ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
-
مقايضة الارهابيين !
-
حلال عليهم حرام علينا !
-
ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
-
يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
-
عروبة الارهاب !
-
الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
-
ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
-
يتوضؤون بدماء الاطفال !
-
الارهاب يتهاوى !
-
الشهيدة نادية العراقية !
-
لا حرب أهلية في العراق !
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|