أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - من القبائل إلى الغروبات














المزيد.....

من القبائل إلى الغروبات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 15:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا يختلف اثنان في أن (الإعلام ) هو أكبر اختراعات الألفية الثالثة في عصرنا الراهن،لدرجة أنه غدا السلاح الأول في عصرنا، فقد انتقل من مجرد بوقٍ ناقل لما يجري من أحداث، إلى شاهدٍ على الأحداث مسجِّلا لها وكان هذا هو الطور الثاني للإعلام، ثم ها هو اليوم في طوره الثالث قد انتفض وخرج من قمقمه ليتولى مصائرنا كلها، بعد أن أصبح( صانعا ) للأحداث، وليس ناقلا أو متفرجا، كما كان!
إن هذه النقلة، وهذا الانقلاب أدى بالضرورة إلى إعادة صياغة المجتمعات قاطبة، لتصدق مقولة الإعلامي مارشال ماكلوهان :
عصر العولمة هو( عالم القرية الواحدة).
فلم تعد المجتمعات والدول ملكا خالصا لمواطنيها أو لقبائلها أو لأنظمتها السياسية، كما اعتدنا أن نُدرِّسَ أبناءنا، بل أصبحت المجتمعاتُ والدول ملكا خالصا للإعلام ،خاضعة لسيطرة [ الإمبريالية الإعلامية] بقطاعاته المختلفة، ووُضعَتْ أعلامُ الدول، وحدودُها الجغرافية ومسمياتُ بلدانها في فريزرات الكتب المدرسية الصفراء، وحلّت محلها، دولٌ وقبائلُ جديدةٌ ، بيوتها وخيامُها من أثير، تتمثل في نبضاتٍ إلكترونية ، وصفحات فيسبوكية،ورسائل بأسماء مستعارة، وغير مستعارة.
وصارتْ الأسَرُ والعشائر والبطون والأفخاذ، غروبات إلكترونية مختلفة المشارب والاتجاهات، ولم يعد شيخ القبيلة التقليدي هو صاحب الحل والعقد ، بل أصبح أذكياء الغروبات وعازفو الكلمات، هم الشيوخ المتنفذين المُطاعين، القادرين على تحريك مجموعاتهم بواسطة نبضات أثيرية، وهم بعيدون كل البعد عن مواقعهم وأماكن تواجدهم.
لقد انتقلت الأبوَّةُ الروحية من حكماء القبائل والعشائر إلى عازفي الكيبوردات، وخبراء المواقع الإلكترونية، ومؤلفي سيمفونيات الغروبات!
وصار ممكنا لمايسترو المواقع الإلكترونية أن يقودوا حروبا طاحنة، وهم متكئون على الأرائك هانئون مطمئنون، وصارت النبضات الإلكترونية، أشد وقعا من قنابل طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وأكثر تأثيرا من خطباء سوق عكاظ، وأقوى أثرا من المعلقات السبع، والسيرة الهلالية ، وحتى من أسطورة داحس والغبراء والبسوس والإلياذة والأوديسة!
وصارت التسمية التقليدية القديمة لعالَم الإنترنت: ( العالم الافتراضي)، صادقةً لتصف دولنا وقبائلنا وأسرنا العربية التي تحيا اليوم حياةً بيولوجية،وترفض أن تعترف بالتكنولوجيا الرقمية، فالدول والقبائل والعشائر والأحلاف التقليدية هي التي أصبحت بالفعل عالما افتراضيا!
إن دول العالم التي فهمتْ هذه المعادلة، هي التي تستحق أن تملك أبناءها، وتسخِّر التكنولوجيا لخدمتهم ورعايتهم، أما الدول النائمة التي ما تزال تحيا في أحلامها، ولم تستيقظ بعد، هذه الدول قد خسرت بالفعل مخزوناتها الإستراتيجية من الثروة الشبابية ، ولم يبق لها سوى بعض ثروات الأرض الطارئة، المحكوم عليها بالفناء!
ما تزالُ دولُ الخسارة ودولُ الأحلام تمارسُ تعذيب شبابها وقتلهم نفسيا، عندما تعتبرهم عددا وكما زائدا عن حاجة الوطن،ويتعاملون معهم ، كما يتعاملون مع الأعداء ، يدجنونهم في دفيئات تعليمية لا تحتوى على الأكسجين النقي ، بل إن هذه الدفيئات التعليمية تستمد هواءها من مضخات تقليدية صدئة مهترئة، تُسمِّمُ أنفاس الشباب وتقتلهم! يجبرونهم على تعلم فنون القتال، ويبخلون عليهم بتعلم فنون الحياة المختلفة، فهم بودي غارد الأوطان وحماتُه، وهم ألويته وكتائبه وفيالقه وسراياه المجهزة للموت فقط، وليسوا سائقي قطار الوطن نحو المستقبل، وليسوا هم أيضا مبدعي الفنون والنابغين في المخترعات والابتكارات.
ولنتذكر بان إمبراطور الفيسبوك هو المليارديرالشاب مارك زوكربرغ المولود عام 1984 في نيويورك، أي أنه يبلغ فقط هذا العام سبعة وعشرين عاما، وقد شجعته أسرته وقبيلته، جامعة (هارفارد)، ولم تطارده وتعتقله وتسجنه قوات القمع وضباط أمن الدولة ، ورجال المخابرات، وأعوان الحكام والسلاطين ومن في حكمهم، ولم تقمعْه برامج التعليم العقيمة، ولم يُعذب على أيدي مدرسين وأساتذة جامعات، يدرسونه محفوظات التجهيل والغباء!
أما آن الأوان لكي يفهم شيوخ قبائلنا العرب، أنهم لم يعودوا يملكون أبناءهم، حتى وإن حملوا أسماءهم وأسماء قبائلهم وعشائرهم، لأنهم هم بالفعل أبناء الفيسبوك والتويتر واليوتيوب وماي سبيس وفليكر وغومو ولينغدين وورد برس وغيرها؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات
- من قتل الملك داود
- اغتيالات تكنلوجية
- من يوميات مكتوم
- ما سرُّ عبقرية محمود درويش؟
- مرض القهر التراكمي
- المستبدون في كتاب محظور
- كاوبوي إسرائيل
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12
- أركاننا وأركانهم
- بكائية على أطلال الإعلام


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - من القبائل إلى الغروبات