|
المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري بالمغرب عاليا
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 15:08
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
رغم مرور شهرين على احتجاجات حركة 20 فبراير إلا أن هذه الحركة لم تستطع أن تبرز على الساحة النضالية كبديل عن الحركات المكافحة و على رأسها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ، و ذلك لضعف إستراتيجيتها النضالية و أفقها السياسي أمام جسامة مهام اللحظة التاريخية التي نعيشها لتسقط في رتابة أشكالها الإحتجاجية و عشوائيتها في اتجاه أفق مسدود ، فسقف المطالب التي سطرته لأفقها السياسي جعلها لا تستطيع التحرك إلا في مستوى لا يتجاوز الإصلاحية التي أكد التاريخ فشلها في الإستجابة لمطالب الجماهير الشعبية في التغيير . و كان لتأثير التحريفية و الفوضوية أثر كبير على دينامية حركة 20 فبراير إضافة إلى أفقها الإصلاحي الضيق ، و تجلى ذلك بالملموس في التنكر لشهداء و معتقلي احتجاجات 20 فبراير 2011 و ما تلا ذلك من محاكمات صورية و إدانات قاسية في حق المعطلين و الطلبة ، لتعيد من جديد سيناريوهات الإصلاحية و الإنتهازية خلال انتفاضات 1981 و 1984 و 1990 و بالمقابل يتم التطبيل لما يسمى ب"العفو عن المعتقلين السياسيين" في الوقت الذي يتم فيه قمع احتجاجات المعطلين و الطلبة. و كانت المعركة الوطنية المفتوحة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بمثابة صفعة صارخة في وجه التحريفية و الفوضوية التي تسعى إلى ضبط دينامية حركة 20 فبراير للحيلولة دون تثويرها من الداخل ، في محاولة لتكييفها مع مضمون "خطاب 09 مارس" رغم بعض تصريحات منظريها التي لم تستطع الصمود أمام ضغوطات النظام الديكتاتوري على الإصلاحية و الإنتهازية المتحكمة في دواليب الحركة ، فكانت النتيجة أن أصبحت حركة 20 فبراير بالرباط في "خبر كان" رغم صمود بعض مناضليها و تضامنهم مع بعض الحركات الإحتجاجية ، بينما أصبحت الحركة بالدار البيضاء سجينة رتابة احتجاجاتها في الوقت الذي تجاوزت بعض الحركات بمدن أخرى مضمون هذه الحركة. لقد كان للإيقاع العالي و السريع للمعركة الوطنية المفتوحة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب أثر كبير في فرض وجود هذه الحركة العتيدة على المستوى السياسي و الإعلامي ، و هي التي خبرت طويلا تسويف و قمع الدولة البوليسية للنظام الديكتاتوري و مناورات و مساومات التحريفية و الفوضوية لمدة عقدين من الصمود و النضال الكفاحي ضد الإصلاحية و الإنتهازية ، و كان آخرها في محطة المؤتمر العاشر بالدار البيضاء لما لهذه المدينة من دلالات تاريخية في حياة الجمعية الوطنية باعتبارها منطلق كفاحها منذ 20 سنة مضت ، ليأتي المؤتمر العاشر كمحطة تأسيسية ثانية بعد مدة طويلة من حرمان الحركة العمالية بهذه المدينة من دعم الجمعية الوطنية عبر نضالاتها الكفاحية ، و انعقد المؤتمر العاشر بعد تجاوز جميع عراقيل الإصلاحية و الإنتهازية بدءا بحرمانها من مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مرورا بغياب دعم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دون أن ننسى الحملات المسعورة ضد قيادييها المكافحين. إن جميع محاولات التحريفية و الفوضوية طيلة 20 سنة مضت لاحتواء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب قد باءت بالفشل ، لكون هذه الجمعية العتيدة مرتبطة بروافد لها أسس تاريخية ثورية من داخل الحركة الطلابية عبر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب /المنظمة الطلابية العتيدة التي انفصلت عن الإصلاحية و الإنتهازية منذ أمد بعيد رغم حظرها العملي ، و التي شقت طريقها الثوري وحيدة رغم قمع الدولة البوليسية للنظام الديكتاتوري و مساومات و مناورات التحريفية و الفوضوية من داخل الجامعات المغربية . فكانت محاولات اختراق الحركة الطلابية ببعض المدن الجامعية بدا بفشل ما يسمى ب"النوادي الحقوقية" مرورا بما يسمى ب"فصيل الطلبة التقدميين" قد كشفت بالملموس إصرار الإصلاحية و الإنتهازية على الغوص في مستنقع التحريفية و الفوضوية ، التي لم يبق أمامها إلا حركة 20 فبراير مجالا لرقصاتها البهلوانية تحت الطلب الرسمي لممارسة مناوراتها و مساوماتها مع الدولة البوليسية للنظام الديكتاتوري التي تمت زلزلة أركانها بعد توالي سقوط الديكتاتوريات أمام أعينها . لقد كان للنشأة القيصرية لحركة 20 فبراير أثر كبير في جمود نضالاتها في ظل ضيق أفقها المسدود ، فلا هي استطاعت الدفاع عن مطالبها الإصلاحية بأشكالها الإحتجاجية الرتيبة لعجزها عن إبداع أشكال احتجاجية راقية و لاهي قادرة على فرض وجودها على دينامية الحركة الإحتجاجية الجماهيرية المتنامية ، لتتآكل من الداخل و تصبح محصورة من الخارج بعد عجزها عن احتواء و تطويع النضالات الجماهيرية المتصاعدة التي تجاوزت سقف مطالبها في جل المناطق خاصة النائية منها لينتقل مركزها إلى هوامش المدن و المراكز الحضرية . إن توسع حركة 20 فبراير رغم قمع مظاهرات يوم 20 فبراير 2011 و ما تلا ذلك من محاكمات صورية لم يكن في حسبان الإصلاحية و الإنتهازية ، مما خلق لها متاعب أمام النظام الديكتاتوري خوفا من تحويلها إلى إطار جماهيري شعبي خارج عن سيطرتها خاصة بعد ما تم تسجيل شهداء و معتقلين تم التنكر لهم بإيعاز من التحريفية و الفوضوية ، لتبين بالملموس أن البعد الإصلاحي لهذه الحركة لن يستوعب مطالب الجماهير الشعبية التي عجزت الإصلاحية و الإنتهازية عن تجاوزها في جميع المحطات التاريخية التي نزلت فيها الجماهير الشعبية إلى الشارع ، ليتكرر سيناريو المساومة و المناورة في دهاليز الدولة البوليسية للنظام الديكتاتوري بعد "خطاب 09 مارس" ، و تبقى التحريفية و الفوضوية بعيدة عن احتواء التنظيمات الجماهيرية المكافحة و على رأسها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب . فكان لا بد للمعطلين من تجاوز المشروع الإصلاحي لحركة 20 فبراير كما تم من قبل تجاوز المشاريع الإصلاحية التصفوية للتحريفية و الفوضوية داخل حركة المعطلين ، باعتبارها التنظيم المكافح الذي شق عصا طاعة الإصلاحية و الإنتهازية بتسطير الخط و الإستراتيجية لبرامجه النضالية و السياسية المتسمين بالبعد الثوري. إن حركة المعطلين قد استطاعت تجاوز سقف المطالب الإصلاحية لحركة 20 فبراير انطلاقا من تجربتيها الكفاحية الرائدة ، مما يستوجب بناء تحالف استراتيجي بينها و بين الحركة الطلابية الثورية يستهدف تقوية الخط الثوري داخل حركة 20 فبراير لتشمل الحركة العمالية ، في أفق بناء تحالف طبقي ضد التحريفية و الفوضوية عبر الصراع ضد الإصلاحية و الإنتهازية التي تسعى إلى تنميط و تمطيط الثورة المغربية . لقد كانت تجربة توسيع المعركة الوطنية المفتوحة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب لتشمل الأحياء الشعبية بالرباط عبر تعدد نقاط التوتر رائدة في مجال التصدي لحصار القمع البوليسي للمعركة ، و ذلك عبر الوصول إلى أوسع الجماهير الشعبية لإشراكها في المعركة من جهة و فسح المجال أمامها للإحتجاج بدل الركون في وسط المدينة بعيدا عن هموم الطبقات الشعبية ، و تعتبر تجربة الحركة الطلابية الثورية ببعض المدن الجامعية رائدة في دعم احتجاجات حركة 20 فبراير عبر تجاوز سقف مطالبها الإصلاحية و سيطرة الإصلاحية و الإنتهازية عليها ، مما يستوجب تمديد تحالف هاتين الحركتين ليشمل الحركة التلاميذية الفتية من أجل تعميق روافدهما بإحياء التنظيم التلاميذي/النقابة الوطنية للتلاميذ ، ليكتمل التحالف الطبقي بين الحركة العمالية و حركات المعطلين و الطلبة و التلاميذ خدمة للثورة المغربية.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة التونسية و الثورة المضادة
-
جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
-
النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس
...
-
الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
-
الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965
-
الإنتفاضة الشعبية المغربية و مهام حركة 20 فبراير
-
أهمية البناء الجماهيري لحركة 20 فبراير
-
ما معنى -الشعب يريد إسقاط النظام- ؟
-
بيان إلى الرأي العام بصدد اختطاف واعتقال الرفيق العياشي ألري
...
-
نتائج الثورة المصرية : حكومة ثورية أم انقلاب عسكري ؟
-
الثورة و الدولة و العنف الثوري في التجربة المصرية
-
الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمق
...
-
الثورة الشعبية التونسية و الدولة
-
درس في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية التونسية المظفرة
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 21
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 20
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 19
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 18
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 17
-
في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 16
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|