أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - مفهوم الدين في عصر التنوير














المزيد.....

مفهوم الدين في عصر التنوير


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يخطئ من يظن أن عصر التنوير كان يعني الكفر أو الالحاد أو الخروج كلياً عن الدين . على العكس , لقد كان يعني أساساً بلورة تصُور جديد للدين , وهذا التصور يختلف جذرياً عن التصور الاصولي الذي ساد العصور الوسطى كلها .
فحتى نهاية القرن السابع عشر كانت البشرية الاوروبية تعيش في ظل النظام الاصولي القديم . وأي واحد يخرج على الخط العام للأرثوذكسية الدينية كان يعرض نفسه للعقاب الصارم .
ولكن بمجئ القرن الثامن عشر , أو حتى قبله بقليل , راحت بوادر التغيير تلوح في الافق . وأصبحت المخاطر التي تهدد الدين القديم تتوضح أكثر فاكثر . ولم تعد السلطات الكنسية قادرة على السيطرة على الوضع على الرغم من دعم السلطات السياسية لها , وراح الأصوليون يشعرون بالذعر أمام رياح التغيير الجديدة والمتمثلة بالفلسفة الديكارتية .
بأختصار راحت الأرثوذكسية المسيحية تتراجع شيئاً فشيئاً لمصلحة الافكار الجديدة . والواقع أن المسيحية أو المشكلة الدينية , كانت تشرط مجرى الفلسفة في القرن الثامن عشر بمجمله . وكانت العلاقة مع الله هي الرهان الاساسي للفكر , ولم يكن هناك مفكر واحد ذو أهمية معينة الا ويتحدث عن هذه المشكلة ويحاول معالجتها وحلها . فكانت مشكلة المشاكل بأمتياز .
ونقد هذه الصيغة أو تلك من صيغ المسيحية من قبل الفلاسفة لم يكن يعني أنهم كفاراً أو معادين للدين , وإنما لصيغة معينة من صيغه , صيغة متكلسة ومتحجرة .
فالفلاسفة راحوا يدينون تحول المسيحية الى وثنية وإلى أداة يستخدمها رجال الدين من أجل استغلال الناس وبثّ الشعوذات والخرافات في أوساطهم , ولذلك أتهموا بالالحاد من أجل تسفيه مواقفهم وأرائهم , فكانت المعركة حاميت الوطيس بين الطرفين أي الطرف الاصولي والطرف العقلاني , وكل الاسلحة كانت مباحة بما فيها أسلحة الاشاعة وتشويه مواقف الخصم , وحتى تهديده بالقتل .
والذي يميز إنسان العصور الوسطى عن إنسان عصر التنوير , أنه كان الاول يحتقر الحياة الدنيا والملذات الارضية ولا يهتم الا بالاخرة باعتبار أن هذه الدنيا دار عبور ولا قيمة لها . ولم يكن يثق الانسان ولا بإمكانياته لان الانسان مذنب وناقص بطبيعته .
أما فلسفة التنوير فعلى العكس . لقد راحت تعطي ثقتها للإنسان وإمكانياته ومقدرته عل تغيير الواقع وتحسينه نحو الأفضل , ثم راحت تهتم أكثر بالحقائق الارضية والمتع الدنيوية وأحقية الانسان في السعادة على هذه الارض .
هكذا راح فلاسفة التنوير يصوّرون مستقبلاً زاهراً باسماً يسيطر فيه الانسان على الطبيعة ويحقق فيه الجنة على هذه الارض . وعن طريق أسطورة التقدم هذا أستطاعوا أن يربحوا المعركة ضد الاصولية وأن يسحبوا البساط من تحت أقدامها وأن يأخذوا منها الجماهير . وما كانت العملية سهلة ولا مضمونة سلفاً .
ذلك أن التقدم لم يكن أسطورة فقط , وإنما كان حقيقة واقعة .
ويكفي أن نلقي نظرة على المجتمعات الاوروبية الحديثة , أن نقارنها بالمجتمعات التقليدية لكي ندرك الفرق . فهنا تتجلى ثمار التنوير يانعة جنيّة .



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والعلمانية تنافر وانجذاب
- اسلام الساسة
- اراء برناردشو وغاندي في نبي الاسلام محمد
- لا تغالي
- دور منظمات المجتمع المدنى فى التحول نحو الديمقراطية في العرا ...
- بعض الاشكاليات العامة للديمقراطية
- الديمقراطية : بعض الاشكاليات العامة
- بعض الاشكاليات المرتبطة بمضمون الدولة
- المجتمع المدني بين كرامشي من جهة وهيجل وماركس من جهة اخرى في ...
- المجتمع المدني العالمي : تعدد التفسيرات
- نرجسية المثقفين العرب
- العلمانية بين التضامن الاجتماعي و الواجبات تجاه الله
- دور الاشتراكية والشيوعية في تشكيل المدرسة العلمانية الفرنسية
- الإكليروس و العلمانية في النموذج الفرنسي للعلمانية
- اصبح الاسلام موضوع من لا موضوع له
- مفهوم العلمانية
- مفهوم المجتمع المدني العالمي
- رؤية هيجل للمجتمع المدني
- مفهوم المجتمع المدني
- العلمانية في الدساتير الفرنسية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رباح حسن الزيدان - مفهوم الدين في عصر التنوير