دكتور الجمل دع الأفعال تحكم

أحمد سامي عنتر

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 02:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

دكتور الجمل دع الأفعال تحكم

ربما لا يخفى على أحد التاريخ الحافل للدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستوري، وهو التاريخ الذي سوّغ له تولي منصب نائب رئيس الوزراء في تلك الفترة الحساسة من تاريخ مصر، ورغم تحفظات البعض على تولي الجمل هذا المنصب في وزارة شفيق إلا أن عموم الشعب المصري تفاءلوا بتاريخ الرجل ووطنيته، ولكن اليوم وبعد مرور أكثر من شهرين على تولي الدكتور الجمل منصبه فلازال لم يقم بالدور المنوط به في هذه الفترة- والتي قال إنه قبل هذا المنصب ليخدم وطنه في هذه الفترة الحرجة. ويرجع السبب في هذا إلى أنه لم ينس َ تاريخه الطويل الذي يفتخر به، بل إنه ينطلق في أدائه وقرارته من كونه الدكتور الجمل الفقيه الدستوري ذي التاريخ الحافل الذي رأى الدنيا وجمع بين الخبرة السياسية والقانونية، وبالتالي فهو يرى أن خبرته هذه تؤهله لاتخاذ قرارات غير قابلة للنقد لأنه هو الدكتور الجمل، بل يعتبر أي نقد ٍ لقرارته إهانة لتاريخه الطويل بل إهانة لشخصه، ولذا انشغل كثيراً بالرد على كل نقد أو تعليق حوله، حتى أنه ذهب بنفسه إلى جريدة الشروق ليبلغهم رده على مقال كتبه عنه الأستاذ وائل قنديل في حين أنه كان في غنى أن يذهب بنفسه وأن يرسل رده، وكان عليه أن يستغل خبرته الطويلة في صياغة مستقبل الوطن وأن يسعى لتكون نتائج أفعاله أبلغ رد على أي نقد، فالعبرة بالأفعال دائما وأبداً، فلقد مضى عصر الثقة مخلفاً ورائه الكفاءة والحكم على الشخص بأفعاله وليس لمجرد تاريخه.
كذلك فإن الدكتور الجمل يغفل شيئاً هاما وهو أن بقبوله منصبه هذا لم تعد قرارته تخصه وحده لأن نتيجتها تؤثر على كل الشعب المصري، لذا أصبح أنظار الشعب الذي ينتظر منه تحقيق مطالبه، ولا عجب إذن أن يقوم أي ٍ من المصريين في نقد قرار يؤثر عليه هو في الأساس حتى وإن كان مخطئ في ظنه. وثالثاً فإن التاريخ الطويل لأي شخص ٍ لن يجعله في غناً عن النقد لأن النقد ليس هجوماً وإنما هو دفعاً للمسار الصحيح، إو لاضفاء مزيداً من الصحة عليه- خاصة إن كان صادراً عن أشخاص ٍ نثق في صدقهم واخلاصهم.
وفي النهاية فإن نائب رئيس الوزراء طالما وافق أن يكون خادماً للشعب فلابد أن يفصل بين شخصه ومنصبه لأنه قراراته تؤثر أصبحت تؤثر على حياة المصريين كافةً خاصة في هذه الفترة الحرجة، وإلا فأمامه حلٌ واحد كي يتحاشا ما يظنه إساءة لشخصه.

#أحمد_سامي_عنتر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات