|
الندوة- الاجتماع العربي للتامينات الاجتماعية ، تحديات وآمال !
جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 08:35
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
الندوة – الاجتماع العربي للتأمينات الاجتماعية ، تحديات وآمال .
ضمن النشاطات التي قامت بها منظمة العمل العربية في الآونة الاخيرة ، برز موضوع " الندوة العربية للتأمينات الاجتماعية " التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت أيام 27-30 سبتمبر/ أيلول 2004 .هذه الندوة الثانية عشرة للمنظمة وقد جاءت من أجل " تحديد الصعوبات التي تعيق تطور التأمينات الاجتماعية وتحديد متطلبات المرحلة القادمة وسط المتغيرات السريعة التي تعيشها المنطقة ، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتحديد الاحتياجات المستقبلية للدول العربية في مجال التأمينات الاجتماعية في ضوء المتغيرات." كما جاء في الصفحة الاولى للتقرير الصادر عن هذه الندوة . وجاء ايضا ضرورة ".. مواصلة التعرف والاطلاع على التجارب الحديثة والناجحة في مجال التأمينات الاجتماعية للاستفادة منها في تطوير أساليب عمل مؤسسات التأمينات الاجتماعية في الدول العربية وتعميق الصلة بين مختلف أجهزتها وتبادل الخبرة والتجربة فيما بينها ."
يظهر من التقرير ايضا أن جدول اعمال الندوة كان زاخرا بالمداخلات التي قدمت من قبل خبراء ومسؤولين من مختلف الدول العربية حول قضية التأمينات الاجتماعية التي تنتهجها هذه الدول لعمالها المؤمنين وشملت هذه المداخلات تقديم تقارير حول الضمان الاجتماعي، في كل من سوريا والاردن والمغرب والعراق. بالاضافة الى مداخلة من مؤسسة الضمان الاجتماعي اللبنانية بخصوص استثمار اموال الضمانات الاجتماعية ، مع تقديم امثلة عالمية ، حيث برز أن المثال الكندي لاستثمار اموال صناديق الضمان الاجتماعي هو الافضل عالميا .
لن نغوص في تفاصيل جدول أعمال الندوة الهامة ، لان ذلك يتطلب معالجة تفصيلية أكثر ، لكننا سنقف عند بعض التوصيات التي صدرت عن الندوة، حيث لاحظنا منها أن هذا الموضوع يستحوذ على اهتمام كبير وواسع لدى المسؤولين في منظمة العمل العربية ، مع الاشارة الى ضرورة وضع " الضوابط الكفيلة لضمان وتعزيز استقلالية أموال التأمينات الاجتماعية وأن يكون استثمارها قائما على أسس تجارية بحته تخضع لقوانين السوق، وأن تكون في مجالات استثمارية آمنة وبعيدة عن المخاطر وذات جدوى استثمارية وأن يتم استثمارها في مشاريع تعود لصالح هذه المؤسسات ..". السؤال الذي لا بد من توجيهه الى القائمين على هذه الندوة هو ، اذا كان الاستثمار لاموال المؤمنين سيتم " على أسس تجارية بحته تخضع لقوانين السوق .." فمن يضمن نجاح هذا الاستثمار ؟؟ خاصة وأن للسوق شريعته التي تتحكم به، ولا ضمان للربح فيه دائما ... كان من الضروري ومن أجل حماية أموال العمال المؤمنين أن تتم عملية الاستثمار في مشاريع بنية تحتية في الدولة مع ضمان كفالات حكومية للاموال المستثمرة وتحديد نسبة الارباح مسبقا وبذلك يكون لدى ادارة الصندوق ضمان على الاموال والارباح ايضا . الا أن هذا القرار – التوصية جاء وفقا للسياسة التي وضعتها المؤسسات العولمية – صندوق النقد العالمي والبنك الدولي - التي تعتمد سياسة خصخصة صناديق الضمان وفتح ابواب استثمار اموالها في السوق الحر – سوق المال والبورصات المحلية والعالمية .
بقية بنود التوصيات تتعلق في قضايا ادارية تقنية مثل " اعادة تعميم مشروع القانون العربي الاسترشادي للضمان الاجتماعي " ودعوة مكتب العمل العربي " .. للمبادرة لوضع مشروع دليل استرشادي لاستثمار اموال التأمينات الاجتماعية ..". ودعوة مؤسسات التأمينات الاجتماعية في الدول العربية " الى اجراء الدراسات الاكتوارية بشكل دوري حول أوضاعها المالية المستقبلية ، ضمانا لديمومتها واستمراريتها في قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه المؤمن عليهم ". وليس كما حدث مع المؤمن عليهم في صندوق الضمان الاجتماعي اللبناني الذي خوت ميزانيته لعدم وفاء الحكومة اللبنانية بالتزاماتها المالية للصندوق مما أدى الى بقاء المؤمنين بدون مخصصات التأمين التقاعدي والصحي وغيره من التأمينات المستحقه لهم . ودعا المؤتمر – الندوة منظمة العمل العربية ،" الى تعميم دليل مصطلحات العمل العربية . الذي كانت قد أصدرته ، على مؤسسات التأمينات والضمان الاجتماعي في الدول العربية من أجل المساعدة على التوصل لتوحيد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في مجال التأمينات الاجتماعية ". وكان المشاركون قد أشادوا " بالجهود التي بذلتها المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في المملكة الاردنية الهاشمية بالتنسيق مع الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي والتي أسفرت عن انشاء مكتب اقليمي للجمعية في عمان يمثل الدول العربية في قارة آسيا ."
القرارات والتوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر العربي جاءت متناسقة مع التحركات التي يمر بها موضوع الضمان الاجتماعي في العالم ، بسبب" العجز الاكتواري" لهذه الصناديق ، هذا" العجز" سببه الارتفاع بمعدل حياة الانسان المؤمن ، مما دفع العديد من الدول الى فرض وتشريع اجراءات ضمن قوانين تمس بحقوق المؤمنين وتقلص قيمة التأمين الذي يستحقه المؤمن عند خروجه للتقاعد أو اصابته بعجز مهني أو استحقاقه مخصصات بطاله وغير ذلك . بالاضافة الى الغاء أية مسؤولية حكومية اتجاه المؤمنين ، ونقل " الملكية" على هذه الصناديق الى القطاع الخاص مما يعرض حقوق العمال والاجيرين عامة من المؤمنين في هذه الصناديق الى الخطر في كل لحظة ويكفي أن نذكر هنا ما حدث مع المؤمنين في الصناديق التي سيطر عليها الرأسمالي البريطاني "ماكسويل " حيث خسر أموال المؤمنين في البورصة وانتحر .وترك المؤمنين مع وثائق بلا رصيد او حقوق.
بقي أن نشير الى أن قضية الضمان الاجتماعي تم مأسستها ضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 1948-12-10 في مادته الثانية والعشرين حيث جاء فيه أن :" كل فرد باعتباره عضوا في المجتمع له الحق في الضمان الاجتماعي ..." وبعد هذا الاعلان أخذت منظمة العمل الدولية المتفرعة عن الامم المتحدة على عاتقها تحقيق الضمان الاجتماعي ضمن الاهداف الرئيسية التي تسعى الى تحقيقها ، ولهذا وضعت العديد من الاتفاقيات وفي مقدمتها الاتفاقية الدولية رقم 102 بشأن الحد الادنى للضمان والامان الاجتماعي - الحماية الاجتماعية ، وتم اقرار هذه الاتفاقية في 1952/06/4 خلال الدورة الخامسة والثلاثين لمؤتمر العمل الدولي ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 1955- 04- 27 بعد مصادقة الدول عليها ، حيث أشارت الى القضايا التي تغطيها نظم الضمان الاجتماعي وهي : الشيخوخة ، المرض ، اصابات العمل ، الامومة ، البطالة ، الاعباء العائلية .الوفاة (الخلف).. الخ .
على ضوء ذلك كان لمنظمة العمل العربية وهي متفرعة عن منظمة العمل الدولية وتعمل في اطارها ، دورا هاما وبارزا في تطوير التشريعات الاجتماعية المرتبطة بالضمان الاجتماعي وتم اقرا الاتفاقية رقم 3 لسنة 1971 للمستويات الاساسية للتأمينات الاجتماعية في الدول العربية ، في مؤتمر العمل العربي ، الذي عقد في 1971- 03-27 . وقد سبق هذا التشريع الاتفاقيات الجماعية التي توصلت لها بعض الاتحادات النقابية في العالم العربي والتي ضمنت الضمان والتأمينات الاجتماعيه الاساسية للعمال الذين مثلتهم وجاءت خطوة منظمة العمل العربية هذه لتقوم بمأسسة الضمان الاجتماعي في هذه الدول والتي ما زال أكثر العاملين فيها بدون ضمان وتأمين اجتماعي حتى يومنا هذا .
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المتوسط ...بحر الموت للعمال المهاجرين
-
دولة - بيبيستان -
-
بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للاتحاد الدولي لنقابات العمال
...
-
-عالم بالشقلوب- ...أغنياء فقراء....!!!!
-
بمناسبة مرور -46- عاما على انتفاضة سجناء سجن شطة الاسرائيلي
-
نعم للاضراب المفتوح وفورا
-
قناة -الجزيرة- للبيع .....؟!
-
لماذا التحريض على مؤتمر بيروت للحركة العالمية لمناهضة الحرب
...
-
اللاسامية....الجاني حارس المؤسسة
-
هل انتهت العبودية في عصرنا ؟
-
على هامش المؤتمر النقابي اللبناني - مؤتمر في خضم المعارك
-
على هامش اضراب المقاطعة للخليوي في لبنان
-
صفقة سعودية اسرائيلية ضخمة ...وشراكة
-
مذبحة بحق المستضعفين - ميزانية نتنياهو - ملف كبير بحروف صغير
...
-
لو حدث ذلك في دولة أخرى ...!!!
-
كلمات في الذكرى العاشرة للشاعر توفيق زيّاد
-
برامج الخصخصة مصلحة راسمالية
-
لماذا يصمت النقابيون العرب؟
-
ظاهرة العنصرية في -أشكلون- ليست فريدة:الضحية -عمال عرب يبحثو
...
-
ملتقى الرأسمالية في اسرائيل
المزيد.....
-
حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
-
4th World Working Youth Congress
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر
...
-
بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
-
النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|