|
ألأنفال والسبل الكفيلة بأيقافها
خسرو ئاكره يي
الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 16:20
المحور:
القضية الكردية
ألأنفـــــــــــــــال والسبل الكفيلة بأيقافها الجزء الاول لقد تم اعداد هذه الكتابة للمشاركة في الاحتفاء التأبيني بالذكرى الثالثة والعشرون على مرور جريمة الانفال في 14/04/1988 والذي اقيم في مدينة دلفت الهولندية ، من قبل منظمات المجتمع المدني الكوردية والعربية والشخصيات الهولندية ممثلي الاحزاب والبرلمانيين و ترجمت مختطفات منها الى اللغة الكردية وتم المشاركة بقرائتها . الانفال تلك الجرائم بحق الكرد والقييم الانسانية والتي ارتكبت من قبل النظام الفاشي البعثي بقيادة شيخ النازية صدام المقبور وابن عمه الوحش الكاسر الملقب ب (علي كيمياوي) الذي لف حبل العدالة عنقه وعنق سيده ونالوا على جزائهم العادل ، وبمؤوسسته العسكرية الغازية لجنوب كوردستان واجهزته القمعية المشهودة بجرائمهم على وحشيتهم وحقارتهم ودنائتهم بسقوطهم المطلق من جميع الاخلاق والقييم الانسانية ، ولأهمية الموضوع وحجم الجريمة والجروح الملتهبة في قلوب أبناء امة لم تندمل جروحهم لبشاعتها ولم تبخل الانظمة المحتلة لهم ولوطنهم كوردستان في أنفلتهم وتقديسا" لأرواح المؤنفلين وتقديرا" واحتراما" لذوويهم ومن اجل ان نجعل من الانفال مذكرات مدونه لأجيالنا اللاحقة وجدت من الضروري صياغة الموضوع و نشره وبشكل اجزاء مع اعتذاري الشديد للجميع لعدم كفايته مع مستوى الاحداث حيث أرى بأن الكتابة تنقصه دراسة أكاديمية علمية سياسية اجتماعية قانونية أتمنى ان اتمكن لاحقا" تقديم الاكثر في هذا الموضوع . بداية بقلب يملأه الحزن وينزف بدموع من الدم أنحني اجلالا" واكبارا" امام ارواح الشهداء المؤنفلبن بمرور هذه الذكرى والمصاب الاليم والتي أؤكد جازما" بأن تلك الارواح ترى وتسمع ما يعمل ويقال بحقهم لقدسية المكانه المباركة التي منحهم الله حيث بلا شك المؤنفيلن شهداء عند ربهم يرزقون حيث قتلوا دون ذنب او فساد ويقينا" بأنهم شاهدوا واحتفلوا بيوم اعدام المجرم صدام وابن عمه علي الكمياوي . أود القول بأن مثل هذه اللقاءات بمرور الذكرى التي تجمع بين العقول المتمدنة المؤمنه بألقيم الانسانية ومبادئ الديمقراطية الرافضة للعدوان وانتهاك حقوق الانسان السياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، الرافضة للتميز العنصري ، والداعية الى احقاق الحقوق ومناصرتها دون تفرقة وتمييز نسبة الى العرق والمذهب واللون والجنس في بالغ الاهمية لبناء ثقافة انسانية التي ترفض التمييز العنصري بجميع اشكاله وتحتضن الانسان من كونه كائن اجتماعي يحق له الحياة متمتعا" بحقوقه وحريته . لقاء بمرور ذكرى الثالثة والعشرون بأباحة النظام العراقي العروبي الشوفيني بقيادة فرعون العصر (صدام حسين) المقبور دم ابناء امة مليونية مغتصبة الحقوق والحريات ووممتلكاتهم بأعلانه حرب التطهير العرقي عليهم وهم على وطنهم كوردستان بضربهم بالاسلحة الكمياوية المحرمة دوليا"واستخدام وتطبيق مفاهيم سورة الانفال في حروبه المستمرة عليهم والذي أخذ شكل الابادة الجماعية (الجينوسايد) في العقد الثامن من القرن الماضي . أتمنى ان يتوسع هذا اللقاء في قاعدته وعدم الاكتفاء بالوقوف على الاطلال والقاء الكلمات والخطب الرنانه من هنا وهناك بذكرى المذابح البشرية بل العمل على استلهام العبر والدروس من الاحداث واستثمارها خدمة للانسانية ودعما" حقيقيا" ومساندة ملموسة للمحكومين الخاضعين لأحكام الانظمة الجائرة وتدع الى تأسيس جمعية متفق عليه بالأسم مثلا" (( جمعية الصداقة الكوردية العالمية لمحاربة اسلحة الابادة الجماعية )) تتبنى في اهدافها العمل من اجل انقاذ العالم من الاسلحة المستخدمة للابادة البشرية بصورة جماعية بكافة انواعها النووية والجرثومية والكمياوية ، ومحاربة الاضطهاد والممارسات الارهابية الدموية ضد الرافضين لسياسات الانظمة القمعية التي تستغل سيادة السلطة في عملياتها الاجرامية بحق المحكومين الخاضعين لسلطاتهم الشوفينية وذلك بدعوة ألمؤمنين بالمبادئ نفسها الى الانتماء اليها والمشاركة في نشاطاتها وعلى مستوى العالم وتأخذ طابعا" أمميا" في مهمتها الانسانية تضاف جهودها الى جهود المنظمات الاخرى التي تتبنى من اهدافها الدفاع عن حقوق الانسان وحريته وتنشط في هذا المجال دون تأثير المصالح على نشاطاتها الهادفة الى تأمين حرية الانسان والدفاع عن حقوق المواطنين الابرياء ومن مختلف القوميات والطوائف والاجناس دون تفرقة وتمييز بعيدا" عن المصالح و حسابات المكان والزمان التي تضرب الحقوق عرض الحائط والوقوف بوجه القائمين بالجرائم الارهابية بحقهم . تلك المنظمات التي لم نسمع منها قيامها بمهمتها الانسانية في الدفاع عن حقوق الانسان وحريته بتحريك ساكن ولو بأضعف الايمان عندما تعرضت أمة الكرد الى الهجمات الارهابية البشعة من الانفالات المتتابعة وضرب مدينة حلبجة الشهيدة بالاسلحة المحرمة دوليا" واقتياد ما يزيد على 182 الف نسمة من الاطفال والشيوخ والنساء والشباب والشابات الى عالم مجهول في نظر الاعلام العالمي الرسمي والشبه الرسمي وتم دفنهم بالمقابر الجماعية في مختلف المواقع العراقية وبأمر من دكتاتور العصر قائد الامه العربية الذي عثر عليه مختبا"في حفرة تحت الارض صدام حسين الملقب بتسعة وتسعين اسما" من قبل ازلامه والاقلام المأجورة لتعظيمه ، ومن تلك المواقف المتخاذلة برهنوا للعالم بأن التعامل مع ميزان العدالة تعامل ذوو وجهين وقياس بمكيالين أستنادا" الى المصالح عليه ارى من الضروري على تلك الهيئات والمنظمات اعادة النظر في حساباتها وصياغة برامجها بأتخاذ المواقف الجريئة والسريعة ضد عمليات انتهاك حقوق الانسان اينما كان متزامنة مع الحدث. أن عمليات الانفال والتي كانت الاهداف منها واضحة وضوح الشمس بأتباع سياسة التطهير العرقي المقيتة (الجينوسايد) بحق الكرد كانت مخططة لها مسبقا"قبل البدأ بها والاعلان عنها رسميا" في أعلام النظام المقبور والتي قسمها الى مراحل بدأ" بالهجوم على منطقة سركلو وبركلو والتي استغرقت ثلاثة اسابيع في اواخر شباط وبداية اذار عام 1988 وانتهاء" بالمرحلة الأخيرة والتي انتهت بها أنفلة بهدينان في /6 /ايلول من العام نفسه هذا بشكل رسمي معلن عنه والذي جعل من تأريخ 14/04/1988 تأريخا" لها اعتقد جازما" بأن تأريخ الكرد حافل بصفحاته الاسود بعمليات التطهير العرقي وأنفلتهم أقدم من هذا التأريخ بكثير ولنا ان نشهد عليها بحقائق لا تكتنفها الغموض ومنها : ـ 1 ــ بدأ النظام في اوائل شهر نيسان عام 1980 بعد ان اتخذ من التفجيرات التي حدثت في الجامعة المستنصريه وبمسرحية هزلية مخططة الادوار بأصدار أحكام قرقوشية دون اتخاذ الاجراءات الجزائية والتحقيق في الاحداث واعلانها للملأ بل جعل منها ذريعة للبدء بتنفيذ مخططه الاجرامي بحق شريحة متميزة من الكرد الفيلين بدأ" بالمغدور(سمير غلام) وانتهاء" بعمليات الترحيل والتهجير القسري، والتي كانت للاجهزة القمعية الامنية للنظام المقبورضلع في تدبيرها وذلك أستنادا" الى عدم قيام النظام الساقط في حينه بالتحقيق في الامر واحالته الى القضاء للفصل فيه وبيان الفاعل الحقيقي على الملأ جعل للشك سيد الموقف في الاحداث حيث لا جريمة ولا عقوبة بدون قانون كقاعدة قانونية ولا تزر وازرة وزر اخرى كقاعدة شرعية . اذا" لماذا اتخذ النظام من تلك العملية ذريعة لأعتقال عشرات الالاف من الشباب وترحيل مئات الالاف منهم الى ايران ؟ الا يظهر من الموقف تخطيط مسبق لأنفلة أخوتنا من الكرد الفيلية؟ الشريحة الواعية المتحضرة والتي كان لها دور مشهود وذ راع طويل في الاستثمارات الاقتصادية والتقدم بها الى الامام في العراق بالاضافة الى دورهم الوطني في الحركة التحررية الكوردية مما نجم عنه خشية النظام من نشاطاتهم الاقتصادية والسياسية فبدأ بتنفيذ جرائمه البشعة بحقهم وتجريدهم من كافة الحقوق المادية والمعنوية ثم تهجيرهم وترحيلهم الى ايران تحت ذريعة التبعية ، ومن نتائج تلك الهجمة الشرسة اختفاء ما يقارب من عشرين الف شاب كردي فيلي دون اسباب وترحيل وتهجير الأخرين وما يقارب من نصف مليون منهم الى ايران وفي ظروف قاسية جدا" عبر مسافات طويلة على الالغام والمتفجرات ونجم عنها الاصابات المختلفة والانكى من كل ذلك كان النظام الايراني يسمون المرحلين (بالعرب) ولم يتردد وبأجهزته القمعية بممارسة كافة الفضائح اللاخلاقية واللانسانية بحقهم تدخل جميعا ضمن ابادة الجنس البشري لا يقبل الشك بأنها كانت حرب ابادة شاملة (الجينوسايد) وبشكل انفال حقيقي وامام انظار المجتمع الدولي الذي ابى ان يحرك ساكنا" بسبب العلاقات التي تضمن مصالحهم والتي تهون عليهم بيع امة كاملة ببرميل من النفط وترى قدسية مصالحهم أسمى من قدسية مصالح الشعوب المحتلة وحقوقهم ومن دماء مئات الالاف من ابنائهم بل ورأينا كيف ان بعض المراكز اتهم جهات اخرى بقصف مدينة حلبجة الشهيدة تزامنا" مع مصالهم . 2 ــ أنفلة البارزانين من الذين تم ترحيلهم في عام 1975 من محل سكناهم بمحافظة اربيل الى المحافظات الجنوبية وفي عام 1980 اعيدوا الى مجمعات سكنية قسرية في ناحية (قوش تبه) جنوب مدينة اربيل بعشرين كيلومترا" وبعد دخول النظام في حرب قاسية جدا" مع ايران ذهب الملايين من الضحايا بين الطرفين الايراني والعراقي الذي تبجح النظام الافتخار به وأسماه (بقادسية صدام) قادسية العار التي بدأت في 21/سبتمر/ 1980/ والخسائر الفادحة من نتائج اثاره الملحقة بالجيش العراقي وبأقتصاده اصاب النظام بجنون الهستيريا فأقدم على جريمته البشعه بأحتجاز الالاف منهم في عملية جبانة ضد العزل شارك فيها اجهزته الامنية والحرس الخاص وذلك في نهاية تموز عام 1983 والى سبتمبر منه واقتادوهم الى حيث المصير المجهول وتأكد بعد سقوطه خلال العثور على رفاتهم بأنهم دفنوا في المقابر الجماعية بصحراء سماوه وغيرها من الاماكن . 3 ــ الضربات المميته من قصف النظام العراقي لمدينة حلبجة الشهيدة في 16/03 / 1988 بالاسلحة الكمياوية المحرمة دوليا" مما اسفر عن استشهاد اكثر من خمسة الالاف من المواطنين العزل من السلاح من اهالي المدينة واصابة الالاف منهم بالجروح والتي لازالت اثارها ومعانتها قائمة حتى يومنا هذا بالاضافة الى تهجير المدينة . 4 ــ بدأت عمليات الانفال الشاملة السيئة الصيت وعلى مراحل بعد ان خرج من قادسيته المشؤومة واراد ان يداوي جروحه المسرطنه من أثارنتائج حربه المدمرة باعلانه الانفال على الكرد بشكل رسمي ومذائع من اجهزته الاعلامية الرسمية في العام نفسه ومباشرة بعد وقف اطلاق النار بينه وبين ايران في 8/ 8/1988 وفي نهاية شهر آب واباح كل شيئ كردي دون استثناء من الارواح والاموال له ولزمرته وجيشه المهزوم وباستخدام سورة الانفال المعروفة عن سبب النزول . بالاضافة الى تعرض بيئة كوردستان الى التلوث من تلك الاسلحة بل واتباع سياسة الترحيل والتهجير واعلان مساحات لا يستهان بها ضمن المناطق المحرمة بل وحرقها وتدمير كل اثر للحياة فيها بازالة ألألاف من القرى الكوردية وتسويتها مع الارض ونالت منها منطقة كرميان أوسع نشاطات النظام ألأرهابيه في عمليات التطهير العرقي بأنفلة سكانها بشكل عام وكامل . يتبع الجزء الثاني .
#خسرو_ئاكره_يي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورات الشعوب المعاصرة من نهضة وعي أجيالهم
-
جروح حلبجة الشهيدة لا تزال تنزف دما-
-
تحية كوردستانية الى قناديل باب سراي
-
برلمان كوردستان بين التحزب والتمثيل الحقيقي لأرادة الشعب
-
بركان الغضب الشعبي يثور ويستعر حرارة-
-
أحداث السليمانية بين صوت الشعب ولعبة المصالح الحزبية
-
القيادة ضرورة أجتماعية سياسية أو وظيفه شخصيه أنفرادية
-
تتساقط أنظمة الفراعنة كسقوط أوراق الخريف
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|