أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال فاضل كاني - الطرق اللامألوفة لمعرفة ارتفاع ناطحة السحاب














المزيد.....

الطرق اللامألوفة لمعرفة ارتفاع ناطحة السحاب


نضال فاضل كاني

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 21:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حصلت هذه القصة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك ، وفي امتحان الفيزياء كان احد الاسئلة كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة السحاب باستخدام البارومتر ؟
(البارومتر جهاز قياس الضغط الجوي، والاجابة الصحيحة كانت بديهية وهي قياس الفرق بين الضغط الجوي على الارض واعلى ناطحة السحاب).
كانت اجابة احد الطلبة مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة انه اعطاه صفرا دون اتمام اصلاح بقية الاجوبة وأوصى برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح ، وكانت اجابة الطالب كالتالي : " اربط البارومتر بحبل طويل وأدليه من اعلى ناطحة السحاب حتى يمس الارض ثم اقيس طول الخيط " .
قدم الطالب تظلما لإدارة الجامعة مؤكدا ان اجابته صحيحة مائة في المائة وحسب قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية ، وأفاد تقرير الخبير ان اجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر اعطاء الطالب فرصة اخرى واعادة الامتحان شفهيا وطرح عليه الخبير نفس السؤال ، فكر الطالب قليلا ثم قال : لدي اجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا ادري ايها اختار.
فقال له الخبير : هات كل ما عندك.
فأجاب الطالب : يمكن القاء البارومتر من اعلى الناطحة ويقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل الى الارض باستخدام قانون الجاذبية وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة .
اذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
واذا اردنا اسرع الحلول فان افضل طريقة هي ان نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة على ان يعلمنا بطولها.
اما اذا اردنا تعقيد الامور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الارض واعلى الناطحة باستخدام البارومتر.
كان الخبير ينتظر الاجابة الاخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء، بينما كان الطالب يعتبرها الاجابة الاسوأ نظرا لصعوبتها وتعقيدها.
كان هذا الطالب هو " نيلز بور " وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء بل انه الدنماركي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للفيزياء ..
هذه القصة قد تبدو مألوفة للبعض فقد نشرت في عدد من المنتديات في الانترنت، وذكرها بعض الكتاب في مؤلفات كصاحب كتاب ( هكذا هزموا اليأس ) ، ولكن – فيما نظن- فإن غير المألوف ان نقوم بتوظيفها لشرح جانب من فلسفة الاضمار التي نتبناها.
* * *
في هذه القصة نلاحظ وجود نمطين من التفكير، الاول هو النمط الاكاديمي المنغلق على رؤية الامور من زاوية محددة، والنمط الآخر هو المنفتح او المتحرر القادر على رؤية الحقيقة او استنباط المعرفة من زوايا متعددة. وهذا يعني وفق منظور فلسفة الاضمار أنه :
حين يواجه التفكير المنغلق غير المألوف فانه اما ان يتوقف عنده أو يعود ادراجه، أما التفكير المنفتح فأنه يواجه مألوفا أنه يتحرك لاكتشاف غير المألوف.
قاعدة اضمار: المألوف يضمر اللامألوف وبالعكس
[ إذا رأيت تفكيرا منغلقا فاعلم ان الطبيعة الإنسانية تضمر تفكيرا منفتحا مقابلا له ، يوافقه في النتيجة ويخالفه في الطريقة ].
أو:[ لكل تفكير منغلق يوجد تفكير منفتح، يساويه في النتيجة ولا يساويه في الطريقة ]
وهذا يعني رياضيا أن :
[ كل ع ← ن يضمر عَ ← ن والعكس صحيح ]
أو [ كل ن تضمر ع ، عَ ]
حيث أن:
ع : التفكير المنغلق
عَ : التفكير المنفتح
ن : النتيجة
أي اذا وصل احدهم الى نتيجة ما بطريقة ما فإن غيره قادر على الوصول لها من خلال طرق أخرى. وفي المقابل اذا وصل احد ما بطرق متعددة الى نتيجة ما فإن الطبيعة الانسانية تضمر حتما وجود تفكير يرفض الوصول الى تلك النتيجة الا من طريق وحيد يظن انه المجمع عليه عند العقلاء.



#نضال_فاضل_كاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة حين تستولد ذاتها
- لماذات زينب وعائشة..!! - قصة قصيرة
- هكذا اكتشفت عنواني الذهبي - قصة قصيرة
- هل مزقت الجمعة خيوط العنكبوت؟
- إمي .. هل نحن سُنّة أم شيعة ؟ - قصة قصيرة
- المقدس - قصة قصيرة
- صرير الباب
- طيور الحقيقة - قصة قصيرة
- هل يمكن ان يستعمر التصوف العقل؟
- الخلود بين عقلنة الفلاسفة وروحنة أهل الطريقة
- الثورات الشعبية واضمار الثقوب السوداء
- لان هناك عقولا تطرح أفكار التقسيم
- حين يشهد المثلث ان اضلاعه نقطة واحدة
- لماذا تخلى سندباد عن خارطة الكنز ؟..
- الرقص قرب شجرة آدم - ج1
- الواقفون خلف أسوار الأنا
- لهذا تبدل الأفعى جلدها
- ربما تكون الفنتازيا قمة الهرم
- حي على الانقلاب
- هل للخيال صورة في المرآة ؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال فاضل كاني - الطرق اللامألوفة لمعرفة ارتفاع ناطحة السحاب