أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - حماس واللعب بالنار ..














المزيد.....


حماس واللعب بالنار ..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 21:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


استطاعت حركة حماس وعلى مدار سنوات ليست بقليلة من اللعب على المتناقضات، فبنت سياسةً خاصة بها تختلف عن الخط العام للإخوان المسلمين، في باقي الدول وخاصة دول الجوار الأردن وسوريا ومصر، فارتبطت ببعد إقليمي لم يكن يوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني.

دخلت حماس المحور الإقليمي الغلط ..!! لتضع كل بيضاتها في سلة واحدة، وهذا الأمر ما جعلها رهينةً مربوطةً بخيوط إقليمية تشدها متى شاءت إلى الاتجاه المعاكس. بقيت حماس حتى الآن تعيش شهر العسل مع النظام السوري الذي استطاع أن يحتضن قياداتها ويجعل من دمشق مقراً لهم، ويفتح أبواب الفنادق والمال لهم، في حين أن توأمهم حركة الإخوان المسلمين في سوريا يقمعون منذ ما يزيد عن الأربعين عاماً، النظام الذي التقت مصالحه ومصالح الحركة الفلسطينية التي ولدت من رحم الإخوان المسلمين في التآمر على منظمة التحرير، فعملت الحركة مع النظام السوري على التآمر لإيجاد البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية التي كتبت تاريخها بالدم.

الحركة التي بدأت كالدجاجة المذبوحة تتخبط بعدما اشتعلت المظاهرات في كافة المدن السورية، ظن قادة حركة حماس أن الأحداث في سوريا ستكون سحابة صيف، لان النظام في القطر السوري الذي يعتمد على الدعم الإيراني يستطيع بقوة أجهزته البوليسية أن يخمد نار الثورة في القطر المحكوم بالحديد والنار.

بيان حركة حماس وعلى لسان أمينها العام خالد مشعل، الذي مجَّد فيه بطولات سوريا كدولة ممانعة، كما تغنى بوقوف القيادة السورية إلى جانب الحركة، مع المرور باستحياء على حق الشعب السوري في التغيير والمطالبة بالحرية والاستقلال كما حدث في مصر وتونس، وفي نفس الوقت فان بيان الإخوان المسلمين في الأردن، وفي نفس الموضوع – الثورة السوربة - تحدث وبكل وضوح عن الزيف والكذب، في الممانعة التي يدعيها نظام الحكم في القطر السوري، ولم يكونوا وحدهم فأكثر من بيان للإخوان المسلمين في أكثر من مكان هاجم القمع بحق السورين، حماس التي نصبت نفسها خليفة لله على الأرض حاولت أن تكون شاذةً، فاختارت درب مؤلم في نهايته سيوصل الفلسطينيون إلى الهلاك .

أوساط في المعارضة السورية رأت أن النظام السوري الذي احتضن حماس يملي عليها بشروطه ليحرقها في آتون المعركة التي يخوضها ضد شعبه، الدكتور محمود الدغيم المفكر السياسي المعرف ذكر وفي مقابلةٍ خاصة أن أجهزة المخابرات السورية وبإيعاز من بشار الأسد قد طلبت من حركة حماس أن تعمل على استفزاز الجيش الإسرائيلي ليقوم بعدوان على غزة فينشغل الإعلام العربي والدولي بما يحدث في غزة، ويغض الطرف عما يحدث في سوريا، لم يكن الدكتور الدغيم هو من أدلى بدلوه في هذا الموضوع فالعديد من نواب مجلس الأمة الكويتي المحسوبين على الإخوان قد أكدوا حديث الدكتور الدغيم، ومفكرون إسلاميون عبر قنوات صفا ووصال حذروا حماس من هذا النهج.

وبالعودة إلى شريط الأخبار ومنذ الشهر الماضي نلاحظ أنه ومنذ بداية الأحداث في سوريا قد عمدت حركة حماس ومعها حركة الجهاد إلى إطلاق صاروخ هنا وقذيفة هناك، على الحدود مع إسرائيل، وإسرائيل التي تعيش حالة من العزلة على مدار الأشهر الماضية تحاول البحث عن مخرج لهذه الأزمة بافتعال حرب على أكثر من جبهة.

حماس الآن تعيش بين نارين كونها وضعت نفسها بين المطرقة والسندان، فإما أن تنفذ ما يمليه السيد السوري عليها أو أن تفتح أبواب جهنم عليها لعدوان شامل على كامل قطاع غزة، يحرق الأخضر واليابس، مع إدراك حماس إذا ما لجأت إلى مثل هذا الخيار فإن الظرف الدولي والعربي لن يكونا إلى جانب إيقاف عدوان شامل على غزة.

تركيا وقبل شهر استطاعت أن تمنع عدوانا إسرائيليا حتميا على قطاع غزة، وأوصلت الرسالة إلى حركة حماس بضرورة إلا تكون أداة لأي دولة في الإقليم كون الشعب الفلسطيني المحاصر هو من سيدفع الثمن، وأن الثمن سيكون باهظاً هذه المرة.

إن إقدام حركة حماس على مغامرة غير محسوبة النتائج إرضاءً لقوى إقليمية في المنطقة سيكون على حساب جراحات شعبنا النازفة، لأن المواطن الغلبان هو من سيدفع الثمن، ومن الأجدر بقيادات الحركة التي تلعب على الحبال الإقليمية أن تجلس ملياً مع الذات وتفكر في إعادة اللحمة إلى جناح الوطن قبل أن تتاجر بدماء شعبنا في معارك خاسرة.



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسد على شعبه، أرنب أمام إسرائيل ..!!
- حالة غثيان أم تقيؤ ..!!؟
- ذاكرة الزمان والمكان في قصاصات عادل الاسطة
- مقام من بلدي ( 2 )
- مقام من بلدي ..
- ليلة حب ..
- كل عيد وأنت الحب
- كان معنا من القدس ...(..!!..)..
- إنهم يستحقون الاهتمام .. (..!!..)..
- غَنَيتُ لَكَ ..( ..!!..)..
- من الأردن إلى فلسطين
- غزل للذاكرة بين صفحات - عرش الليمون -للمتوكل طه .
- أحلام ..( .. 1548 ..)..
- اعبر إلى الأقصى على جسدي
- كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير
- رقصة
- روسيا بعيون جديدة ..(..!!..)..
- ثمة نور في آخر النفق ..(..!!..)..
- القدس عاصمة العشق الأبدية ..(..!!..)..
- هي فوضى ..(..!!..)..


المزيد.....




- مرتديا الكوفية الفلسطينية.. الأمير تركي الفيصل يهاجم مقترح ت ...
- ما هي البلدان المقترحة لاستقبال سكان غزة بعد الإعلان عن خطة ...
- نغم عيسى.. غموض حول مقتل إمرأة حامل في حمص بعد طلب فدية
- 45 ألف سنة سجن للمحتال التركي الصغير
- اعتداء عناصر في الأمن السوري على عابر جنسياً يثير مخاوف وانت ...
- خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال ...
- في خطوة انتقامية متبادلة.. بريطانيا تعتزم طرد دبلوماسيٍ روسي ...
- يميني وأنثوي ومزيف: الذكاء الاصطناعي يتدخل في انتخابات ألمان ...
- القضاء الألماني يحاكم أربعة أشخاص بتهمة الانتماء إلى حركة حم ...
- -لحد ما ترجعوا ودائع السوريين-.. وسائل إعلام لبنانية تكشف تف ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - حماس واللعب بالنار ..