واقعنا وأنشودة العملية السياسية

مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 00:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

واقعنا وأنشودة العملية السياسية
محسن عبد الكريم
يعرف القارىء اللبيب ان الكلمة تصارع وتصالح وتمازح كاتبها فأذا كانت حية أسرت خلجاته وتظل حبيسة صدره حتى تحين فرصة خروجها ضاحكة او محزنة صارخا بها 00 هكذا ابداء مقدمتي بأحد اراء الكتاب المصريين وأنا اتابع بملل العملية السياسية في الوطن العربي ومعاذ الله ان أكون ناقدا سياسيا فعلي أن أحمل كفني ووصيتي سائلا خالقي ان يتوسدني في قبر معلوم يصل ورثتي اليه لقراءة سورة الفاتحة بدلا من دفني في مقابر البلدية مع مجهولي الهوية 000
أشاركك الرأي ولا أزيدك أسى ففي وطني حيتان النفط وجمالية حركة وتصريحات قرود السياسة ونفثات سموم الطائفية وحلاوة شيكات الفساد وألعاب حز الروؤس وملاعب مراهنات دول الجوار وغير الجوار ودعوات وأنين أفواج الأرامل واليتامى ودمعات المظلومين وحسرات المحتاجين وما عاد أي فن من فنون الظلم الا وفي وطني0
وليس جديدا على وطني بالامس كانت صرخات التحرر والنهوض وكنا نقف في ساحة المدرسة نصفق ونهتف للوطن وشوارع المدن تعج بالمتظاهريبن والاحتجاجات الا ان المد المناهض وبلادة النظم السياسية أخذت منهم المبادرة بالرغم من محاولات غير موفقه شهدت لها أعواد المشانق والسجون والتهجير والتهميش كتبها التاريخ بشرف 0 وتمر الاحداث لنتصفح أرشيف تلك الاحزاب لنجد أغلبها قد ولدت من رحم المخابرات البريطانية وتمويل صهيوني أرادوا من تلك الاحزاب ايقاف زحف التطور الذي كانت تقوده الامة العربية على مر القرون 00 وأخذونا بالانتداب وكانت ظواهر كثيرة رسمت لنا لتعمي ابصارنا وعقولنا ومنها ( ظاهرة أم كلثوم) والتي كانت أغانيها بحق معلقات في المكتبة الموسيقية العربية 00 كنا نهيم كالحشرات ليلا بحثا في المذياع عن الاحتفالات الشهرية لكوكب الشرق أو أغنية جديدة من عمالقة الطرب نسهر حتى الرابعة صباحا سكارى ومن أجود انواع الخمور الفرنسية أو الايطالية او الانكليزية أو المحلية الصنع التي تقدم في صالات الرقص بفنادق الخمس النجوم التي تقع في ضواحي عواصم الدول العربية الاسلامية والغريب بالامر تاريخنا العربي التليد يقول :
((مكتبة الزهراء في قرطبة جميع كتبها ترجم الى اللاتينية ومن كتبها العظيمة كتب الطب والصيدلة والجراحة مثل كتاب ( البسيطة) لابن الوافد الطبيب العربي الاندلسي الذي ترجم الى اللاتينية لاكثر من خمسين مرة وكتاب ( الجراحة) لابن قاسم بن عباس الزهراوي الاندلسي وقد ظل اساسا للتعليم الجراحي في أوربا لبضعة قرون وكان من اعلام مترجمي العصر العباسي من العربية الى اللاتينية ((جيراردي كيمونا)) الاوربي الذي نقل من العربية أكثر من سبعين كتابا في فلسفة الكندي والفارابي وعلم النجوم (لجابر بن افلح) وكتب أرسطو وجالينوس0000
ولاتغيب عنا مقولة الخليفة العباسي (المأمون)حين هزم الروم في احدى الفتوحات وأسر منهم المئات وكان من بينهم من الاسرى كبار قادة جيشهم فقال للوفد الرومي المفاوض لتبادل الاسرى جملته المشهورة التي تذكرها أوربا لحد الان (( أنا لاأريد مالا ولكني أريد خزانة من الكتب عندكم ثمننا لهولاء الاسرى )) 00 يقول المفكر الغربي( كارليل)(( ان العرب كانوا نكرات لعدة قرون فلما جاء النبي العربي أصبحوا قبلة الانظار في العلوم والمعارف ولم يمر قرن عليهم حتى استضاءت أطراف الدنيا بعقولهم وعلومهم )) ومن مشاهير فرنسا المؤرخ( كلود فاير) حيث يقول (( ان هزيمة العرب في واقعة (بواتيه) الفرنسية أبان الفتوحات أخرت المدنية الغربية ثمانية قرون فلو أنتصر العرب في تلك المعركة لحملوا مدنيتهم الى الغرب ولما طالت أيام اوربا في الجهل ))00 والمضحك المبكي وعند الليل نحن على موعد مع المسلسل العربي الشهير الحاج متولي وزوجاته الحلوات او برنامج من سيربح المليون أو أحدث مباراة لكرة القدم الاوربية أو مجموعة ابيات حب وغرام في دفتر مراهق او أبراج الحظ في حقيبة فتاة 0 نعيش في عيون المرأة وضحكتها 00 وأشاركك الرأي فنحن نعيش في عالم منزوع من الانسانية عالم يموت فيه يوميا (900)تسعمائة شخص من الجوع وينام (200) مائتان مليون طفل بدون طعام وأكثر من مليوني انسان يقتلون سنويا في صراعات مسلحة وبدون ذنب اقترفوه00 والف تحية وسلام على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وقوانين العهد الدولي 0 وليس جديدا فهناك في دنيا المعمورة ماهو أسوء يندى لها جبين الانسانية بقضية أخلاقية واحدة أذكرها لسفاح المحارم حيث استخدمت الفرنسية (يانين سالمون)الحيوان المنوي الذكري لشقيقها لتحمل منه وباشراف ومساعدة مستشفى للأخصاب في مدينة كاليفورينا ليصبح هذا السفاح أبا اوأما أو عما أو عمة ؟؟؟
ونسأل القاصي والداني عن الحل والخلاص فيجيب المثل الصيني فيقول :
( بدلا من ان تلعن الظلام أشعل شمعة)
ومن سيشعل شمعة الحل والخلاص في وطنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ؟؟؟؟

#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات