أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسم أحمد - البحث عن السفارة العراقية في لندن














المزيد.....

البحث عن السفارة العراقية في لندن


باسم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 07:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما وطئت قدماي أرض مطار هيثرو، بعد عبور المحيط الذي دام أكثر من سبع ساعات، أخذ الحلم الجميل يقترب من التحقيق، وهو الحصول على جواز سفرعراقي جميل في عهد جميل! أليست الجمهورية للشعب كله ؟ وأن زمن التعسف والظلام زال بزوال بطل الهزائم والجحور ؟ كان هذا في أواخر شهر أيلول الماضي وفي اليوم الثاني والعشرين منه بالضبط. كان جواز سفري العراقي الذي حملته صادراً في بغداد في عام 1979 وانتهى مفعوله في عام 1983. والحقيقة أنني لم أسافر إلى لندن لغرض تجديده، بل لزيارة ابنتيّ اللتين تقيمان هناك، إحداهما أستاذة في جامعة لندن وثانيتهما حصلت على شهاجة الماجستير في الفيزياء حديثاً من جامعة لندن أيضاً. كما وكان الغرض أيضاً زيارة بعض الأصدقاء في ألمانيا وأهل زوجتي وأقاربها في قطر آخر مجاور. ولذا انتهزت فرصة زيارتي لندن لتجديد هذا الجواز للسفر به إلى أرض الوطن الشقية التي لعب فيها الطغاة وعتوا عتواً كبيرا، ولم يكن حسن العاقبة، رغم هذا، للمتقين! وكان أول عمل قمت به بعد ترك حقائبي لدى ابنتيّ، أصطحاب زوجتي متوجهاً إلى السفارة العراقية في كوينزكيتس التي زرتها آخر مرة عام 1978 عائداً إلى الوطن الذي ضاع بين همجية البعث الفاشية وديمقراطية التحرر الزائفة! لذا لا يتصور القارئ الكريم أنني عبرت المحيط لغرض تجديد جواز سفري فيعتبرني أحمق ويظنّ بي الظنون والعياذ بالله! ولكن هكذا كانت! أما ما صنع الدهر بي وما لاقيته وزوجتي في ذلك اليوم العتيد فهو مضحك وغريب في الوقت ذاته! فلا عتب لي على السفارة، ولكني فهمت أنها فتحت قريباً لينعم بفتحها المواطنون، وأنا واحد منهم، ولأن لا سفارة عراقية موجودة في البلد الذي أقيم فيه،ولكن شرح الحال تفرج الكرب والهموم! أقول شددت الرحال إلى كوينزكيتس، وكان الرقم الذي أتذكره هو 21 أو 22، سيان، إذ أنني سأشاهد معالمها، رغم مرور ربع قرن وأنا أردد:

وقفت بها من بعد عشرين حِجّة
فلأياً عرفت الدار بعد توهّـم ِ

وصلت كوينزكيتس ولكني لم أر من بعيد أو قريب أيّ معالم تدلّ عليها! وفي القرب مما أنا فيه، شاهدت علم سفارة بنغلاديش خافقاً على إحدى المباني، فقلت لزوجتي، دعيني أدخل هذه السفارة، لأنها إسلامية، فربما من فيها يعرف موقع سفارة وطني فينجدني! دخلت فرأيت فتاة شابة جميلة في الإستقبال وهي تتكلم على الهاتف، فانتظرت ريثما تنتهي من المكالمة، فانتهت. سألتها عن غرضي، ففتحت كتيباً صغيراً نظرت فيه، فلم تجد فيه ما يسعفني. قالت إنها لم تسمع بوجود هذه السفارة ولكنها تعلم أن السفارة الأردنية تقوم بتمثيلها. وأرتني رقم السفارة الأردنية. فلما طلبت منها قلماً لكتابة الرقم، حيث أني نسيت قلمي أو أقلامي في الحقائب، لم يكن ليها أي قلم! حفظت الرقم وودعتها شاكراً. وفي الطريق رأيت السفارة اليمنية ففرحت. أليست هي لدولة عربية شقيقة وأنها حتماً ستعرف موقع السفارة العراقية فسأجد ضالتي عندها. فلما دخلت، وجدت شباكاً صغيراً ذا فتحة سفلى كتلك التي توجد في البنوك، ووراءها فتى نظر إلي بريبة وسألني عن غرضي، فسألته عن سفارتنا، فأخذ يصعد عينيه إلى وجهي ويخفضهما إلى طرفيَّ، فتذكرت بيت الخالد أبي نؤاس في قصيدته السموألية

فأعرض مزورّ اً يقلـّب طرفه
لأوجهنا شطراً وأرجلنا شطرا

وقال بدهشة لا أعرف وليس هذا عملي! إنصرفنا وتابعنا المسير، فرأيت ممثلية لدولة خليجية للشؤون العسكرية، فقلت ربما أصبت هذه المرة، فقرعت الجرس ودخلت مع زوجتي، فوجدنا شخصين غير عربيين، وأغلب الظن كانا أمريكيين، وعندما سألت أحدهما عما أنا أبحث عنه، نظر إلى صاحبه الذي كان يحاوره وكأن لسان حاله يقول ما أغبى هذا الرجل ويا لسذاجة سؤاله، ونظر إليّ باستغراب قائلاً إنه لا يعلم! إنصرفت خائباً.
خارج الممثلية وجدت ساعي بريد وبيده رزمة رسائل، فتفاءلت وطرت فرحاً وصحت يوريكا يوريكا! فمن هو أعلم من ساعي البريد بالعناوين ؟ سيدي ساعي البريد، هل تدلني على مقر السفارة العراقية ؟ فأجاب بالنفي، ولكن أشار علي بأن أذهب إلى فندق ويسترن القريب، فهو أدرى. ذهبنا إلى الفندق، فاستقبلنا الموظف مرحباً ظانّـاً أننا نسأل عن غرفة، ولكن أمله خاب عندما عرف قصدنا. ورغم هذا، فقد كان إنساناً طيباً رغب في مساعدتنا، فأخذ يتصل بدائرة البريد التي أخبرته أن مقرّ السفارة هو 21 كوينزكيتس! تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي! ذهبنا إلى 21 كوينزكيتس، فماذا وجدنا؟
لا نصب ولا أعلام، رحم الله الجواهري! باب السفارة مقفل ومزنجل، وتوجد لوحة صغيرة على جانب الباب مكتوب عليها ( إن القنصلية مفتوحة للفيزا...
Open for visa application ) وبالعربية : المراجعة خلف البناية. إستبشرت خيراً. ذهبنا خلف البناية فلم نجد أي بناية لأي قنصلية أو مكتب، بل مطعماً وعمال بناء يعملون!
رجعنا إلى البيت تعبـين. إتصلت إبنتي الكبرى بمركزالإستعلامات البريطانية للإستفهام، فأخبروها بعد أن أخذوا إسمها وعنوانها ورقم التلفون بأنهم سيتصلون بها، وانتطرنا ثلاث ساعات فلم يتصلوا. فاتصلت بهم مرة ثانية، فأعطت الإستعلامات رقم تلفون السفارة ورفضت إعطاء عنوانها.
ربما تسألونني عما حدث بعد ذلك ؟ فهل تظنونني غبياً بأنني لم أتصل؟ وهل تعتقدون أنني نجحت في الإتصال بعد محاولة ساعة زمنية كان تلفون السفارة فيها مشغولاً على الدوام؟



#باسم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغد صدام رئيسة الجمهورية العراقية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسم أحمد - البحث عن السفارة العراقية في لندن