أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بلقيس حميد حسن - الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفال














المزيد.....

الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفال


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 22:40
المحور: القضية الكردية
    


كم اعجبُ واستغربُ من خوف الكثيرين من مبدأ تقرير المصير للشعب الكردي, وهذه الازدواجية التي يتعامل بها غالبية العرب مع القضية الكردية. فغالبية العرب من ليبراليين وغير لبيراليين, يؤمنون بحق الشعوب بتقرير مصيرها, وكم يستعملون هذا المبدأ في الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني وقضايا القوميات المقهورة تحت رحمة قوميات اخرى اكبر منها, لكنهم عندما نناقشهم في حق تقرير المصير للشعب الكردي نراهم ارتبكوا, وتغيرت لهجتهم في النقاش, وصبغت وجوههم بلون التعجب والرغبة في تخويننا وغيرها من علامات عدم الرغبة في سماع حق الشعب الكردي بتقرير مصيره وتأسيس دولته المستقلة على تراب أرضه التي انجبته منذ قرون.
عجبا لهؤلاء, ولحد الآن ليس هناك أية حجة تجعلهم يصرون على هذه الازدواجية, فهل هو مرض عربي من أمراضنا العربية المنتشرة عبر التاريخ؟ مثل رغبة السيطرة على القوميات والأديان التي تعيش بين ظهرانينا والتي هي اقل عددا من العرب الذين لم يستفادوا من اكثريتهم سوى بانتشار الفقر والجهل والظلم؟ وكما يحصل اليوم مع المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين وسواهم والذين يراد ابادتهم لا لسبب فقط لانهم لا يدينون بديانتنا او هم لايتحدثون لغتنا كالكرد الذي حاول صدام ابادتهم بكل الوسائل المتاحة له فكانت الفواجع التي لاتنسى مثل مجزرة حلبجة والانفال التي نعيش ذكراها المأساوية هذه الايام.
هل هي رغبة متوارثة في الجينات العربية من السيطرة على أمم وشعوب وأراض بنزعة توسعية تعلمناها باسم الفتوحات ورسخت في دواخلنا واهملناها حتى تمكنت منـّا؟
هل هي ازدواجية متأصلة في النفس العربية مثل ازدواجية النظرة الدونية للمرأة واحتقارها والتسلط عليها والتلاعب بمقدراتها رغم كونها الأم التي أنجبت وربت وتعبت وضحت والتي يتفاخرون برضاها ويوصوا بها بالكتب والوصايا دونما تطبيق؟
أم هي شوفينية غرستها فينا الاحزاب القومية التي سيطرت على مدارسنا وافكارنا لعقود طويلة من الزمن؟
لماذا نطالب بتقرير المصير لشعب فلسطين ونؤمن تماما انه حقهم ونستعد للتضحيات من اجل ذلك المبدأ, لكننا بالمقابل ننكر على الشعب الكردي حقه في تقرير مصيره على تراب ارضه؟ فان كان الموقف من الفلسطينيين كونهم مسلمين فنقف معهم ضد ديانة مختلفة للمسلمين معها مواقف عدائية في التاريخ العربي, فالكرد مسلمون فلماذا هذا الموقف منهم وعدم الاعتراف لهم بتقرير المصير؟
وان كانت الحجة هو المزيد من النفط الذي تطمع فيه الحكومات المتعاقبة على العراق سببا لاضطهاد وتشريد وقتل شعب بالكامل, فهذا هو رب الظلم والعدوان الذي يمارسونه مع الكرد ويرفضونه لشعوبهم وهذا ايضا أحد امراضهم في الطمع بأموال الشعوب على حساب حياتها وتضحياتها, ثم ان العراق الغني بالنفط في حقوله المنتشرة والجديرة ان تبني الدولة بأحسن بناء متطور وحديث لماذا لم يحصل ذلك يوما حينما كان العراق واحدا بعربه وكرده واقلياته, مسيطرا عليه من قبل حكومات عديدة كان اغلبها ديكتاتورية تمتلك كل ثروات البلاد والشعب وبكل مكوناته من الشمال الى الجنوب حتى صار قدر العراقيين الجوع المزمن فبكاه السياب قائلا :
"مامرّ عامٌ والعراق ليسَ فيه جوع"
ان ما يملكه العراق من نفط واحتياطي كفيل بان يقدم حياة رغيدة للعراقيين جميعا وان يكون دخل العراقي أعلى من دخل الفرد في اغنى دول العالم لو كانت هناك ارادة حقيقية بذلك. ولكن, آه من الفساد والسراق والخائنين لكل القيم الانسانية والمباديء والباحثين عن حجج لاضطهاد الشعوب والاستيلاء على ثرواتها والتلاعب بمقدراتها حتى تنتهي وتذهب كما ذهبت من قبلها شعوب وأقوام قبلت الظلم فانتهت الى الموت والنسيان.

وان كان موقف عدم قبول استقلال الشعب الكردي من منطلق الخوف على الكرد وعلى دولتهم التي ستكون مهددة من قبل الجيران كايران وتركيا, فهذا الموقف الأبوي ضد شعب بالكامل ليس له اي سند أخلاقي وقانوني, وهو غير مقنع تماما.
اذن, علينا اما ان نقرر بان الشعب له كل المقومات القادرة على بناء دولته المستقلة وهو كذلك, واما ان نكون كاذبين مع انفسنا ونعيد النظر بايماننا بحق الشعوب بتقرير مصيرها.
15-4-2011
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسل الشعوب العربية المرّ
- المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا
- ملوك وأمراء الأميّة يذبحون الثوار واللؤلؤة
- من يوقف الطغاة؟ وهل يبقى أطباء اليمن في حيرتهم؟
- ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟
- الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي هو المقياس
- لا تَتَصنّمْ
- الشعب الليبي يُقتل, فأينكم
- مع الاحتجاجات الشعبية, ولكن
- ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها
- إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة


المزيد.....




- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بلقيس حميد حسن - الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفال