أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!















المزيد.....

تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من دواعي الغرابة أن تظهر تصريحات الجماعات التي إختارت هي لنفسها أسماء مرتبطة بالماضي , ولم يكن هذا الإختيار مرهوناً بمسمي من السماء أو من رسل وأنبياء السماء , فهذه الجماعات وفقط , هي من تجعل الله حكراً لها , وتجعل السماء بما رحبت من غيب , وقوة , ومقدرة , تتعدي هذه الفضاءات لتتبلور كما تريد تلك الجماعات , علي أن إرادتها هي إرادة السماء , وفي الحقيقة هي ليست كذلك , فمراد الله غيبي , ومن يدعي أنه علم بمراد الله , فهذا العلم يتناقض مع حقيقة الإيمان الديني , وينقضه علي الإطلاق , لأن من كان ينقل عن الله هم الأنبياء والمرسلين , ونعتقد أن زمن الأنبياء والمرسلين قد إنقطع منذ مايزيد علي 1400 عام .
توظيف الغيب المقدس للتخديم علي إرادات أرضية نبتت من الأرض , وتعيش علي الأرض , وكافة مصالحها مرهونة بواقع الجغرافيا , وتوازنات القوي , ومدي حزم المصالح التي يتوق لتحقيقها الإنسان , أمر فظيع في منتجاته اللاأخلاقية , والمتناقضة مع معطيات العقل , سواء العقل المعتصم بمفاهيم دينية , أو مفاهيم من أرضية الواقع , ومعطيات القوي وتوازناتها ؛ وفي حالة ظهور هذه المفاهيم , أظن أن من وراءها خيوط أزمة تنسج في إتجاه معين عبر منظومات مصالح عليا تديرها دول ومؤسسات أصحاب مصالح , وضد إتجاه آخر متعمد تعطيله لصالح مدبري هذه المؤامرة .
في ظل الأوضاع المأساوية اللا إنسانية التي تمر بها ليبيا , والتي يتصارع فيها كتائب القذافي ضد الثوار الليبيين والشعب الليبي الأعزل , من أجل الخلاص من الطغيان الإجرامي ضد الشعب , والتي كادت كتائب القذافي بعنادها وعتادها وأعدادها من المرتزقة , أن تحسم مسألة الصراع بين الثوار والكتائب لصالح الأخيرة , جاء التحالف الدولي ليعيد التوازن لصالح الثورة الليبية , وكانت دولة قطر صاحبة دور سابق في مساعدة الثوار في حين تخاذلت دول عربية عديدة عن القيام بهذا الدور , فيما وقفت دول عربية تساعد النظام الليبي , ومنها سوريا بشار الأسد , والجزائر بوتفليقة , وكان الدور المصري منشغلاً بأحداث الثورة المصرية وتوابعها .
في هذه الأثناء تظهر تصريحات لتنظيم القاعدة وكأنها تحاول إحباط وإفشال الثورة الليبيبة المدعومة من التحالف الدولي , وهذه التصريحات ظهرت عبر صحيفة الحياة اللندنية , واسعة الإنتشار , والتي توزع مايقترب من مليون نسخة يومياً , وهذه الصحيفة بها كوكبة من العقول تستحق الإحترام والتقدير , وهذا لاينفي عن هذه الصحيفة أنها سعودية , والمملكة العربية السعودية لها إتجاه يمكن قراءته في معاداتها لأي إتجاهات ثورية , أوأي إتجاهات تحمل مجرد رؤي فاعلة في مجال الديمقراطية , والحريات وحقوق الإنسان , وهذا يكاد يكون مقترباً من المطلق .
ليقول التصريح المنسوب لتنظيم القاعدة بأن له وجود في الشرق الليبي عبر إمارات إسلامية , وليت هذا التصريح يلوح بهذا الأمر , إلا أنه وصف مجلس الحكم الإنتقالي , بمجلس الكفر الإنتقالي , وطبعا هذا علي خلفية تنظيم القاعدة المزعوم في بلاد المغرب الإسلامي وأعلن رفضه الإستعانة بمن وصفهم بالصليبيين , ووصف معمر القذافي بالمجرم , إلا أنه قرر أن تنظيم القاعدة أتي من الجزائر , لمساعدة التنظيم في ليبيا , وهذا عبر حوار لصحيفة الحياة مع مسؤل القاعدة المزعوم !!
مما يثير التساؤلات والحيرة لدي البعض هو التوقيت التي تمر به الثورة الليبية في هذه المرحلة الحرجة من مراحل التغيير الثوري في ليبيا , والعبور بها من مرحلة الإستبداد والطغيان والفساد , إلي مرحلة الديمقراطية والحريات , وحقوق الإنسان , عبر دولة مؤسساتية ناهضة , وتتبدي الغرابة من وصف التحالف الدولي بالصليبي , وهذا التحالف بالرغم من أنه هو من وقف مع الثورة الليبية , أو إن شئت القول في الجانب الآخر , وقف ضد طغيان القذافي وكتائبه ومرتزقته , فكيف تصدر هذه التصريحات لتتحدث بلغة الإمارات الإسلامية , ولغة دينية هي رائدة الحديث والحوار , كأن تنظيم القاعدة يمتلك الإرادة الإلهية النافذة بوحي من الله , وهو ليس كذلك , وكأن الطرف الخارج عن وحي القاعدة يمثل في أدواره التاريخية دور أبي لهب , وأبي جهل !!
الغريب في الأمر كذلك أن المجاهدين الأفغان الذين دحروا قوات الإتحاد السوفيتي سابقاً , هم من كانت تقف معهم أجهزة المخابرات الأمريكية , والغربية , بصفة عامة , بل إن الدولة العبرية , هي من كانت تمدهم بالأسلحة والذخائر والعتاد والمؤن , بجانب الأغذية والمعلبات التي وجدت لها آثاراً في مواقع المجاهدين الأفغان , وفي هذه المرحلة التاريخية , لم يرفض هؤلاء المجاهدين التعامل مع أمريكا , ودول الغرب , بل وإسرائيل , بإعتبارها دولة إستعمارية محتلة للمقدسات الدينية , وعلي الرأس منها مسجد قبة الصخرة , مما يتعين معه الوقوف بحذر علي ناصية تلك التصريحات التي تبدو وكأنها مع الصالح العربي / الإسلامي , وهي غير ذلك !!
نقطة أخيرة ألفت النظر إليها , وهي بيت القصيد بالنسبة لتنظيم القاعدة , ذلك التنظيم الديني الإسلامي , بمفاهيمه وعقيدته القتالية الجهادية , والتي غابت عن تصريحاته وبياناته أي نقد للنظام السوري الذي تتعارف الجماعات الدينية علي وصفه , بالعلوي , تارة , وبالبعثي تارة أخري , وجماعات أخري تذهب في المغالاة وتري وجوب تكفيره ؛ فلماذا غابت بيانات وتصريحات تنظيم القاعدة عن سوريا النظام ؟!!
أليس مايحدث في سوريا من مجازر تشيب لها الولدان شيباً , وتجعل الحامل تضع حملها من الهلع , والمرضعات تذهل عما أرضعت من صغار, أم أن سوريا فوق النقد , أو حتي مجرد اللوم , والنصح علي أبسط التقديرات , أم أن إرادة الله لم تصل إلي عقل وتدبير تنظيم القاعدة بالنسبة للشأن السوري ؛ وهذه أسئلة ملغومة أظن أنها تزعج تنظيم القاعدة , وتزعج من قبله النظام السوري , لأن تنظيم القاعدة ليس له مكان يتواجد به في سوريا بشار الأسد , لأن هناك مصالحة غير مكتوبة بين تنظيم القاعدة وبين النظام السوري .
وأري أن المراهنة في الدول العربية , هي علي خيار الديمقراطية , وخيار الإستبداد والطغيان , وليس علي خيار الإسلام , لأن الإسلام مازال رهان حضاري , يتم تغييبه عن المعادلات الحضارية بمفاهيم الجهاد , والقتال , والحرب , من أجل مفهوم مبتسر ومختزل في تصورات مأزومة في عقول الجماعات الدينية بخيالاتها المرضية التي صورت الإسلام كسيف بتار لمن يخالف تلك الجماعات في الرأي والتصور , لتصير أحوال الدول , وكأنها في حالة صراع بين عكرمة بن أبي جهل المؤمن , وبين أبي جهل الغير مؤمن , ولكن كان أبي جهل , ومازال حتي هذه اللحظات هو والد عكرمة المؤمن !!
أري أن العوامل المحفزة للإستبداد والطغيان والفساد , هو ماتنتجه مصانع مفاهيم الجماعات الدينية , وعلي الرأس منها تنظيم القاعدة , وراجعوا ماحدث مع الناشط الإيطالي الذي قتله أحد التنظيمات السلفية الجهادية في فلسطين , بالرغم من تضامنه مع القضية الفلسطينية ووجوده مع الفلسطينين لمساعدتهم منذ العام 2008 , واسألوا أفغانستان , وباكستان , والصومال , والجزائر , وكذا مصر , ويجب ألا تغيب المملكة العربية عن المشهد السلفي والجهادي !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...
- الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...
- مسؤلية نظام : مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد بالأسكند ...
- تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية
- ليس بوذياً !!
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- حمدي قنديل .. وأقوي رجل في مصر
- سعاد صالح .. المواطنة والتكفير
- أسطول قافلة الحرية .. الفرق بين إجرام وإجرام !!
- خاطرة
- الأقباط ونهاية مرحلة : المطالب الدينية والمطالب المدنية -مجر ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!