أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:














المزيد.....

لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 02:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:
- أراد اللهُ للمسلم أن يكون عزيزا لا يقبل الضيم والمذلة , لكن واقع المسلم طوال أربعة عشر قرنا يشهد أنه كان مسلما أخرس لم يقو حتى على رد الظلم بلسانه فقد قص الفقيه لسانه لحساب السلطان , إنه المسلم الذي صور له فقهاؤه أن الغاية من وجوده هي العبادة فقط وطاعة الخليفة النبوي , وأفهموه أن خير ما يفعل هو الدعاء لولي النعم , وأن التعبد -مجرد التعبد- يسقط مسئوليته أمام الله تجاه نفسه وأولاده وأهله ووطنه , إذ فرط وخاف وخنع ورضي بالضيم . وكل التشريعات الوضعية تخدم مصالح الطبقات الحاكمة وحدها , وانظر إلى التشريعات الإقطاعية والرأسمالية وسائر تشريعات النخب , ما من تشريع منها يستهدف مصالح الغالبية , فالتشريع الإلهي وحده هو الذي لا يحابي طبقة على حساب أخرى , فما يعنيه هي مصالح الناس . ولم تكن مشكلة المسلم قط في فقه الطهارة أو العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج , بل كانت مشكلته- وستظل -هي العدالة والحرية والمساواة , وهي أمور نجح فقهاء السلاطين في دفنها في حفر مغطاة جيدة التمويه والإخفاء . وقد أقام المسلم المروَّض الصلاة وأدى الفروض والنوافل , ومع ذلك عاش فقيرا مظلوما لا يجد قوت عياله , وتساءل في استغراب عن عدم نصرة الله له , وغاب عنه أن كل ما يؤديه يقع في دائرة العبادات ولكي يحرر نفسه عليه الانطلاق من دائرة المعاملات التي تحدد العلاقات بين الناس حكاما ومحكومين , فالله لن ينصر هذا المسكين ما لم يبادر هو إلى تحرير نفسه , بسيفه هو , لا بسيف الله . فالعدالة تنال منها مطامعُ المستبد وخيانةُ الكاهن وظلمُ القاضي . ولم يتنبه المسلم إلى أنه مظلوم , ظََلَمه الخليفة " المقدس " , ونهبه السلطان " الشرعي" , وضلله الفقيه "المؤمن". ودائرة المقدس هي الدائرة التي يُحظر على الناس دخولها إلا وعيونهم مغمضة وعقولهم معطلة , فالقداسة الموهومة التي تحيط بكل مَن بهذه الدائرة سواء أكان حاكما أو كاهنا , تمنع بالضرورة اتهام الحاكم- وهو الشاغل الأساسي لدائرة المقدس- بالفساد أو الاحتيال , أو اتهام الكاهن بأنه جاهل أو عون للمستبد . لذا فإن معظم تاريخ المسلمين خال - تقريبا- من الثورات على حكامهم وإن جاعوا وتعروا , لأن دائرة المقدس وسعت كل شيء في حياتهم : السلطان وأبناءه وصوره في الدواوين وتماثيله في الميادين , والمشايخ وكل ما ينطقون به حتى وإن كان هراء وكلاما فارغا .
والمستبد يستأصل شأفة القُوَى المعارضة له , أيَّ قوى : سياسية واقتصادية واجتماعية , فهي إن لم تكن خطرا راهنا فقد تكون خطرا مستقبليا . أما الكيانات القوية الأخرى التي لا يستطيع سحقها أو لأنه قد يحتاج إليها وإلى وجودها على الساحة كقوة مساندة له , فهو يرشوها عملا بالمثل القائل " اليد التي لا تستطيع قطعها قبِّلها.
والمستبد ضعيف بذاته , وهو مستأسد لا بسبب قوته وإنما بضعف شعبه . وإن أحيط به يصرخ ويبكي كالطفل المرعوب (عندما قبضوا على شاوسيسكو رئيس رومانيا الأسبق وهو الأسد الهصور طوال 25 سنة هي مدة حكمه , والذي كان يسمي نفسه " العبقري " , لمّا قبضوا عليه بكى كالطفل وصرخ : أنقذوني, أنقذوني .. واستعطفتهم زوجته قائلة : أنا أمكم ) . ذلك شأن المستبد الجبار المستأسد بخنوع الناس الذين يجبنون ويتخاذلون عن مدافعته , فيمتطيهم , وغاب عن المستضعفين في الأرض أنه لا يمكن اعتلاء ظهورهم ما لم ينحنوا . والمستبد خائف بطبيعته من كل ما اقترف ومن كل من أساء إليه , والناس منه يرعدون وممجدون !
جاء في حديث نبوي أن يوما من أيام إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة , وإذا كان ذلك هو قدْر الحاكم العادل في يوم واحد , فما بالكم بعقاب ظُلمه طوال مدة حكمه , بل ظُلم الحكام المسلمين طوال أيام الأمة الإسلامية المسكينة !
ونجح فقيه السلطان - طوال تاريخنا كله - في جعل المسلم يصدق ما يسمعه , ويعمَى عما يراه , فيصدق أن الخليفة عادل ومقدس , ويعمى عما يقترفه من قهر ونهب وقتل للمعارضين ومصادرة للحريات .
وكان الخليفة النبوي يرى أن المجتمع يجب أن يتحول إلى طبقتين : الأسرة الحاكمة , وسائر الناس بعد ذلك رعية عليها الطاعة غير المشروطة على أن يُحظر عليها اختراق جدران الطبقة الحاكمة المَلكية ومنازعتها الحكم , إذ أخرجت حساباتُ الخليفة النبوي الرعيةَ من معادلة الحكم , فبقيت وإلى الآن معادلة ذات طرف واحد فقط .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانقاواتنا وجامعات أوروبا :
- هذا هو محمد وهذا هو المسيح
- العقل المسالم والتعليم السلمي
- القطة تعض والنار تحرق- أو الاسترهاب بالمقدس
- نقائص العقل العربي
- فشل نظامنا التعليمي هو الحارس الأمين لخيبتنا
- لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :
- لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق ...
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا
- ما رأي الله تعالى في حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم:
- كانت المسافة بين الحاكم والمحكوم كالمسافة بين راعي المواشي و ...
- -لص بغداد الظريف-أشهر حرامي في القرن الرابع الهجري كان أشرف ...
- الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المق ...
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا: