جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 23:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليوم تظاهر عدد قليل من الشباب الشجعان في ساحة التحرير بأول تحدٍ لقرار الحكومة الخائفة من المظاهرات بمنع المتظاهرين من الوصول إلى الساحة واعتقال المتظاهرين المتجهين إليها مما زاد حساب عدوان الحكومة على حق الشعب وزناً جديداً في سجلها القمعي البوليسي.
حكومة المالكي – الدباغ – قاسم عطا لا تزن الأمور وزنا ًسليماً لأن عقلها قائم بالأساس على روح معاداة الحرية مما لم يسبقها إلى ذلك لا حسني مبارك إذ لم يمنع التظاهر في ميدان التحرير، ولم يفعلها زين العابدين بن علي حين لم يمنع التظاهر في ميدان وزارة الداخلية التونسية، كما لم يتجرأ العقيد الأحمق معمر القذافي على منع التظاهر بباب العزيزية.. أما نوري المالكي فقد أصر على نهج منهجين لم يسبقه إليهما أي دكتاتور آخر:
(1) النهج الأول هو توزيع قوات عسكرية مدججة بالسلاح في المناطق المحيطة بساحة التحرير شارعاً شارعاً وزنقة زنقة..!
(2) النهج الثاني هو إتاحة الوسائل القمعية لجميع قوات البوليس البغدادي الفاشستي القيام باعتقالات عشوائية لكل من يمر بساحة الطيران وشارعي السعدون وأبي نواس والبتاويين وشارعي الجمهورية والرشيد لمنع الناس من الوصول إلى ساحة التحرير .
في ظل هذا الوضع الفاشستي يقف البرلمان العراقي عرّاب الفساد والمفسدين متفرجا بعد أن نال مالا حراما .
في ظل هذا الوضع الفاشستي يقف الرئيس جلال الطالباني وهيئة الرئاسة كلها موقف الصامت من عدوان حكومة المالكي على الديمقراطية والدستور.
في ظل هذا الوضع الفاشستي تقف الأحزاب السياسية متفرجة على أساليب لهو الحكومة بحقوق الشعب.
هل هذه المواقف الثلاثة ناتجة عن الخضوع والطاعة لمشيئة رئيس الوزراء وأعوانه غير الراشدين أم أن الانحراف عن الديمقراطية صار أمرا مقبولا من قبل جميع قادة الدولة العراقية المليئة دوائرها بالعجز والإخفاق أم أن هناك اتفاقا منافقاً على تحريف كل الزمان العراقي الجديد كي يبقى الموت في بلادنا هو البديل عن حياة وحقوق الناس .
رأيت وسمعت احد المتظاهرين يهتف ها نحن في ساحة التحرير سائلا أين هو قاسم عطا والمالكي وعدنان الدباغ في ساعة التظاهر..!
تراهم حتما جالسين أمام شاشات التلفزيون يتفرجون وهم في حالة من الرعب بعد أن شاهدوا زملاءهم وأشباههم من المسئولين المصريين يقبعون في سجن طرة بانتظار العقاب القريب.
لن تتوقف مظاهرات ساحة التحرير طالما بقى في العراق بغي وطغيان وطالما يوجد في العراق شعب يتقن فنون المظاهرات وطالما يشاهد المتظاهرون بعيونهم نصب جواد سليم وهم ينشدون بشجاعة:
وإذا لم يكن من الموت بد
فمن العجز ان تكون جبانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 4 – 2011
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟