أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي السوري - رسالة الطبقة من زيزون إلى قناة البليخ ومابينهما















المزيد.....

رسالة الطبقة من زيزون إلى قناة البليخ ومابينهما


الحزب الشيوعي السوري

الحوار المتمدن-العدد: 220 - 2002 / 8 / 15 - 01:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رسالة الطبقة

من زيزون إلى قناة البليخ ومابينهما

 

 

أي حاضرٍ ذاك الذي نحياه؟! وأي مستقبل ٍ ذاك الذي ينتظره أبناؤنا؟ أسئلة برسم الإجابة تعادل حجم هموم الوطن وتقرؤها على كل شفةٍ ولسان. ولكن لاحياة لمن تنادي. فالوصائيون مازالوا يغمضون عيونهم ويصِّمون آذانهم عن رؤية أو سماعِ أي شيءِ يتعلق بقضايا الوطن، اللهم إلا إذا كان الأمر يتعلق بأمنهم او يمَسّ مصالحهم. أيّ سوريا! فما زلتِ مملكة للصمت ومازال مواطنوك رعايا.

قناة البليخ هي الرئيسة في ريّ آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. إضافة لتأمين المياه لعشرات القرى والبيوت المحيطة بها. تتغذى من بحيرة سد الفرات عبر بوابةٍ طاقتها التصريفية العظمى تساوي 140 متراً مكعباً/ثا، وتمتد لمسافة تزيد عن 18 كم.

بتاريخ 13-7-2002 أصيب الناس بالهلع، عندما أخذت المياه تتدفق عبر البوابة بغزارةٍ قصوى، ومن ثم بالمفيض من خارج القناة مغرقةً في طريقها حقول القطن والخضروات، ومهددةً في الوقت نفسه البيوت من حولها. استمر الحال ما يقارب الساعتين، إلى أن تم اكتشافه بالصدفة وعن طريق مهندسين عائدين لتوِّهم من عملهم، حيث أبلغوا المسؤولين في السد. وبعد حضورهم بحوالي الساعة تمكنوا من السيطرة على البوابة وإغلاقها. في أثناء ذلك كانت جميع الجهات المسؤولة قد حضرت إلى المكان، بدءاً من المحافظ وأمين فرع الحزب وانتهاءً بالجهات الأمنية. تم الاتصال بمطار المدينة لتأمين حوامات إنقاذ، كما تم إبلاغ عدة قرى لأخذ الحيطة والاستعداد للإخلاء عند الضرورة، في وقتٍ كانت الأخبار فيه قد وصلت إلى رئاسة مجلس الوزراء في دمشق. وبدا الأمر وكأن شبح سد زيزون مازال يخيم على العقول.

المعلومات الأولية تفيد أن الخسائر كانت قليلة واقتصرت على بعض المحاصيل على ضفتي القناة إضافة لهدرٍ في المياه يزيد هن 360 ألف مترٍ مكعب، باعتبار أن العطل قد استمر حوالي الساعتين فقط. ومثل هذا الوضع كان من الممكن له أن يقود إلى كارثةٍ فيما لواستمر تدفق المياه بمثل تلك الغزارة طوال الليل. قبل الحادث، وتحديداً في 10-6-2002 ، وقع حادث لا يقل عنه خطورةً، وذلك عند ما انفجرت محولة توتر كهربائية، مما أدى إلى توقف المحطة الكهرمائية قرابة الثلاث ساعات، أصبحت فيها غالبية تجهيزاتها الكهربائية عرضةً للغمر بالمياه، بعد تدفق مضخات النتح والتجفيف عن العمل.

في كلتا الحادثتين نجد أن الأسباب تتراوح مابين رداءة الاستثمار وقلة الصيانة من جهة، ومابين الإهمال والتسيب وفقدان الشعور بالمسؤولية من جهةٍ أخرى.

بعد انهيار سد زيزون كتب السيد أسعد عبود في جريدة الثورة "لم يعد للحديث عن مسؤولية فلان وتقصير فلان أي معنى، فالأمر يتعدى ذلك إلى مايمكن اعتباره قضية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". في هذا القول جزء كبير من الحقيقة. فلقد أصبح الحديث عن مسؤولية فلان ومقاضاة فلان وسياسة كبش الفداء..أصبحت كلها أشياءً لاتقدم أو تؤخر في ظل نهجٍ في السياسة أوصل البلاد والعباد إلى شفير الهاوية. حينما أطلَّ جورج قرداحي في برنامجه وأعلن أن سوريا هي الأغنى في الشرق الأوسط، وعندما كتبت هيام علي في جريدة الثورة 4-6-2002 أن سورية هي الأولى في استيراد السيارات الباهظة الثمن في منطقة الشرق الأوسط، لم يكن أي منهما يضيف إلى غالبية السوريين إلا المزيد من الألم والغصة على ما آلت إليه حال البلاد وعلى حجم الفساد والخراب فيها. فهم لا غيرهم من يعرف أن في سوريا الحديثة حوالي 65% من أبنائها يرزحون تحت خط الفقر، وأن ما يقارب الـ 25% من قواها العاملة مرمية في سوق البطالة.

إذاً القضية في جوهرها ليست إلا سياسةً قامت عليها سورية خلال المراحل الماضية. هذه السياسة تقوم على إحلال الفرد الموالي "النهبجي" في قطاعات الدولة والمجتمع كافة،ومن أدنى المراتب إلى أعلاها، أي بمعنى آخر- تشكيل دولة النهب والموالاة- هذا النهج سيؤدي بالضرورة إلى إقصاء الآخر غير الموالي إلى خارج حدود الدولة إياها، عن طريق التهميش أو الاعتقال أو أي شكلٍ من أشكال العسف الأخرى.

عندما وقف المعارض الديموقراطي الدكتور عارف دليلة في منتدى جمال الأتاسي في 2-6-2001 وأعلن بالوقائع والأرقام أن البلاد تقاد وعن سابق تصميم إلى الهاوية وقال: «سوريا صحِرَتْ، سوريا أفقِرَتْ..هل تعرفون كيف يجوع الناس وماذا يأكل الأطفال وماذا يشربون في الوقت الذي يمتلك فيه عشرة مسؤولين 100 مليار دولار؟ هل قلتم في زمانكم كلمة حقٍ في وجه هؤلاء؟!» ثم أضاف: «لن أتحدث هنا عن الفساد الذي لم يعد فردياً، وإنما أصبح نظام حياةٍ عاماً، فهنالك ماهو أخطر من الفساد وهو سياسة عامة تخلق الأرضية التي تجعل الفساد عاماً».

لم يكن الدكتور دليلة في حينه يدرك أن الواقع سينتقم منه، ومن ثم له ولو بعد حين، وذلك عندما تم اعتقاله من قوى الأمر الواقع كواحدٍ من الذين تجاوزوا الخطوط الحمر الشهيرة، وذلك حينما تحدث عن الفساد في المراحل الماضية. كما اتهم لاحقاً بأنه يبشر بحرب أهلية، ويثير الفتن الطائفية..إلخ، لكن الزمن لم يطل ، حتى عاد الواقع ليؤكد ماقاله، ولكن بطريقته الخاصة. فكان سد زيزون وكانت قناة البليخ وما بينهما.

إذا كان ممكناً إخافة الناس وإبعادهم عن دائرة المشاركة في صوغِ حاضرهم ومستقبلهم بكل أشكال العسف، فإن عملية لجم الواقع أو جره من قرنيه إلى أبد الدهر أمر غير ممكن، إن لم نقل إنه مستحيل. لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ترى كيف سيكون رد فعل السلطة تجاه الواقع بعد أن سخرت وقائعه من الخطوط الحمر، وأخذ يعلن..ويعلن..ثم يعلن!

 

الرأي

 نشرة سياسية  يصدرها الحزب الشيوعي السوري

العدد12/تموز/ 2002

 

 



#الحزب_الشيوعي_السوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عامين استمرارية التعويق وهدر الوقت
- مطالعة قانونية في محاكمة سياسية أقوال غير مؤثمة
- حول أزمة العمل السياسي في سورية
- أوضاع الحركة الديمقراطية في سورية
- بيان إلى الرأي العام حول الحكم على رياض الترك
- من مداخلات المؤتمر التداولي للحزب-آذار 2001
- سورية ممكنة بلا معتقلين سياسيين!
- سوريا إلى أين؟
- عود على بدء


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحزب الشيوعي السوري - رسالة الطبقة من زيزون إلى قناة البليخ ومابينهما