|
فلنتعلم من المسيح
محمد خضير عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 01:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقلت وسائل الاعلام العالمية الشكر الحار الذي قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في رسالته الى بابا الفاتيكان ليعرب له فيها عن خالص سعادته بتبرئة اليهود من صلب النبي عيسى عليه السلام . جاء ذلك بعد اعلان بابا الفاتيكان في كتابه الاخير الذي صدر حديثا والذي حمل عنوان ( عيسى المسيح في الناصره ) والذي جاء فيه رفع كافة الاتهامات التي وجهت الى اليهود بشأن قتل المسيح . ان هذا الخبر ليس بجديد حيث تطرق الفاتيكان في وقت سابق الى نفس الدعوة وما جاء به البابا الاخير هو لتاكيد راي اكبر مرجعية دينية مسيحية في العالم بهذا الموقف . والذي يهمنا في هذا الموضوع ليس مسؤلية اليهود عن مقتل السيد المسيح من عدمه لاننا في الاسلام لدينا قران كريم لا يختلف اثنان من المسلمين على ما جاء به من ايات وسور رغم وجود اختلافات بين فرق المسلمين حول تفسير اياته حيث ذكر في سورة النساء ( وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ان هذه الاية تبرء اليهود وغير اليهود من هذه الجريمة لان السيد المسيح الحقيقي لم يقتل اصلا وانما رفع الى السماء وهو خالد في جنات الله الواسعة ورغم ان هناك الكثير من المسيحيين واليهود لا يؤمنون بهذه الاية بل لا يعترفون حتى بما انزل الله من قرانه على رسوله محمد (ص) الا ان الذي نريد قوله ان هذا التصريح للحبر الاعظم سيساهم بشكل كبير في محاربة مظاهر معادت اليهود في العالم لاسيما ان كراهية اليهود لها جذور في موقف المسيحية من مسؤلية اليهود عن قتل السيد المسيح منذ اكثر من الفي عام وسيدفع بالعلاقات بين اليهود والمسيحيين الى الامام في جميع انحاء العالم . وسينجح في تقوية علاقات السلام والتسامح بين الاجيال القادمة من كلا الطرفين . والسؤال المهم الذي نريد ان نوجهه الى كافة المرجعيات الدينية المسلمة على اختلاف مذاهبها والى كبار علماء ورجال الدين المسلمين المنتشرين في كافة انحاء العالم الاسلامي لماذا لا تقتدون بما قام به بابا الفاتيكان وتصرحون على الملئ حول الكثير من القضايا الخلافية العالقة لحد الان حدثت في الماضي قبل قرون من الزمن وما تزال اثارها السلبية قائمة لحد الان تثير الخلافات والنزاعات والكراهية فيما بين ابناء الدين الواحد ام اننا نحن العرب المسلمين نعتز بهذه الخلافات ونمجدها سنويا ونحتفل بها وندرسها لاولادنا في المناهج الدراسية ونجاهر بها في بيوت الله لكي تبقى خالدة على مر الدهر نتناقلها من جيل الى جيل ومن جملة هذه الخلافات القديمة التي احدثت شرخا كبيرا وادت الى فرقة المسلمين الى يومنا هذا هو اشكالية خروج الخليفة معاوية ابن ابي سفيان عندما كان واليا على بلاد الشام عن طاعة ولي الامر انذاك الامام علي بن ابي طالب خليفة المسلمين الرابع ومخالفته كلام الله في الاية الكريمة ( واطيعوا الله ورسوله وولي الامر منكم ) وما نتج عن هذا الخلاف من اسباب ادت الى نشوب معركة صفين بينهما وبعد وفاتهما انتقل الخلاف الى ابنائهما الامام الحسين ابن علي والخليفة يزيد ابن معاوية ولكن هذه المرة الحالة معكوسة حيث خرج الامام الحسين عن طاعة ولي امر المسلمين انذاك الخليفة يزيد ابن معاوية ونحن لسنا بصدد احقية أي منهما بالخلافة ولكن هاتين الحادثتين تعتبران السبب الحقيقي وراء ظهور مصطلحي السنة والشيعة في الاسلام والذي ادى بدوره الى انشقاق المسلمين الى فريقين ما يزالان متخاصمين لحد هذه اللحظة والحقيقة ان كل ما في الاسلام من قيم ومبادئ واخلاقيات ومفاهيم هي من منابع التسامح والسؤال اين ذهبت هذه المنابع وتجلياتها بين المسلمين الذين تطحنهم النزاعات والخلافات منذ زمن طويل وترتفع في حاضرهم عاليا خطابات التكفير ودعوات العنف والرغبة في الانتقام والقتل بصورة هي الاخطر من نوعها في تاريخ المسلمين الحديث وكأن منابع التسامح قد جفت في الاسلام او ان هذه المنابع ليس لها اساس فيه وكأن الاصل في الاسلام هو التعصب والتطرف والتكفير . والمشكلة ان تاريخ المسلمين الفكري لا ينقل لنا تراثا لامعا مشفوعا بالتسامح بقدر ما ينقل لنا مشاهد ومواقف التفرقة والتناحر وكانها خارجة عن السياق العام وليست هي السياق نفسه . والى اليوم والتسامح لا يشكل في حياتنا الفكرية حضورا متجليا وخلاقا ينفذ الى عقولنا بقوة اشعاعه واذا كان التسامح ينبعث في الامم التي تبتلى بالنزاعات الفكرية والمذهبية وتظهر الصدامات الدنية او الحروب الدينية . فنحن مرت علينا وما تزال تمر علينا مثل هذه النزاعات الفكرية والصدامات المذهبية فلماذا لم ينبعث التسامح فينا ؟ لذلك جاز لنا التساؤل هل يوجد تسامح بين المسلمين
#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امكانية عودة العراقيين اليهود
-
(أيام هزت العالم)
-
قلق القذافي من تهاوي الانظمة الدكتاتورية
-
تحريم زواج المسلمة من المسيحي واليهودي
-
رجال الدين دخلوا على الخط
-
امريكا وراء تهجير المسيحيين العراقيين
-
بعد أفراغه من يهوده العراق بلا مسيحيين
-
لماذا الانتقاص من الديانة المسيحية
-
اخر بدعه لرجال الدين
-
وزارة المهرجانات
-
التوراة عراقية
-
العراق سيبقى عريقا
-
اليهود العراقيون هم الحل
-
انهيار الديمقراطيه
-
رجال ثقافة ام سياحة
-
قبل فوات الاوان
-
سلام الشجعان
-
النقابه والعروبه
-
وشهد شاهد من اهلها
-
العداله الناقصه
المزيد.....
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|